أمريكا تتعمّد إفشاله.. اتفاق روسي تركي غير معلن يدخل حيّز التنفيذ شمالي سورية
أمريكا تتعمّد إفشاله.. اتفاق روسي تركي غير معلن يدخل حيّز التنفيذ شمالي سورية
مع تواصل الهدوء الحذر في جميع مناطق الشمال السوري، ورغم انخفاض حدة الاستهدافات والقصف البري لقوات الاحتلال التركي، تستمر تصريحات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” حول اقتراب العملية البرية.
في هذه الأثناء، وبعد أيام من سلسلة اجتماعات عقدها المسؤولون الروس مع نظرائهم الأتراك في إسطنبول، وبعد الاتصال بين الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب إردوغان”، يتم الحديث عن اتفاق غير معلن دخل حيز التنفيذ.
وكشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن الهدنة التي تعيشها أرياف حلب الخاضعة لسيطرة “قسد”، مردّها إلى انتشار مزيد من وحدات الجيش السوري في المنطقة، تطبيقاً لتفاهم روسي – تركي غير معلَن، لمنع حصول عدوان تركي جديد.
وأوضحت مصادر الصحيفة، أن المؤشّرات تتصاعد حول إمكانية نجاح روسيا في منع وقوع عملية عسكرية تركية برية في “منبج” و”تلرفعت” و”عين العرب”، غير أن نجاح الجهود الدبلوماسية الروسية، مرهون بمدى التزام “قسد” بالخطّة، لجهة الانسحاب الكامل من ريف حلب، وإدخال مؤسسات الدولة السورية إليها، لتشارك في إدارتها، من دون أيّ اعتراف حكومي بـ “الإدارة الذاتية”، وفق ما تحاول “قسد” فرضه في التفاوض”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر كردية تأكيدها، أن “قسد” قبلت بسحب قوّاتها من المناطق الثلاث، والإبقاء على ما تسمى “قوات الأمن الداخلي” التابعة لها “الأسايش” فيها، ودخول قوات الجيش السوري إليها وعودة الدوائر الحكومية السورية للعمل فيها، وفق العرض الذي قدّمته موسكو لأنقرة كبديل من العملية البرّية.
ولفتت المصادر إلى وصول إشارات عدة إلى قيادات “قسد”، تُفيد بتراجع تركيا، في الوقت الحالي عن تنفيذ تهديداتها.
وحسب المصادر، تظن الأوساط الكردية أن الخطّة التي تَقدّمت بها موسكو، من الممكن أن تنفَّذ في “تل رفعت” فقط، على حين يشير مسؤولون أتراك إلى أن أنقرة ترى أن المبادرة الروسيّة أكثر واقعية وتفهماً لمخاوفها، التي تخلص إلى إبعاد الوحدات الكردية عن حدودها الجنوبية، ولاسيما أنها تصب في مصلحة التقارب مع دمشق، بهدف حل مسألة اللاجئين والتسوية السياسيّة في سورية، قبل قدوم موعد الانتخابات الرئاسية التركيّة في حزيران القادم.
وتقول الصحيفة، إنه وعلى الرغم من أن العرض الروسي لتركيا في طريقه إلى التطبيق، إلا أن حالة الهدوء النسبي قد تعود إلى الاشتعال في أيّ وقت نتيجة الاستفزاز الأمريكي الذي يبدو متعمَّداً لأنقرة، في محاولة واضحة لضرب الخطة الروسية، مضيفة أن أمريكا عمدت إلى تسيير دورية مشتركة مع “قسد”، على امتداد طريق الحسكة – الرقة القديم، للمرّة الأولى منذ انتهاء ما تسمى “عملية نبع السلام”.
كما أعادت واشنطن حسب الصحيفة، نشْر قوّاتها في نقاط عديدة انسحبت منها في وقت سابق، بالإضافة إلى تقديمها أسلحة نوعية لمقاتلي “قسد”، تحت عباءة محاربة “داعش”، أبرزها مدافع “هاوتزر M777” من عيار 155 ملم.
ورجّحت الصحيفة، أن واشنطن أرادت من هذه الخطوة، رفع معنويات حليفتها “قسد”، وإقناعها أن التهديدات التركية بدأت تتبدّد، في ظلّ الموقف الذي تُبديه واشنطن ضدها.
وتؤكد المصادر، أن قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، أدخلت شحنة جديدة من الأسلحة والمعدّات، تُعتبر الثانية من نوعها في أسبوع واحد، إلى مناطق سيطرة “قسد”، قادمة من العراق عبر معبر الوليد الحدودي، متضمّنةً نحو 90 شاحنة وآلية.
وكانت قوات الاحتلال التركي أطلقت في 20 تشرين الثاني الماضي عملية “المخلب – السيف” ضد “وحدات حماية الشعب الكردية” بشمال سورية بعد اتهامها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول.
اقرأ أيضاً: دمشق تحسم موضوع التقارب مع تركيا