خلاف بين “تحرير الشام” وفصائل أنقرة يغلق معبر الغزاوية شمالي حلب
خلاف بين “تحرير الشام” وفصائل أنقرة يغلق معبر الغزاوية شمالي حلب
توقفت حركة العبور أمام المدنيين خلال الساعات الماضية، من معبر “الغزاوية” الرئيسي الذي يصل بين مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الغربي من جهة، والمناطق الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) سابقاً، بريف حلب الغربي من جهة ثانية.
ووفق ما نقلته مصادر محلية، فإن عدة سيارات تابعة لما يسمى “فيلق الشام” الموالي لتركيا، كانت تحاول المرور من معبر “الغزاوية” الخاضع لسيطرة “تحرير الشام”، قادمة من ريف عفرين، في محاولة لتهريب كميات من البضائع والمواد التي تحظر “تحرير الشام” دخولها إلى مناطق سيطرتها سواء في ريف حلب الغربي أو في ريف إدلب.
ولدى اكتشافهم للمواد التي تحملها سيارات “فيلق الشام”، بادر مسلحو “تحرير الشام” إلى مصادرة تلك المواد والسيارات التي تحملها، كما اعتقلوا نحو 20 مسلحاً من “فيلق الشام” واقتادوهم إلى أحد المقرات العسكرية قرب بلدة “دارة عزة” بريف حلب الغربي، الأمر الذي دفع بـ “فيلق الشام” إلى إعلان الاستنفار، وإرسال أعدادٍ كبيرة من مسلحيه باتجاه المعبر.
وبالتزامن مع إرسال تعزيزات باتجاه المعبر، نفّذ “فيلق الشام” حملة اعتقالات استهدفت أشخاصاً معروفين بولائهم المطلق لـ “تحرير الشام” من بلدة جنديرس الواقعة جنوب غرب منطقة عفرين، رداً على اعتقال مسلحيه في “الغزاوية”.
وتزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من كلا الطرفين، شهد المعبر مناوشات محدودة بين “تحرير الشام، وفيلق الشام”، دون أن تسفر عن أي نتائج تذكر، باستثناء إعلان الاستنفار على المعبر، وقيام مسلحي “تحرير الشام” بإغلاقه بشكل كامل أمام حركة العبور سواء للمدنيين أو المسلحين أو لسيارات النقل التجارية.
وأعقب إغلاق المعبر وساطات بالجملة من قبل كبار قياديي “فصائل أنقرة” والذين حاولوا الضغط على قيادات “تحرير الشام” من أجل إعادة فتح المعبر، الذي يعد الطريق الرئيسية الوحيدة التي تصل بين ريفي حلب الشمالي والغربي، والتي يعتمد عليها المدنيون بشكل كبير في تنقلاتهم اليومية سواء لناحية قضاء أعمالهم في الأراضي الزراعية، أو لناحية زيارة الأقارب، إضافة إلى تبادل البضائع والمواد الرئيسية بين الريفين.
ولم تُفلح الوساطات في تحقيق أي نتائج تذكر على أرض الواقع، وفق ما أكدته مصادر محلية، في ظل إصرار “تحرير الشام”، على إطلاق سراح الأشخاص الموالين لها الذين اعتقلهم “فيلق الشام” في جنديرس، ورفضها في الوقت ذاته إطلاق مسلحي الفصيل الذين اعتقلتهم في معبر الغزاوية، بالاستناد إلى كونهم متورطين في عمليات تهريب تُعتبر غير شرعية بالنسبة لـ “تحرير الشام”.
ويأتي إغلاق معبر “الغزاوية” ليزيد من وطأة الخناق المفرض على المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة “تحرير الشام، وفصائل أنقرة”، والذين يعانون بالأصل من ممارسات المسلحين الإجرامية وسرقاتهم وإتاواتهم التي أرهقت الأهالي وأثقلت كاهلهم وضاعفت أعباءهم المعيشية، وخاصة بالنسبة للمدنيين القاطنين في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.