لم تجر لها صيانة منذ 2014.. الطرقات بمناطق “قسد” تزهق أرواح المدنيين
يكاد لا يمر أسبوع منذ دخول فصل الشتاء الحالي إلا ويفجع أهالي محافظة الحسكة بأخبار الحوادث المميتة على الطرقات الرئيسية التي تربط المدن الكبيرة والتي تقع جميعها تحت سيطرة ميليشيا “قسد”، وذلك نتيجة سوء واقع الطرقات وانتشار الحفر الكبيرة فيها وعدم وجود الشاخصات الطرقية.
وأفادت مصادر أهلية لـ كليك نيوز، أن حادث وقع أمس السبت، في منطقة خشمان عند مدخل مدينة الحسكة الشمالي، حيث صدمت سيارة من نوع جيب طفلين من أهالي ريف دير الزور قاطنين مع أهلهم في المنطقة ما أدى إلى وفاتهما على الفور.
إضافة إلى تسجيل العديد من حالات الاصطدام أو الانقلاب والجنوح للآليات وكلها بسبب سوء واقع الطرق وعدم تنظيم حالات السير والمرور لاسيما خارج المدن والمناطق الريفية.
اقرأ أيضاً: “لا يمكن تأمين تكاليفه”.. الزواج خارج حسابات الشباب السوري
وأكدت المصادر أنه خلال نهاية الأسبوع الماضي وقع حادث مؤلم على طريق الحسكة – القامشلي، حيث اصطدمت سيارة حافلة لإحدى شركات النقل الخاصة بسيارة شحن ما أدى إلى وفاة 6 أشخاص غالبيتهم طلاب جامعات، إضافة إلى إصابة نحو 16 آخرين بإصابات بالغة، حيث أكد شهود عيان أن سبب الحادث يرجع إلى عدم وجود شاخصات طرقية على مفارق الطرق تحذر السائقين إضافة لسوء الطرق كثرة الحفر فيها.
ولفتت المصادر إلى أن واقع الطرق الرئيسية هو الأسوأ فمنذ سيطرة “قسد” على مناطق واسعة من المحافظة عام 2014 وبعد، لم تجر أي صيانة لها أو استبدال وصلات طرقية، لاسيما الطرق الواصلة ما بين ريف الحسكة الجنوبي ومدينة الحسكة والقامشلي ومنها إلى مناطق رميلان واليعربية، حيث أثرت أرتال صهاريج نقل النفط المسروق الثقيلة على هذه الطرق التي تعبرها بشكل يومي وأدت إلى حدوث حفر كبيرة ضمنها، والتي غالباً ما تمتلئ بالمياه في الشتاء وتؤدي إلى حدوث حوادث مميتة نتيجة عدم الانتباه ودخول السيارات ضمنها وعدم تحكم السائقين بها.
اقرأ أيضاً: أكثر من 25% بدأوا بعمر 18 عاماً.. دراسة تكشف أبرز عوامل انتشار التدخين بين الشباب
وتساءلت المصادر عن حال الإهمال الذي تعانيه الشبكات الطرقية في مناطق “قسد” وهي التي تسيطر على غالبية حقول النفط التي تنتج مادة ” القار والزفت” المستخدم في مد الطرق أو صيانتها، وإلى متى هذا الاستهتار بأرواح البشر، مؤكدة أن حال الطرق ضمن المدن والأحياء ليس بالأفضل، حيث حفر المياه الآسنة وتجمعات الأوحال تجعل من مهمة عبور الطرقات بالغة الصعوبة وتلحق بالآليات الأضرار والأعطال الفنية المتكررة.
كما اشتكى الكثير من طلاب الجامعات الذين يدرسون في الكليات الجامعية بمدينة الحسكة، من سوء هذه الطرق وأنهم يتنقلون عبر شركات النقل الداخلي والخوف يرافقهم طيلة الرحلة من حدوث الحوادث الطرقية ضمن طرق متهالكة تزاحمهم فيها صهاريج نقل النفط والسيارات الشاحنة المحملة بالبضائع القادمة من شمال العراق.
اقرأ أيضاً: بخبرات محلية.. أكثر من 80 % نسبة الأعمال المنجزة في ترميم الجامع الأموي الكبير بحلب
وأشار بعض الطلاب إلى أنهم يضطرون إلى الخروج من منازلهم مع ساعات الفجر من مدينة القامشلي إلى الحسكة للوصول إلى كلياتهم نتيجة اضطرار أصحاب سيارات النقل السير ببطيء بسبب سوء الطرقات، رغم أن المسافة بين المدينتين لا تتجاوز 90 كيلومتراً حيث تستهلك من الوقت نحو الساعتين وقد تزيد إذا كانت الأجواء ماطرة أو وجود انتشار للضباب.
الحسكة – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع