تكلفة بعض الخدمات تصل مليون ليرة.. “صالونات الحلاقة” تتحول إلى عيادات تجميل!
تكلفة بعض الخدمات تصل مليون ليرة.. “صالونات الحلاقة” تتحول إلى عيادات تجميل!
في ظل موجة ارتفاعات الأسعار التي ابتلعت كل شيء، ارتفعت أجور صالونات الحلاقة، بشكل كبير، حتى بات تزيين الشعر من الرفاهيات “الصعبة التحقيق” على الكثيرين.
وتتفاوت أجرة الحلاقة سواء الرجالية أم النسائية بين منطقة وأخرى، وهو ما يبرره أصحاب الصالونات باختلاف أسعار الإيجارات والضرائب وباقي التكاليف، إضافة إلى مستحضرات التجميل أو تقديم خدمات إضافية.
ففي صالونات “مشروع دمر، المزة، أبو رمانة، المهاجرين”، هناك اختلاف كبير بالأسعار مع عدم التقيد بتسعيرة الجمعية الحرفية، والحجج مصاريف الكهرباء والمولدات وأجور العاملين، لا سيما إذا كان صالون التجميل، مركز كامل يقدم خدمات العناية بالبشرة أو أجهزة التنحيف أو “إبر الجمال” وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية.
وقال أحد مالكي مراكز التجميل، تبدأ أرخص خدمة مقدمة بقص الشعر من دون سيشوار بين 30 – 50 ألف ليرة، وقد تتجاوز 60 ألفاً في بعض الصالونات، فيما تتضاعف التكلفة مع تقديم خدمة السيشوار، والتي قد تصل إلى 120 ألفاً في الصالونات المشهورة.
وبيّن أن الخبر ة لها ثمن بغض النظر عن الخدمة المقدمة، إضافة لاعتماده بحصوله على مستحضرات التجميل من مصادر أجنبية على استيرادها لضمان جودتها.
وأضاف صاحب صالون آخر، أن أسعار صبغات الشعر أو ما يسمى “الهاي لايت، تبدأ من 600 ألف وقد تنتهي بمليون ليرة في بعض المراكز، أما موديلات الشعر مع مكياج خفيف فيبدأ بـ 500 ألف ليرة وينتهي بـ 700 ألف ليرة، فيما يتجاوز تجهيز العروس المليوني ليرة.
اقرأ أيضاً: أجورها تفوق الحكومية بمقدار 25 ضعفاً.. 99% من أساتذة كلية الطب يتوجهون للجامعات الخاصة
أما في صالونات الحلاقة الرجالية، فالأسعار أقل، لتكون تكلفة قص الشعر من دون دقن بين 10–20 ألف ليرة وقد تصل إلى 40 ألف ليرة، فيما تتجاوز 50 ألف ليرة مع خدمة تنظيف البشرة وتحديد الدقن، أما حلاقة الدقن فهي بين 10000–15000 ليرة.
واللافت في هذه المراكز والصالونات، تحولها لعيادات تجميلية، تقوم بتقديم خدمات وخز إبر “الفيلر والبوتكس”، إضافة لإبر التنحيف، دون أن تكون مقدمة من أيدي خبيرة طبية أو مدربة.
وتقول فتاة، في إحدى الصالونات، إنها تعمل كخبيرة تجميل، اختصاص إبر “فيلر وبوتكس”، مشيرة إلى أنها اتبعت دورة طبية بكيفية وخز هذه الإبر مدة 6 أشهر، وتم اختبارها في عدة مراكز وهي تمارس المهنة منذ أكثر من 5 أعوام، وتتقاضى أجورها حسب الزبون، حيث يتم الاتفاق بينها وبين المركز على نسبة محددة تصل إلى ثلاثة أرباع تكلفة تقديم الخدمة.
في السياق، بين رئيس الجمعية الحرفية للمزينين “سعيد القطان”، أنه لا يجوز لأي مهني حلاقة أن يتقاضى نسبة عمل حسب الشهرة والاسم، وهذا الكلام مرفوض كلياً.
وأضاف، هناك تفاوت واختلاف بالأسعار بين زبونة وأخرى حسب طول الشعر وكثافته وحجم العمل المنجز أو ما يسمى بخدمة سحب اللون مثلاً، فالمواد والوقت والجهد له ثمن.
وأكد “قطان” للصحيفة نفسها، أن حرفي الحلاقة مظلوم جداً خاصة بالتسعيرة المحددة له، فلا يوجد محل بدمشق آجاره يقل عن مليون ليرة بالشهر، إضافة للضرائب المترتبة عليه، وتكاليف حصوله على المواد، فالزبون ينظر للحلاق كشخص واحد وخدمة واحدة دون احتساب أجرة الأيدي العاملة في الصالون أو ثمن المواد أو تكاليف المحروقات التي يتكلفها الحلاق لتقديم هذه الخدمة.
وأوضح أن التسعيرة المحددة لحرفي الحلاقة لسنا راضين عنها وهي مجحفة بحقهم وغير منصفة للخدمات التي يقدمونها مع احتساب كامل تكاليف عمله، كما أن الحلاقين غير راضين عنها وهم يعملون بأكلهم وشربهم فقط، كما أن الضرائب المترتبة عليهم أرقامها فلكية وهناك صالونات ضريبتها 100 مليون في السنة.
وأشار “قطان”، إلى أن تسعيرة الحلاقين يفترض أن تُقاس بحجم العمل خاصة وأن عملهم موسمي يقتصر على ثلاثة أشهر الصيف فقط، فالجميع يعلم أن عملهم في الشتاء يختلف عنه في الصيف موسم الأعراس والحفلات، لكن مصاريفهم من آجار وضرائب ومواد هي نفسها كل العام.
وعن وجود مراكز تجميل تقدم خدمات طبية، أكد “قطان”، أنها مخالفة للمهنة ويجب أن تكون هذه الخدمة مقدمة من أطباء مختصين ولا يمكن الحصول على هذه الخدمات في مراكز التجميل، مبيناً أنه على استعداد لاستقبال الشكاوى من المواطنين وفي حال وجود مراكز تقدم هذه الخدمات من دون خبرة طبية يتم تشميع المركز وإغلاقه بالكامل لأن لهذا العمل شقاً طبياً أما الحلاقة فهي حرفة مهنية.
يذكر أن ارتفاع الأسعار لم يقتصر على صالونات الحلاقة، بل وصل للمكياجات والألبسة والعطور وكل ما يخص الجمال، حيث سجلت أسعارها مئات آلاف الليرات، ما جعل أغلب الفتيات والرجال يستغنون عنها في ظل استمرار تراجع الاوضاع المعيشية.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع