الإسرائيليون.. مرتزقة
الإسرائيليون.. مرتزقة
كشفت الإحصائيات الأخيرة لقتلى وأسرى عملية طوفان الأقصى في المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، والتي أعلنتها عدد من دول العالم أن نسبة كبيرة من القتلى والأسرى يحملون جنسيات مزدوجة أي ينتمون لدول أخرى.
في الحروب عادة يقع فيها ضحايا أجانب يتزامن وجودهم في أرض المعركة بسبب طبيعة عملهم، لكن أن تكون نسبة القتلى والأسرى من الجنسيات الأجنبية في المستوطنات الإسرائيلية عالية، فهي دليل أن هؤلاء ليسوا أصحاب الأرض وإنما مرتزقة تم جمعهم من دول العالم للاستيطان في أرض فلسطين المغتصبة.
لذلك فإن إعلان 26 دولة من مختلف أرجاء العالم مقتل أو أسر ما مجموعه نحو 220 شخصاً (بحسب الإحصائيات الأولية) من مواطني تلك الدول في اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى (ليس في القدس أو تل أبيب) فقط في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، يثير أسئلة عدة لدى الرأي العام عن سبب وجود هؤلاء في تلك المناطق.
لكن الجواب يأتي فوراً عندما يعلم القارئ وبحسب إعلان تلك الدول أن معظم هؤلاء إن لم يكن جميعهم مزدوجي الجنسية (أي يحملون الجنسية الإسرائيلية وجنسية الدولة الأم التي أتوا منها) ومنهم من يخدم في جيش الاحتلال أو يعمل في سلك الشرطة الإسرائيلية ويستوطنون أرضاً ليست لهم.
فهل يحق لهذه الدول أن تتحدث عن مقتل مواطنيها إذا كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية ويخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي؟!!
اقرأ أيضاً: طوفان النصر والكرامة
وهل يبرر لواشنطن مقتل 20 أمريكياً – إسرائيلياً في العملية وأسر عدد مشابه، أن تحرك أساطيلها العسكرية وإقامة جسر جوي مع الكيان المحتل لتزويده بصواريخ وقنابل القتل ضد الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم؟
للحقيقة، إن أكثر ما يقلق الكيان العنصري الاحتلالي هو أن معظم سكان الكيان هم من المستوطنين مزدوجي الجنسية، وفي لحظات اشتداد المعارك وانعدام الأمن يحزم هؤلاء حقائبهم وإلى أقرب مطار يتسابقون للعودة إلى موطنهم الأصلي الذي جاؤوا منه، وهذا هو مقتل الكيان الاستيطاني الغاصب ومصدر ضعفه وخوفه وهلعه في كل معركة يرتفع فيه عدد قتلاه.
بالمقابل ترى الفلسطيني صاحب الأرض متشبث بأرضه يرفض مغادرتها سوى إلى القبر، ومهما حاولت سلطات الاحتلال من ممارسة الإرهاب والترهيب وارتكاب الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني ومهما حشدت واشنطن من أساطيل القتل، لن يخرج الفلسطيني من أرضه ودياره ولن تستطيع سياسات التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال من التأثير على ثبات الفلسطينيين ورسوخهم في أرضهم التي ولدوا عليها وورثوها من آبائهم وأجدادهم.
من هنا نرى المحاولات المحمومة التي يقوم بها كيان الاحتلال لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة عبر ممارسة سياسة الأرض المحروقة وتدمير القطاع بأبنيته ومساكنه ومشافيه وبناه التحتية مع توجيه تحذيرات لهم لمغادرة مناطقهم في محاولة لتهجيرهم إلى سيناء في مصر وهذا مخطط ترانسفير موجود في صلب الحرب التي تشنها سلطات الإحتلال ضد القطاع اليوم.
إذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية حريصة على الإسرائيليين مزدوجي الجنسية وغيرهم وتهتم لأمنهم وحياتهم، فما عليها إلاّ أن تتبرع لهم تلك الدول بمقاطعة من أراضيها وقد تتبرع لهم واشنطن بولاية ألاسكا الأمريكية، وسنرى عند ذلك إذا كان الشعب الأمريكي سيقبل بهؤلاء أم سيشكل مقاومة لطردهم، كل إلى موطنه الأصلي الذي جاء منه.
سياسة الترانسفير التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وإن نجحت في تهجير نسبة ليست قليلة من الفلسطينيين عن أرضهم، لكنها اليوم لن تستطيع أن تقتلع الفلسطيني من جذوره وسيبقى حق العودة قائماً في ضمير كل فلسطيني في مخيمات الشتات.
عبد الرحيم أحمد – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع