أوكرانيا مستمرة باستقطاب “الجهاديين” في سورية.. “جبهة النصرة” تغلق مكاتب التجنيد في إدلب
أوكرانيا مستمرة باستقطاب “الجهاديين” في سورية.. “جبهة النصرة” تغلق مكاتب التجنيد في إدلب
غادر حوالي 300 مسلح من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في أرياف حلب إلى الأراضي الأوكرانية، خلال شهر كانون الأول الماضي وأوائل الشهر الجاري.
وكشفت مصادر محلية في ريف حلب الشمالي لوكالة “سبوتنيك” الروسية، عن أن “مكاتب تجنيد تابعة لقياديين فيما يعرف باسم “الجيش الوطني” الذي شكلته تركيا شمالي سورية، نجحت في استقطاب نحو 300 مسلح من عدة مناطق في أرياف حلب الشمالية والغربية.”
وأضافت المصادر، “أن هذه المكاتب تتوزع على مدن عفرين وجرابلس واعزاز، وتنشط بشكل حثيث في تطويع المسلحين السابقين ممن تتراوح أعمارهم بين (17 و45) عاما على وجه الخصوص، كما تتواصل مع المدنيين الشباب العاطلين عن العمل، وذلك للسفر كمرتزقة إلى أوكرانيا والقتال ضد الوحدات الروسية هناك”.
وقالت المصادر: “إن العاملين في مكاتب التجنيد من أبناء المناطق التي ينشطون فيها، وتشتمل عروضهم التحفيزية التي يقدموها للمتطوعين المحتملين، على خليط من المغريات المادية الكبيرة قياساً بالأوضاع الاقتصادية السائدة.”
وأوضحت أن “البدل المادي الذي سيحصل عليه المسلح لقاء قتال الجيش الروسي في أوكرانيا، يشمل راتباً شهرياً مقطوعاً يصل إلى 2500 دولار شهرياً إذا كان يتمتع بخبرة قتالية مشهودة، ويقل عن ذلك بشكل كيفي لكل مرتزق يتم تجنيده بخبرة أقل.”
وذكرت المصادر، أنه “ولتشجيع هؤلاء المسلحين على الانضمام إلى صفوف المرتزقة في أوكرانيا، يقوم مسؤولو مكاتب التجنيد بصرف راتب نصف شهر بشكل فوري لكل من يقوم بتثبيت عقده.”
وأشارت المصادر إلى أن “غالبية من تم تجنيدهم في منطقة اعزاز، كانوا مقاتلين سابقين في صفوف ما يسمى “الجيش الوطني”، وقد انفصلوا خلال الأشهر الماضية عن هذا التنظيم الموالي لتركيا لأسباب مختلفة، يأتي في مقدمتها قلة الرواتب التي يتقاضونها في صفوفه قياسا بخطر المهمات القتالية التي توكل إليهم، فيما عدد منهم تم طرده لأسباب متعددة.”
في هذه الأثناء، أغلق تنظيم “جبهة النصرة” مكاتب التجنيد التي افتتحها خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي.
وقالت مصادر محلية في ريف إدلب للوكالة: إن “هيئة تحرير الشام”، الواجهة الحالية لتنظيم “جبهة النصرة”، أغلقت جميع المكاتب التي كانت تقوم بتجنيد مرتزقة للسفر إلى أوكرانيا وقتال القوات الروسية.
وأضافت المصادر: أن “النصرة” أغلقت المكاتب بشكل مفاجئ ودون ذكر الأسباب، وذلك بعد أشهر نشطت فيه تلك المكاتب بشكل كبير وشبه معلن في إدلب وريفها.
يذكر أن “جبهة النصرة”، كانت دفعت في كانون الأول الماضي، بعشرات المسلحين المرتزقة “التشاديين” إلى أوكرانيا، كما أرسلت المئات من المسلحين المحليين الذين ينشطون ضمن مناطق سيطرتها في ريف إدلب الجنوبي، ومعهم جنسيات أجنبية أخرى.
وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، كشفت عن ظهور قائد جماعة “أجناد القوقاز” المدعو “عبد الحكيم الشيشاني” في أوكرانيا، بعد بضعة أشهر من اختفائه من الساحة السورية، وبحسب الصحيفة، فإن “الجهادي” انضمّ وجماعته إلى “الفيلق الدولي” الذي أسّسته كييف لاجتذاب المقاتلين الأجانب إلى صفّها، مع قيام الاستخبارات الأوكرانية بنشر فيديو ترحب فيه بـ “الشيشاني” بهدف استقطاب بقية المقاتلين المتمرسين في سورية، مشيرة إلى حتمية خروج المزيد من هؤلاء إلى ساحة المعركة الأوكرانية، نتيجة عدم حاجة تركيا إليهم على الأراضي السورية، بل ومصلحتها في التخلّص منهم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن قسم منهم قَدِموا من القوقاز وبعض دول آسيا مثل التركستان، مع تورّط الأجهزة الاستخباراتية التركية في توفير طُرق انسحاب آمنة للمقاتلين من الساحة السورية بعدما يسّرت بنفسها إدخالهم إليها، حيث تسعى تركيا، لإبعاد “الجهاديين” عن حدودها الجنوبية، خصوصاً في ظلّ انتفاء الحاجة إليهم، وتَحوّلهم من أداة في المعركة إلى قنبلة قد يُلحق انفجارها أضراراً لا يمكن تَوقّعها في الداخل التركي.
اقرأ أيضاً: وسط ترحيب كبير.. أوكرانيا وجهة “الجهاديين” السوريين الجديدة