اجتماع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا يتصدر المشهد السياسي.. هل اقترب لقاء القادة؟
اجتماع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا يتصدر المشهد السياسي.. هل اقترب لقاء القادة؟
تصدر اللقاء الذي جمع وزراء دفاع سورية العماد “علي عباس”، وتركيا “خلوصي أكار” إلى جانب وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو”، على طاولة مباحثات واحدة، في العاصمة الروسية موسكو، عناوين معظم الوسائل الإعلامية.
اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه منذ عام 2011، أكد فيه الوزراء الثلاثة ضرورة وأهمية استمرار الحوار المشترك من أجل استقرار الوضع في سورية والمنطقة، كما ناقش الاجتماع مشكلة اللاجئين، وجهود محاربة كلّ التنظيمات الإرهابية.
وأكدت وزارة الدفاع التركية، أن الاجتماع عُقِدَ في جوّ بنّاء، وتم الاتفاق على استمرار الاجتماعات الثلاثية.
وأكدت مصادر مطلعة في دمشق، لصحيفة “الوطن”، أنه “لو لم تكن الأمور تسير بشكل مقبول ووفق ما تريده دمشق خلال اللقاءات الأمنية التي تمت في الأشهر الماضية لما كان هذا اللقاء قد حصل”.
ورجحت المصادر، أن دمشق، وبعد طي صفحات العام ٢٠٢٢ من دون الاستجابة لمآرب “أردوغان” في حرق المراحل والارتقاء بالعلاقات السياسية إلى مصاف نظيرتها الأمنية والدفاعية، ماضية خلال الفترة المقبلة في سياستها الحالية القائمة على صيانة الحقوق الوطنية والتعامل مع البالونات الإعلامية التي يطلقها رئيس الإدارة التركية لتسريع خطوات المصالحة والتطبيع مع القيادة السورية، وفقا لتلك المصالح حصراً.”
وأعربت المصادر عن اعتقادها، بأن “أردوغان”، ومع مطلع العام الجديد، سيواصل سياسة الاستدارة نحو القيادة السورية تحت ضغط اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية التركية في حزيران المقبل، مضيفة، أن الوقت يمر لمصلحة دمشق التي تمتلك مروحة خيارات مهمة في العروض الإقليمية المقدمة إليها، لتجاوز الحصار الخارجي المفروض عليها، عدا عن حاجة الإدارة التركية الملحة إليها لتجاوز تبعات غوصها في المستنقع السوري.
بدوره، الصحفي “عبد الباري عطوان”، قال إن “هذا اللقاء يشكل خطوة تمهيدية متقدمة لترتيب لقاء المصالحة المنتظر بين الرئيسين السوري والتركي، لأنه تناول القضايا الأهم التي تقف حجر عثرة في حدوثه، وأهمها مسألة الهجوم البري التركي الذي تعارضه روسيا لإقامة المنطقة الآمنة على الحدود التركية السورية لتوطين اللاجئين، ومستقبل الجماعات المسلحة في منطقة ادلب، وعودة اللاجئين”.
وأضاف “عطوان”: “إن نتائج هذا الاجتماع وحصول القيادة السورية على الضمانات المطلوبة بشأن تنفيذ ما يمكن الاتفاق عليه، واطمئنانها الكلي على التزام الرئيس “أردوغان” شخصياً بالتنفيذ، كلها عوامل مهمة لإعادة العلاقات بين الدولتين الجارين.”
وأشار إلى “أن الانتخابات التركية، التشريعية والرئاسية باتت ورقة “دسمة” في يد الرئيس السوري بشار الأسد، حيث بات الجميع حلفاء واعداء يمارس ضغوطاً، مصحوبة بإغراءات، لكسبه الى جانبهم، فالمعارضة التركية المدعومة أمريكيا تريده الى جانبها، والوقوف في خندقها في الانتخابات القادمة لإسقاط “حزب العدالة والتنمية” ورئيسه “أردوغان” وبتوجيه أمريكا، أما الحليفان الرئيسان لسورية أي الروسي والإيراني يريدون بقاء “أردوغان” في السلطة، ودعمه للفوز في الانتخابات بكل الطرق والوسائل لإيمانهما المطلق بوقوف المعارضة التركية في الخندق الأمريكي وبقوة في حال فوزها”.
ولفت إلى أن ” الرئيس “أردوغان” يراهن على الدعم الإيراني الروسي لإقناع الرئيس الأسد بلقائه في أقرب وقت ممكن وإبعاده عن المعارضة”، مشيراً إلى أنه حتى هذه اللحظة يقاوم الرئيس الأسد جميع الضغوط الروسية والإيرانية للقاء الرئيس “أردوغان” لأنه لا يثق بالأخير، ويصعب عليه نسيان طعناته له ولسورية في الظهر بخنجر مسموم، وكل أحاديثه الناعمة “أي أردوغان” حول طي صفحة الماضي، والاعتراف بأنه لا توجد عدوات دائمة، لا يمكن الوثوق بها.”
وأكد “عطوان” أن “المعضلة التي تواجه الوسيط الروسي هذه الأيام هي أن الرئيس “أردوغان” يعارض تنفيذ الشروط السورية وأبرزها الانسحاب الكلي من الأراضي السورية، وعودة “ادلب” للسيادة السورية مقابل وضع برنامج لعودة اللاجئين السوريين وحماية الحدود التركية، حيث يطرح الرئيس “أردوغان” تأجيل هذه الشروط والمطالب الى ما بعد الانتخابات التركية في حزيران المقبل حتى لا يظهر بمظهر الضعيف المتنازل والخاضع لهذه الشروط، ويخسر الانتخابات القادمة بالتالي”.
وأضاف “عطوان”: “الخيار الوحيد الذي ينقذ “أردوغان”، وعدم انتهائه ونجله وصهره في السجن بتهم الفساد في حالة خسارته للانتخابات، هو التفاهم مع الرئيس الأسد الذي قاد “أردوغان” تحالفاً قوياً مدعوماً بمئات المليارات من الدولارات لإسقاط نظام حكمه، ولكن هذا الخيار لن يتحقق إلا بشروط سورية التي بات الجميع حتى في أمريكا يطلبون رضاها، وانحيازها الى جانبهم بعد الفشل في حرب إسقاط النظام سواء بالحصار او التدخل العسكري”.
وختم بالقول: “السؤال الذي يطرح نفسه هذه الأيام هو: هل ستنجح الضغوط الروسية والإيرانية في اقناع الرئيس الأسد بتقديم طوق النجاة للرئيس “أردوغان”، أم أنه سيقاومها، ويتجاوب مع اغراءات أمريكية مدعومة بلوبي عربي خليجي، وسيف عقوبات جديدة “قانون الكبتيغون”، واغراءات بالمصالحة مع “قسد” واستعادة السيادة السورية على آبار النفط والغاز والمناطق الخصبة في شرق الفرات، ومساعدات مالية ضخمة”.
يذكر أن اللقاء هو الأول من نوعه على المستوى الوزاري بين سورية وتركيا منذ اندلاع الأزمة عام 2011، وهو أولى الخطوات العملية لسلسلة التصريحات التركية حول التقارب مع دمشق واستعادة العلاقات معها.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قال في وقت سابق، إنه عرض على الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” فكرة عقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس بشار الأسد، لافتاً إلى أن بوتين رحب بالفكرة.
وأضاف “أردوغان”: “نريد اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا وسورية، وللقيام بذلك يجب أن تلتقي أجهزتنا الاستخباراتية أولاً، ثم وزيري الدفاع والخارجية وبعد تلك الاجتماعات، نجتمع نحن القادة.
اقرأ أيضاً: تركيا تجري محادثات مع روسيا لاستخدام المجال الجوي السوري في عمليتها البرية المزمعة