بين النفي والتأكيد الموسم السياحي في سورية دون المأمول

بين النفي والتأكيد الموسم السياحي في سورية دون المأمول

تعد المنطقة الساحلية من أكثر الجهات المقصودة لدى زوار فصل الصيف، فحرارة الجو كفيلة بجعله ملجأ الكثيرين، لا سيَّما القائمين على رعاية الموسم السياحي ضمن المنطقة، وأمام ما يعيشه المواطن من ظروف صعبة في الكهرباء للمنازل، باتت الدافع الأكبر لهم للبحث عن بدائل للراحة وقضاء وقت أطول في مناطق السياحة، التي لها من المعاناة كمثيلاتها من المناطق في الساحل السوري، ليبقى لروَّاد هذا الموسم الحظ الأوفر والنصيب الأقل من الخدمات المقدمة ومتطلبات الاستجمام والراحة.

صد ورد

وأمام الصعوبات الكبيرة التي دخلت قطاع السياحة، لا يمكننا المقارنة بينه وبين المواسم الماضية، لما شهده من تراجع ملحوظ كان لمعظم زائري مدينة اللاذقية رؤيته ومعايشته وسط صعوبة تأمين المياه والكهرباء لهذا العام، وذلك حسب التصريح الذي أفاد به مدير سياحة اللاذقية لصحيفة تشرين سابقاً “فادي نظام”، الذي أوضح الجهود المبذولة من قبل مديرية سياحة اللاذقية لاستثناء بعض المنشآت السياحية من التقنين الكهربائي، بوصفها الجهة الأهم للمحافظة من حيث الإيرادات، إلا أن هذه المحاولات لم تكن كافية على حد تعبيره.

فاليوم لم تعد مشكلة الكهرباء منحصرة بمنطقة أو جهة معينة، إنما عامة وعلى مستوى القطر، التي بدورها انعكست سلباً على نسبة إشغالات المنشآت السياحية العادية، بينما بقيت المنشآت ذات تصنيف (٤- ٥) نجوم محافظةً على نسبة إشغالها بنسبة ٩٠% حسب توصيف نظام، يضاف إلى ذلك وجود أكثر من (١٠٠) منشأة سياحية متفاوتة التصنيف من حيث سوية النجوم.

وفي سبيل التغلب على الصعوبات التي تواجه الموسم السياحي الحالي من زيادة في النفقات، أصدرت مديرية السياحة في اللاذقية نشرة أسعار للموسم الحالي، تم من خلالها رفع الأسعار بما يتناسب مع الغلاء العالمي، فالموسم لم ينته بعد برأي مدير السياحة، كما أن العمل على تذليل العقبات التي تواجه السياحة في المحافظة لايزال قائم وبشدة، أملاً ازدياد نسبة الاقبال لدى زوار المنطقة خلال الفترة القادمة.

إلا أن ما يجري تداوله من حديث عن صعوبات العمل ضمن الموسم السياحي الحالي ووصفه بالأسوأ ليس دقيقاً برأي وزير السياحة “محمد رامي مرتيني”، الذي بدوره أكد بأن الموسم جيد كما أنه من المتوقع أن يكون أفضل.

ونوه “مارتيني” إلى أن نسبة الإِشغال في المنشآت السياحية في الساحل تصنيف (3 -4 – 5) نجوم تتراوح حالياً بين 65 و80%، كما أنه من المتوقع وصولها ل ٩٠% خلال فترة الذروة المقبلة والتي تسبق افتتاح المدارس، بالإضافة إلى أماكن السياحة الشعبية في منطقة “وادي قنديل” شاطئ الكرنك 1 و2، والشريحة A، وفندق “بلوباي”، التي بلغت نسبة الإشغال فيها 100% تقريباً، مرجعاً السبب إلى تقديم خدمات بأسعار متوسطة مع تكييف بواسطة الطاقة الشمسية، حيث لامست كلفة أجرة الكوخ الواحد 40 ألف ليرة فما فوق.

ويبقى لنا السؤال.. ما الذي ينتظره الموسم السياحي المقبل أمام تناقضات الكلام والعمل لدى المعنيين؟؟! وهل باتت السياحة في سورية رهن التجاذبات بين أطراف العلاقة أم مرتبطة بمنعكسات الواقع الاقتصادي التي باتت تحيط بالمواطن من كل جانب؟!