أسعار السيارات كيفية ومزاجية.. لا معيار واضح للتسعير
أسعار السيارات كيفية ومزاجية.. لا معيار واضح للتسعير
لكي نفهم ما يدور الحديث عنه، سنتناول أسعار السيارات من حيث شرائها وبيعها في مختلف المحافظات، حيث التسعير الكيفي هو الطاغي على المنطق، والتعنّت غالبٌ على الإقناع، حتى بات امتلاك سيارة حلم جميل يراود الكثيرين دون قدرتهم على تحقيقه.
إذ نسفت الحرب في سوريا معظم قوانين الاقتصاد المعروفة وكل ما يتعلق بها، لاسيما فيما يخص آلية التسعير وتقدير ثمن الممتلكات الخاصة كالمنازل والسيارات والأراضي، حتى بات ذلك يخضع لقانون أشبه بالعُرف الموضوع من قبل أشخاص يجمعهم امتلاك سلعة ما.
الشماعة هي الحرب وانعكاساتها
الحرب وانعكاساتها، كانت وما زالت شماعة الغلاء المتزايد دونما توقف، وتبعات الحصار هو أول ما يتردد على أفواه المعنيين في أي قطاع يشمل عمليات البيع والشراء وحتى المقايضة.
وفي استطلاع أجرته “كليك نيوز” على بعض تجار السيارات، تبين وجود تسعيرة شبه موحدة لمعظم السيارات الأكثر شعبية وتواجداً على الطرقات، فالـ “كيا ريو” المحبّبة تقارب 50 مليون وما فوق، و “السيراتو”70، و “السابا الإيرانية” 50، أما السيارات الصينية تبدأ من 20 مليون وما فوق.
يقول سليمان وهو أحد تجار السيارات في حمص لـ “كليك نيوز” أن “وضع أسعار السيارات يتم كما كل المواد في البلاد، وهو على أساس سعر الصرف، فكلما ارتفع زادت قيمة السيارة، وكما نعلم كانت 500 ألف ليرة تشتري “كيا ريو” ما قبل الحرب، أما الآن لا تشتري زوجاً من الدواليب”.
ويشرح أمير، وهو تاجر آخر حقيقة ما يحصل في هذا المجال قائلاً “هناك العدد من العوامل الداخلة في ارتفاع أسعار السيارات مؤخراً، ومنها قطع التبديل التي بات توفرها قليل وصعب مع العقوبات المفروضة علينا، وما يرافق ذلك من ارتفاع أجور الصيانة والبخ والتصويج وغيره”.
أما المواطن اللاهث وراء لقمته، بات لا يبالي بحديثِ عشرات الملايين هذا، وهو من يركض ليل نهار وراء سرفيس هنا أو هناك، بل ويمشي ماراتونات في شوارع المدن لتوفير أجرته إن أمكن له ذلك.
واستغرب أحد سكان مدينة حمص بعض المعادلات في هذا السوق، وقال ” أسعار السيارات في سورية مرتفعة أكثر من بلد المنشأ، وأسعار المصنّعة في معاملنا أغلى من السيارات المستوردة، وسعر المستعملة عندنا أغلى من الجديد المستورد، والمصنعة عام 2008 أغلى من سيارة جديدة مستوردة”.
وأضاف آخر من حي عكرمة “لا أحد يعرف الكلفة الحقيقة لقطع السيارات، إضافة لإجرة أي ميكانيكي مهما صغر العطل أو كبر، فالصيانة مجانية تحصل أحياناً “بالمونة”، وأحيانا ً بخورفة الزبون كما يقال بالعامية، الذي سيدفع “عالعمياني” لعدم وجود نشرة واضحة”.
أما أبو علي وهو رجل خمسيني من حي العباسية، يحمد الله على عدم امتلاكه سيارة، وقال لـ “كليك نيوز “السيارة هَمّ وغمّ في أيامنا هذه ولم تعد رفاهية كما في السابق، حيث أن تأمين البنزين مشكلة، كثيراً ما اسمع عنها من قبل أصحابها، مع قلة المحروقات في البلاد واستبعاد بعضهم من الدعم واعتمادهم على شرائها بالسعر الحر المكلف”.
بينما لم يخفِ جميل وهو شاب ثلاثيني، رغبته العارمة بامتلاك سيارة مهما كان نوعها وقال “الحل الوحيد للشراء هو البيع، وما أقصده هو بيع منزل أو أرض كي تستطيع شراء سيارة مستعملة” على قدها”، أو أن تكون من المحظوظين الذين اشتروا قبل بدء الحرب وحافظوا على سياراتهم”.
وبالطبع لا يمكن إغفال الإجراءات والتصنيفات التي قامت بها بعض الجهات بما يتعلق بهذا الخصوص، والتي أثرت مؤخراً على أسعار السيارات، والمقصود هنا هو عدد الـ cc الذي تتمتع سياراتك، ليتم تصنيفك من بين مدعومي البنزين أو مستبعديه، وغيره من القرارات التي أثارت وماتزال دهشة الكثير من المتابعين.
حمص – عمار ابراهيم
اقرأ أيضاً: بسبب الدعم الحكومي..الكياريو والفيرنا تنافس السيراتو