مهرجان قلعة دمشق استضافات منوَّعة ومراقبون: “رزق الهبل عالمجانين”
“صار فيك تشتري بطاقات مطربك المفضل لمهرجان ليالي قلعة دمشق عن طريق تطبيق BeeOrder، ما عليك إلا تكتب سيريتل بحقل البحث، وتختار مهرجان ليالي قلعة دمشق وبطاقتك بتوصلك ع باب بيتك”، عباراتٌ تشويقيَّة وعروضٌ مغرية لدرجة تنقلك في مخيلتك لعالم مليء بالهدوء والسلام النفسي، حيث لا مكان ولا وقت يهدر إلا في التسلية والمرح مع أناس أصبح شغلهم الشاغل استثمار أهواء الناس بطرق رخيصة أقرب للسرقة المقنعة، بطرق ووسائل تتناسب مع درجة الانحطاط التي وصلت إليها ذائقة جمهور الفن والفنانين.
حدث مهم
فمنذ الليلة الأولى من ليالي مهرجان “قلعة دمشق” الذي يحييه عدد من نجوم الغناء السوري والعربي حديثي العهد، والأضواء مسلَّطة على حدث بمفرده، وكأن لكل يوم منه برنامج خاص من الأفلام المنوعة والاحداث التي لم تكن بالقليلة والغريبة نوعاً ما.
ولظهور الفنان العراقي “سيف نبيل” على مسرح القلعة أمام حشود كبيرة من الجمهور الذي قصد هذا الحفل من مختلف أصقاع الأرض مبرراته وأسبابه برأي الكثيرين.
ليجد الكثير ممن تابعوا مجريات هذه السهرة التي غلب عليها طابع المبالغة إلى حدٍ ما، برأي “دارين علي” لاسيما بعد صعود فتاة للمسرح ومقاومتها كافة الطرق لمنعها واحتضانها الفنان دون أدنى درجة من الخجل، يعد برأي “دارين” نوعاً من البروباغندا الإعلامية التي يشتهر بها فنانو هذا العصر، فلكي تصبح حديث الناس لا بد من حدث غريب عن طباع الجمهور الذي بات بالأصل غريب الطباع برأيها.
ولعل ما حدث من قبل الفتاة يذكرنا بما قامت به الشابة “أروى” سابقاً مع الفنان “جورج وسوف”، التي أخذت من تلك الفترة نصيبها من الاهتمام الاعلامي والترندات برأي “علي الخازم” طالب معهد الذي أبدى استيائه من هذه الأفعال التي باتت وسيلة لاستغلال فتيات ربما يحملن الكثير من مشاعر التعلق والحب الكاذب لشخصيات لا ترقى لهذا المستوى من الاهتمام.
فما يمثله الفنان “جورج وسوف” هو تاريخ فني يستحق الوقوف أمامه، إنما اليوم لم يعد هنالك أحد يستحق النظر إليه ولا الوقوف أمام ما يقدمونه من محتوى فني هابط على حد تعبيره.
تقليد أعمى
معظمنا يجد بمثل هذه الظواهر نوعاً من الانسياق خلف ثقافات غربية لا تشبهنا، إلا أنه اليوم بات من المقصود الظهور بشيء مختلف ملفت للنظر سواء في اللباس أو الغناء، كما أن لجوء “سيف نبيل” للغناء للفنانة الكبيرة “فيروز” كان بمثابة جريمة بحق الفن برأي الاعلامية “لانا الجندي” بوصفه لا يرقى لما كان يقدمه مسرح قلعة دمشق سابقاً، الذي استضاف قامات فنية كبيرة في عالم الطرب العربي والعالمي، والذي اعتبرته “الجندي” أمراً معيباً ومستفزاً، من حيث اللجوء لاستقبال فنانين أقل بإمكاناتهم الفنية من الغناء المسرحي والغناء لفنانين كبار أيضاً.
إلا أن مجرد الاهتمام بمثل هذه القضايا وإعطائها الكثير من الوقت عبر صفحات التواصل الاجتماعي هو نوع من “تعويم البلبلة” وتفريغ الموضوع من محتواه الأصلي واستثماره كنوع من أنواع الاقتصاد والتسويق الالكتروني لشخصيات فنية وجهات داعمة لها همها الكبير جني أرباح الحفلات فقط برأي الإعلامي “باسل عصمت”، ليبقى للإعلام دوره في تناول قضايا فارغة والبعد عن الهدف الأساسي له.
أساليب مثيرة للجدل
ولأن لكل فنان بصمته فيما يقدمه، كان لظهور الفنان “ناصيف زيتون” ببدلة نصف كم وباللون الزيتي، أسلوباً جديداً لإثارة الرأي العام والتي عرضته لموجة من السخرية، والعودة للوراء بتشبيه ظهوره على المسرح بالفنان الراحل “حسن دكاك” والفنان الكبير “بسام كوسا” ممن عرفوا بارتداء أطقم السفاري في مراحل سابقة.
وأمام كل تلك التجاذبات واختلاف وجهات النظر، يغفل الكثير من الجماهير الغاية الأساسية لمثل هذه النشاطات الفنية القائمة من قبل شركات ضخمة مثل شركة “مينا” المنظم لهذا المهرجان والتي صنعت لنفسها في ذاكرة الجمهور مكانة خاصة عرفت بصناعة الفرح والأمل كشعار لعملها.
والذي أكده مدير عام الشركة “رياض كناية” بقوله: “تسعى الشركة من خلال عملها الاحترافي ومن بوابة مهرجان قلعة دمشق للوصول إلى العالم العربي والعالمي، عبر دعوة نجوم عرب وأجانب للوقوف على خشبة كمسرح القلعة والمشاركة في تحويل المهرجان إلى تقليد سنوي حضاري يبث الأمل للجمهور”.
لتبقى هذه الكلمات الرنَّانة وسيلة لجذب الناس إلى حيث هم سلعة رابحة لهذه الشركات وجعلهم بالرغم من الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي يعيشها يتهافتون من مختلف الدول والمحافظات، لحجز وشراء بطاقات وصل سعر الواحدة منها ٢٠٠ ألف ليرة سوريَّة، ومن ثم التنافس على الأماكن الأولى أيضاً.
دمشق – بارعة جمعة
اقرأ أيضاً .. بدءاً من اليوم.. إطلاق خدمة تقديم الأوراق الكترونياً للحصول على جواز السفر