واشنطن ترتب حضورها في “التنف”.. التغيير يبدأ من “جيش سوريا الحرة”
واشنطن ترتب حضورها في “التنف”.. التغيير يبدأ من “جيش سوريا الحرة”
على وقع التحولات الميدانية والسياسية التي يشهدها الشمال السوري، تحاول الولايات المتحدة ترتيب حضورها في منطقة “التنف” الواقعة في المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، بهدف سعيها لإعادة تصدر المشهد والتحكم به من جديد.
حيث أعلنت قوات “التحالف الدولي”، عزل أحد قادة “جيش سوريا الحرة” والذي يعرف بـ “جيش مغاوير الثورة سابقاً”، في منطقة “التنف”.
وأصدر “التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية قراراً يقضي بفصل المدعو “ماهر الدرويش” والملقب بـ “أبو عمار” من منصبه، مؤكّداً، أن عليه الالتزام بقرار إبعاده عن “جيش سوريا الحرة”.
وأضافت المذكرة، “أنه في حال قام “ماهر خالد الدرويش” أو أي شخص تحت إمرته بالتدخل في عمليات أو مصالح “التحالف” أو “جيش سوريا الحرة”، ستقوم “قوات الجيش الأميركي” المتواجدة في قاعدة “التنف” بإبعاده نهائياً عن منطقة خفض التصعيد.”
وفي الوقت الذي لم تذكر فيه مذكرة “التحالف” أيّ سبب لقرار الإبعاد، أكدت وسائل إعلام معارضة، أن “عزل الدرويش جاء بعد خلافات مع “فريد القاسم”، قائد “جيش سوريا الحرة”، بالإضافة إلى اعتراضات من قادة عسكريين فيه إثر التغييرات التي جرت وأطاحت بقائده السابق “مهند الطلاع”.”
وأضافت، “أن وفداً بقيادة “التحالف الدولي”، زار القاعدة العسكرية الأمريكيّة في “التنف”، وعقد اجتماعاً مع القائد الجديد لـ “جيش سوريا الحرّة”، بغرض حل الخلافات التي أحدثتها التغييرات في الجسم العسكري للتشكيل”.
يذكر أنه في تشرين الأول الماضي، تم تغيير اسم “جيش مغاوير الثورة” إلى “جيش سوريا الحرة”، وجاء تغيير الاسم بعد اجتماع عقد بين قائد “الفصيل المعين حديثاً فريد القاسم” وضباط من قيادة “التحالف الدولي” في قاعدة “التنف”.
وكان “التحالف الدولي” عزل في شهر أيلول العام الفائت، قائد فصيل “جيش مغاوير الثورة” المدعو “مهند أحمد الطلاع” من منصبه وعين “فريد حسام القاسم” لقيادة الفصيل.
وحسب المواقع المعارضة، رفض بعض قادة “جيش سوريا الحرة” تسلّم “فريد القاسم” قيادة الفصيل، ووجهوا له اتهامات أنه يعمل على إقصائهم وتعيين مقربين منه في مواقع حساسة.
وذكرت المواقع أن الاعتراضات جاءت من قادة كبار في “جيش سوريا الحرة” وأبرزهم، “ماهر درويش أبو عمار، نضال عقيل – أبو حسن، أبو بشار الفاعوري”، ليتم وفق القرار عزل “الدرويش” وهو أحد المُعترضين.
كما قال “جيش سوريا الحرّة” والذي يتمركز في قاعدة “التنف” برفقة قوات “التحالف الدولي”، في شهر تشرين الأول الفائت: “كنا ملتزمين وما زلنا بالأهداف المعلنة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ولكننا نعلن أيضا أننا نرفض بشكل قاطع ونهائي التدخل من قبل أي طرف مهما كان في تحديد وتعيين قياداتنا الثورية، ونرفض محاولة فرض النقيب فريد القاسم قائداً للجيش لأسباب عديدة”.
وتقول المعلومات إن الولايات المتحدة ترغب في زيادة دعم الفصيل، وزيادة عتاده لحماية قاعدة التنف الأمريكية، وبهدف وضع مجموعة من طرفها تقوم بحماية المصالح الأمريكية في حقول النفط.
يشار أن قوات الاحتلال الأمريكية أنشأت أكبر قواعدها “التنف” في المثلث “السوري العراقي الأردني”، عام 2014، حيث أعلنت أن الهدف منها محاربة تنظيم “داعش”، كما تعاونت مع فصيل “مغاوير الثورة” في عدة عمليات.
اقرأ أيضاً: يتجاوز الرتب العسكرية دفعة واحدة.. توتر في التنف مع فرض “قائد” جديد “لمغاوير الثورة”