هل نخسر قمحنا؟؟
هل نخسر قمحنا؟؟
عشرات الدونمات من القمح احترقت في أكثر من محافظة ولم يكد يمضي أسبوع واحد فقط على بدء موسم الحصاد، ما ينذر بخطر داهم يتهدد المحصول الذي هو بالكاد يعوض جزء من احتياجات البلاد وحاجتها للرغيف.
ولأنها ليست المرة الأولى التي تحترق فيها حقول القمح والشعير ففي أعوام سابقة تعرضت مواسمنا لحرائق هائلة أكلت اليابس من سنابل القمح التي كانت تحملاً آمالاً عريضة لمواطنين أنهكتهم آثار الحرب العدوانية وتداعيات الحصار الجائر والعقوبات وما تلاها من متلاعبين وسماسرة حرب رقصوا على آلام الناس وجنوا ثروات باهظة.
نقول ولأنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مواسم الحبوب للحرائق فقد شهدنا هذا العام تنافساً لافتاً من قبل المعنيين في مختلف المحافظات وتنافساً إعلامياً غير مسبوق لتصدير تطمينات تتحدث عن استعدادات (فوق العادة) لمواجهة خطر الحرائق (المحتملة) من خلال تكثيف المراقبة وتجهيز ونشر الصهاريج وسيارات الاطفاء والآليات واستنفار طواقم العمل خلال موسم الحصاد لدرء مخاطر النار وويلاتها الكارثية.
إلا أن كل هذا لم يَحُل دون تَصَدّر أخبار حرائق المحاصيل وحقول القمح شاشات المواقع وصفحاتها، ولم تتوقف أشرطة العواجل عن نقل خبر لحريق هنا وحريق هناك أودى بعشرات الدونمات من القمح الجاهز للحصاد.
الأمر برمته يكشف ضعفاً في الاستعدادات وربما بالإمكانيات، إذ أن الجميع قد يكون اتخذ أقصى ما يمكنه من إجراءات لكن على ما يبدو أن الأمر كان بحاجة إلى مزيد من دعم القائمين على حماية المحاصيل وتأمين إمكانيات أكبر لتلك الحماية سواء لجهة توفير المحروقات اللازمة لسيارات الاطفاء وزيادة عددها، وتجهيز آليات لفتح خطوط النار في الأراضي التي تجتاحها النيران للحد من امتدادها إلى كامل المساحات المزروعة، ونشر محطات مراقبة وإنذار في الأراضي الزراعية على مدار الساعة لتدارك أي حريق قد يحصل في الليل أو النهار.
وفيما نحن ما نزال في الأسبوع الأول من موسم الحصاد لهذا العام، إلا أنه وعلى ما يبدو أن حجم الخسارات مرشح للازدياد يوماً بعد يوم بالنظر إلى ما كشفته الأيام الأولى من استعدادات بدت هشة وغير قادرة على درء الخطر المحدق.
وربما يفتح الباب نحو مزيد من التساؤلات عن حجم الأموال التي أنفقت تحت بند الاستعدادات والتحضيرات لموسم الحصاد ومواجهة خطر الحرائق، ويدفع المعنيين للتأكد من أن البرامج والخطط وكل ما تم الحديث عنه في الإعلام وفي الاجتماعات كان حقيقياً ولم يكن حبراً على ورق..!!
محمود ديبو