خدميمجتمعمحلي

موائد السوريين بلا دسم.. نقص التغذية يؤدي لإنشاء جيلاً هشاً جسديّاً وعقليّاً

موائد السوريين بلا دسم.. نقص التغذية يؤدي لإنشاء جيلاً هشاً جسديّاً وعقليّاً

 

بعد ارتفاع أسعار معظم المواد والسلع الغذائية كاللحوم والبيص والفواكه لدرجة تفوق قدرة المواطن الشرائية، أصبحت موائد السوريين خالية الدسم بلا نكهة ولا طعمة.

ويؤدي سوء التغذية للمواطنين وعدم حصولهم على الفيتامينات خاصة الأطفال واليافعين، إلى نشوء جيل هزيل جسديّاً وعلقياً، حسب رأي اختصاصين في هذا المجال.

نقص الغذاء النوعي

أوضحت أخصائيّة التغذية الدكتورة “ندى التاجر”، في تصريح خاص لـ كليك نيوز، أنّ نقص الغذاء النوعي بالنسبة للأطفال واليافعين خاصة من هم في سن النمو يتسبب لهم أمراض مختلفة مثلاً، فقر الدم الذي سببه نقص الحديد، وهو من أكثر الأمراض المنتشرة، ويتواجد في اللحوم الحمراء والدواجن وبعض الخضار والورقيات، لكن بسبب غلاء أسعارها وعدم قدرة المواطنين على شرائه أصبحت العائلة تلجأ لتعويضه من خلال تناول الورقيات الخضراء والبامية الغنية بالحديد.

وأضافت الاختصاصية كذلك يؤدي، إلى مرض هشاشة العظام وسببه نقص عنصر الكالسيوم الموجود في الأجبان والألبان والبيض والحليب وهو عنصر مهم للنمو، لافتة إلى أن التعويض عنه لو جزئياً يكون بالإكثار من أكل الورقيات الخضراء الغنية بالمعادن، وأيضاً السمسم وفول الصويا والشوفان الغنية بالكالسيوم.

وشددت “التاجر” على ضرورة إدخال العائلة مادتي البيض والحليب مرتين أسبوعياً على الأقل، وأيضاً المساعدة بالكبسولات الطبية المحتوية على الكالسيوم، المنغزيوم، فيتامين د، زنك، مشيرة إلى أن النقص الشديد في الفيتامينات والبروتينات يسبب التعب والهزال، والتعويض يكون بتناول الخضار والورقيات والفواكه قدر المستطاع، إضافة إلى مساعدة الاطفال عن طريق إعطائهم معلقة فيتامينات يومياً.

اقرأ أيضاً: “الكيلو يقارب راتب الموظف”.. الحلويات تضاف إلى قائمة الممنوعات عن موائد السوريين

وترى “التاجر” أنه مع الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن يمكن أن يلجأ الأهل للتغذية عن طريق الخضار والورقيات وكذلك الحبوب الكاملة مثل، الفريكة، العدس، تزامناً مع المكلملات الغذائية.

موضحة أنه يمكن تعويض البروتين الحيواني، متل، اللحم، الدجاج، السمك، الحليب، البيض، بالروتين النباتي حيث أسعاره مقبولة وحالياً معظم العائلات تتبع هذا الأسلوب.

وحول أثر ذلك على الجيل في ظل عدم حصوله على حاجاته الأساسية الغذائية أجابت الدكتورة “التاجر” أنه بالنسبة للجيل إذا تم تعويض نقص الفيتامينات بموارد أخرى قد تسير الأمور بشكل سليم نوعاً ما، أما في حال حصول نقص شديد في الفيتامينات والمعادن سينشأ جيل مهزوز وهش جسدياً وفكرياً.

إعاقات في النمو

تحدثت “التاجر” عن وجود مراجعات كثيرة للعيادة من فئة الأطفال الذين كانوا في المناطق المحاصرة يعانون مشاكل بالنمو، منها إعاقة، حيث بدأت من الأم الحامل التي لم تكن تتغذى في فترة حملها بشكل جيد، فقط كانت الحوامل في المناطق المحاصرة يأكلن بشكل محدود جداً ويعتمدن على الشعير، ورق الشجر، مؤكدة أن مع سوء التغذية سبب إعاقات للجنين أثناء الولادة.

وذكرت الأخصائية أن موضوع تأمين البروتين النباتي بديل الحيواني يختلف من عائلة لأخرى، فهناك عائلات قادرة على تعوض النقص من خلال موارد غذائية أرخص ولكنها مفيدة، منوهة أنه حالياً الاشخاص النباتيين هم أشخاص طبيعيين 100% لكن قد ينقصه بعض الأنزيمات والأحماض الأمينيوم الموجودة باللحوم أحيانا تعوض عن طريق الدواء.

منعكسات مباشرة على المواطن

بدوره دكتور الاقتصاد في جامعة حلب “حسن حزوري”، أوضح أن الوضع المعيشي الحالي، وفي ظل التدني المستمر للقوة الشرائية لليرة، والارتفاع شبه اليومي للأسعار له منعكسات مباشرة على المواطن من كل الجوانب حيث فقد المواطن أمنه الغذائي، وأيضاً الصحي، وهذا ينعكس على قدرته في العمل والانتاج.

ولفت “حزوري” في حديثه لـ كليك نيوز، إلى أنه لا حلول لهذا الموضوع إلا بدوران عجلة الانتاج وتخفيض الأسعار، وأيضاً تصحيح السياستين المالية والنقدية في حال أزالت الحكومة عوائق دوران عملية الانتاج، من خلال إلغاء كل إجراء أدى الى زيادة التكاليف والأسعار، بدءاً من ما يسمى المنصة المسؤولة عن تنظيم دور عملية تمويل المستوردات والتي وجدت لخدمة حيتان كبار وشركات صرافة محددة وليس لخدمة الاقتصاد، وانتهاء بتخفيض تكاليف النقل بين المدن بسبب كثرة الأتاوات التي تفرض من هنا وهناك، والتي تزيد التكاليف وبالنهاية سوف تؤثر سلباً على حياة المواطن.

وأشار “حزوري”، إلى أنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه سوف نسير لمزيد من الفوضى والفساد، وأيضاً مزيد من الجوع، وتدهور عمل المؤسسات الحكومية، إضافة إلى زيادة طلبات الاستقالة من العمل الحكومي، وتالياً مزيد من الفقر والجوع، وكذلك كثرة التفاوت الطبقي بين من يملك كل شيء وبين من لا يملك شيئاً أبداً.

ميليا اسبر – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى