أخبار كليكميداني

من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. “الموساد” في دمشق

من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. “الموساد” في دمشق

 

أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية في مطار بيروت، في شهر آب، طبيباً سورياً مقيماً في السويد، يعمل لصالح “الموساد الإسرائيلي”، بعد رصد اتصالات عائدة له، عبر أرقام سورية وسويدية مع الموساد لوحظ نشاطها في محيط منطقة المطار بين عامي 2020 و2022.

من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. “الموساد” في دمشق

من هو العميل؟

يدعى الطبيب (معين يوسف يوسف)، من مواليد العام 1969 في اللاذقية، عاش مع أهله في بلدة دير ابراهيم، والتحق بجامعة دمشق قسم الطب العام لغاية العام 1993، ثم درس سنتين اختصاص الجراحة في الجامعة نفسها، قبل أن يسافر إلى السويد لمتابعة دراسته في اختصاص الأمراض الداخلية في إحدى جامعات استوكهولم لغاية عام 2005.

الطبيب متزوج من مدرِّسة ورُزق منها ثلاثة أولاد، يعمل والده في تجارة الحديد والإسمنت، ولديه شقيقان في الجيش السوري هما (لؤي) العقيد المتقاعد، العميد و(مازن) الذي احيل على التقاعد بداية العام الحالي 2022 علماً أن مركز خدمته كان في قسم الطوبوغرافيا والمساحة.

بالتفاصيل.. كيف وقع في الفخ!

وبحسب التفاصيل التي نشرتها صحيفة الأخبار اللبنانية، ونقلتها عن محققين، فإن الطبيب جرى تجنيده عام 2018 عن طريق شخص يدعى (كريستوفر)، والذي تذرع بداية بالمساعدة في مشروع خيري مجاني لتنقية المياه في سوريا.

وأشارت الصحيفة، إلى حصول لقاءات بين الطبيب السوري وكريستوفر في مدن أوروبية، وكان الأخير يطلب تزويده بأسماء مناطق التي تحتاج إلى تنقية مياه، واقترح عدة أسماء للمساعدة بذلك كان منها شقيقاه، إضافة إلى زوجة شقيقه التي تعمل مهندسة مدنية في البلدية.

من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. "الموساد" في دمشق
من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. “الموساد” في دمشق

وكان يُدفع للطبيب في كل مرة مبالغ مالية عبارة عن بدل سفر ويوم تعطيل وأجور الحجز الفندقي ومصاريف أخرى، كاشفاً للمحققين أنه تواصل مع عدد من الأطباء السوريين طالباً منهم تزويده بأسماء المناطق التي تحتاج إلى تنقية المياه.

واستطاع “الموساد” لاحقاً تجنيد والد وشقيقي الطبيب للعمل معه في المشروع المزعوم، واختيرت بلدة صحنايا في ريف دمشق كنقطة بداية، حيث وصل دمشق براً والتقى رئيس بلدية صحنايا لوضعه في صورة المشروع المزعوم وجمع الصور والخرائط المطلوبة.

صح النوم.. بعد عامين اكتشف المخطط

إلا أنه منذ شهر آب 2020، تغير فهم الطبيب لطبيعة العمل الأمني الموكل إليه، بعد أن طُلب منه التواصل عبر تطبيق واتساب برقم سويدي، وتحميل برنامج مخصص للتشفير، كما تمّ إعطاؤه حاسوب ومعدات للاتصال.

وكشفت “الأخبار” أن الطبيب أشار للمحققين بتغير معاملة مدير المشروع المزعوم (يوناني الجنسية يدعى بول) حسب زعمه، بعد لقاء جمعهما في سويسرا، حيث كان يخاطبه بلغة الأمر.

من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. "الموساد" في دمشق
من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. “الموساد” في دمشق

وأضاف الطبيب للمحققين إن “شكوكاً ساورته حينها بسبب عدم تنفيذ أي من المشاريع، وأخبر المحققين أن طلبات صاحب المشروع كانت غير منطقية وغير مترابطة، لكنه تابع التواصل آملاً في أن تتضح الصورة لديه”

واكتشف الطبيب زيف ذريعة العمل الخيري المزعوم، وأن من يتواصل معه هو أحد ضباط “الموساد الإسرائيلي” الذي يسعى لمعلومات أمنية من أشقائه في سورية، وأن دوره كان الوسيط بتواصله مع أشقائه في سورية، وبذلك لن يُثير الريبة والشكوك لدى الأجهزة الأمنية.

العائلة لم تمانع التعاون والتجسس

وبعد وصول الطبيب إلى سورية اجتمع بوالده وشقيقيه (لؤي ومازن)، وتحدث بصراحة عن عدم وجود أي مشاريع خيرية، وأن الشخص الذي يتعاملون معه هو ضابط في “الموساد” الإسرائيلي، وقرروا بعد النقاش متابعة التواصل والتعامل معه.

وبحسب اعترافات الطبيب، فقد أرسل في قت لاحق وبمساعدة شقيقيه خرائط لبلديات تابعة لمدينة دمشق وريفها تتضمن تفاصيل عن الطرقات والأوتوسترادات والجسور، كما تواصل معه في إحدى المرات شخص يتحدث بلهجة أردنية طالباً منه جمع معلومات عن شخصين موجودين في سورية.

من بوابة تنقية المياه وبواسطة طبيب.. “الموساد” في دمشق

وعن المكافآت التي تلقاها، أوضح الطبيب أن المشغّل كان يرسل الهدايا والمبالغ المالية إلى عائلته على دفعات، كانت أولها 500 يورو والثانية 1200 يورو، وفي احدى المرات 1500 يورو ثم مبلغ 2300 يورو وزعها على شقيقيه ووالده، ومرة اخرى مبلغ 6 آلاف يورو طالبا ً منه أن يعطي 4500 يورو منه لشقيقه مازن، و1500 يورو لشقيقه لؤي ووالده.

بعد التوقيف والتحقيق.. ظنوا أنهم يساعدون البلد !

وأكدت الصحيفة أن السلطات السورية تبلغت قبل أسابيع معلومات أولية عن الطبيب العميل، وبعد التدقيق أوقفت أفراد عائلة الطبيب السوري وآخرين من أصدقائهم وتم التحقيق معهم.

وبعد التحقيق، أقرَ والد الطبيب وشقيقيه بالتعامل عن معرفة لاحقة، وأنهم وقعوا ضحية المغريات المالية من جهة، مع اعتقادهم أنهم يساعدون على تحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي في سورية.

وعثر بحوزة الموقوفين على أجهزة كومبيوتر وهواتف وعلى مواد خاصة بعدد من الوزارات السورية، حيث كُلِف شقيقه الضابط في الجيش، بإرسال خرائط لبلديات تابعة لمدينة دمشق وريفها تتضمن تفاصيل عن الطرقات والأوتوسترادات والجسور.

كما تواصل معه في إحدى المرات شخص يتحدث بلهجة أردنية طالباً منه جمع معلومات عن شخصين موجودين في سورية.

كليك نيوز

اقرأ أيضا .. “حاميها حراميها”.. حريق بمستودعات الحبوب والمطاحن التابعة لـ “قسد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى