مع واقع الكهرباء المتردي.. تكاليف شراء وصيانة المولدات ترهق جيوب السكان في حمص
مع واقع الكهرباء المتردي.. تكاليف شراء وصيانة المولدات ترهق جيوب السكان في حمص
فرضت أزمة الطاقة الراهنة على السوريين بأن يبحثوا عن بدائل مناسبة لتعويض فاقد الكهرباء كالمولدات ومصادر الشمس والرياح.
وقوبلت أزمة الكهرباء هذه بطلب متزايد على الطاقة، لاسيما من قبل أصحاب بعض المهن التي تشكل فيها الطاقة الكهربائية عنصراً أساسياً، مع كل ما ترتب من نفقات وتكاليف مرتفعة أثقلت كاهلهم بالأعباء المادية.
ومع وصول ساعات التقنين في محافظة حمص إلى 20 ساعة يومياً، توجه السكان للبحث عن بدائل ذات جدوى أكبر من أساليب الإنارة وتوليد الطاقة كالبطاريات مثلاً، والتي أنفقوا عليها الأموال سابقاً لكنها لم تعد قادرة على مجاراة التقنين.
ودفع واقع الحال هذا عدداً كبيراً من المواطنين لإنفاق مئات الآلاف أو حتى ملايين الليرات على شراء المولدات متنوعة الأحجام والاستطاعات والماركات.
طوني (صاحب محل حلويات في حي النزهة بمدينة حمص) قال لـ كليك نيوز، إن “شراء المولدة كان الحل الأمثل لي كوني من الطبقة ما دون المتوسطة وميسور الحال إلى حد ما، لكن السبب الرئيسي كان ضرورة الحفاظ على مواد الحلويات في البراد، رغم ارتفاع تكلفة البنزين وقطع الصيانة إلا أنني لا أستطيع خسارة سمعتي واسم المحل الذي تعبت فيه لسنوات طويلة”.
اقرأ أيضاً: وسط الظلام الدامس.. سوق البطاريات والمولدات إلى الانتعاش
صاحب إحدى محال بيع المولدات في حي كرم الشامي، بين في حديثه أيضاً أن “أسعار المولدات تتدرج حسب النوع والجودة والاستطاعة، وتوجد خيارات شاملة ومتنوعة تلبي رغبة وطلب جميع الزبائن بما يتناسب مع قدرتهم الشرائية”.
أما عن أكثر أنواع المولدات طلباً، أشار إلى أن “المولدة بقدرة (800 – 1000 شمعة) صغيرة الحجم وسهلة الحمل تعتبر الأكثر طلباً لعدة أسباب، فهي صغيرة الحجم وتستطيع تشغيل الشاشة مع الإنارة والراوتر وجهاز كومبيوتر وشحن بطاريات مع موبايلات، لكن من سلبياتها أن صوتها مرتفع وتخرج دخاناً مزعجاً لكونها تعمل بالبنزين الممزوج بالزيت”.
أما أسعار المولدات في أسواق المدينة فقد تراوحت بين 400 ألف و800 ألف ليرة لـ 800 شمعة، و 500 ألف ليرة وصولاً إلى مليون ليرة لـ 1000 شمعة، وذلك بحسب نوعها، وهناك الأرخص منها أقل جودة ومِلفات دارتها مصنوعة من الألمنيوم، أما الأغلى فهي الأكثر جودة ودارتها مصنّعة من النحاس الصافي بصوت خافت (كاتم) ودخان خفيف، وتعمل دون خلط الزيت مع البنزين كما الأنواع التقليدية.
من جهته، قال فراس (صاحب محل تزيين عرائس) إن “استهلاك المولدات الصغيرة من البنزين يعد مقبولاً، فاللتر الواحد يكفي لتشغيل المولدة 3 ساعات، إلا أن الأعباء الحقيقة تتمثل بقطع الصيانة”.
محمد (خبير تصليح مولدات) أوضح أن معظم أعطال المولدات التي يتم إصلاحها تتركز بالكف والدارات التي تتفاوت تكلفة إصلاحها بحسب الضرر داخلها، إلا أن أقل عطل لا يقل عن 25 ألف ليرة”.
وتابع الخبير، أن الطلب على إصلاح المولدات ارتفع بشكل قياسي في السنوات الأخيرة الماضية، بسبب تراجع التغذية الكهربائية إلى حدودها الدنيا، حيث تتكدس عشرات المولدات ونقوم بترتيب دور إصلاحها وبعضها يأخذ وقتاً طويلاً لصعوبة تأمين قطع الغيار”.
يشار إلى أنه بدأ العمل بنظام “الأمبيرات” في عدد من أسواق العاصمة دمشق، مثل الشعلان والحمراء والصالحية، بعد أن حصل عدد من أصحاب المولدات على التراخيص اللازمة من محافظة مدينة دمشق، ما يوحي بعدم اقتراب الحلول لنقص كميات الكهرباء المولدة على المدى المنظور كما يبدو.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع