محافظة ريف دمشق وشركة “محروقات” تتقاذفان المسؤولية.. المواطنون يتناثرون في الشوارع جراء قلة وسائل النقل
شهدت العاصمة دمشق وريفها خلال الأيام الماضية ازدحامات كبيرة، بالتزامن مع قلة بعدد المركبات، وسط الحديث عن نقص بكميات المحروقات اللازمة وعدم التزويد بها للسرافيس العاملة على الخطوط.
وفي هذا السياق، اشتكى العديد من سائقي سرافيس دمشق وريف دمشق، عدم حصولهم على مخصصات آلياتهم من مادة المازوت، مؤكدين أنهم خلال الفترة الماضية لم يعودوا يحصلون على الجزء الأعظم من هذه المخصصات وأن ما يحصلون عليه لا يتعدى سبعة ليترات.
وبين السائقون، وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية، أنهم يضطرون لشراء المازوت من السوق السوداء بسعر 6500 ليرة لليتر الواحد لكي يستطيعوا العمل على خطوطهم، ولكن مع ذلك فإنهم يفاجؤون في اليوم التالي بعدم وجود مخصصات لآلياتهم، مؤكّدين أن المشكلة لدى محروقات في تعطل عمل منظومة التتبع.
وبينما أكد السائقون عدم تزويدهم بمخصصاتهم، نفت محافظة ريف دمشق، مسؤوليتها عن عدم تزويد وسائل النقل العاملة في الريف سواء التي تأخذ مخصصاتها من دمشق أو من ريف دمشق.
وبين مدير هندسة النقل والمرور في ريف دمشق بسام رضوان لـ “الوطن”، أن تفاقم الأمر يعود سببه لتطبيق الشركة العامة لتخزين وتوزيع المشتقات النفطية ميزة بداية الخط وميزة نهاية الخط خلال الفترة الماضية على عدد من الخطوط، وبالتالي خرجت من منظومة التزويد جميع السرافيس التي لا تلتزم بالمسار من بدايته حتى نهايته.
وكشف أن شكاوى السائقين محقة وخصوصاً بعد توقف برنامج مسار الذي يتيح للسائق عبر الإنترنت معرفة مدى التزامه بالمسار المرسوم من هندسة المرور، مشيراً إلى أن البرنامج تم تفعيله من الشركة المركبة والمشغلة للنظام لكنه أوقف بعد شهر من تشغيله من دون معرفة أسباب ذلك.
اقرأ أيضاً: رغم تفعيل الـ “GPS”.. الازدحام سيد الموقف على خطوط نقل دمشق
وقال “رضوان” يجب على محروقات أن تعلم هندسة المرور في كل محافظة في حال وجود عطل بمنظومة التتبع ليتمكنوا من بيان الواقع للسائقين الذين يشتكون وأعدادهم كانت كبيرة جداً خلال الأيام الماضية.
وأشار إلى أنه من الأسباب التي ربما أدت إلى عدم تزويد السرافيس بمخصصاتها، عدم تعيين نقاط بداية ونهاية للخط بشكل صحيح على منظومة التتبع، إضافة إلى عدم التزام السائقين ببداية ونهاية الخط أو الخروج عن المسار في أثناء الرحلة.
وأوضح “رضوان” أن لكل انطلاقة من بداية الخط حتى نهايته وبالعكس كمية محددة من الوقود في حال التزم بالمسار، وفي حال عدم التزامه بالمسار فإن مخصصات الرحلة التي لم يلتزم بها تلغى مخصصاتها.
وكشف مدير هندسة المرور، أن إجراءات المحافظة حالياً تنصب على فصل تعبئة السرافيس التي تحمل لوحة ريف دمشق عن دمشق، وأن تكون تعبئتها من محطات الريف، لأن بعض هذه السرافيس يقطع عشرات الكيلومترات للوصول لمكان التعبئة في المدينة.
وأكد “رضوان” أنه نتيجة لهذه الآلية فإن سرافيس العديد من خطوط الريف لا تحصل على مخصصاتها من الوقود لأيام متتالية قد تصل في بعضها لثلاثة أيام كل أسبوع، ما يؤدي إلى غياب وسائل النقل وحرمان الراكب من الوصول إلى مبتغاه.
يذكر أن محافظة ريف دمشق تواصل تركيب منظومة التتبع “GPS”على الآليات والتي وصل عددها إلى 196 آلية وآليات نقل أسطوانات الغاز للمعتمدين، إضافة لإعلام جميع الوحدات الإدارية من أجل الالتزام بالقرار القاضي بتركيب منظومة التتبع على كل الآليات التي تستجر وقوداً من الدولة، وذلك حتى نهاية الشهر الحالي.
وتتهم محافظة ريف دمشق، “شركة محروقات”، بالتأخر في تنفيذ الأوامر الصادرة عن المحافظة لنهاية كل شهر وذلك بما يخص تفعيل بطاقة وإسناد مركبة وتحديد مسار، مشيرة إلى أن عدد سرافيس المحافظة نحو 7 آلاف سرفيس يحصل 3 آلاف منها على مخصصاته من الوقود من العاصمة.
وكانت محافظة دمشق، أعلنت مؤخراً عن تفعيل ميزة بداية الخط ونهايته على منظومة التتبع الإلكتروني لـ 17 خط سير وسيلة نقل عامة تتزود بالوقود من مدينة دمشق.
وشهدت عدد من خطوط النقل المشتركة “دمشق وريفها”، التي تحصل على المازوت من دمشق، ازدحامات كبيرة بعد هذا الإجراء، وهو الأمر الذي أرجعه السائقون للتأخر في عملية توزيع المازوت، فيما نفته “شركة محروقات”، مؤكدة أن العدد يقدر بـ 20 طلباً يومياً، حيث تقوم المحافظة بتوزيع الكميات لمختلف القطاعات والفعاليات من أفران ونقل ومشافي ومدارس ومازوت تدفئة.
وكان عضو المكتب التنفيذي في ريف دمشق “عمران سلاخو”، كشف عن دراسة لتخصيص جميع السرافيس ضمن خطوط النقل المشتركة، بمحطات خاصة تحصل من خلالها على المادة من ريف دمشق، بهدف تخفيف الضغط على العاصمة.
وبينما يلقي كلّ طرف اللوم على الآخر، بقي المواطنون يتناثرون في الشوارع، منتظرين لساعات علّهم يحظون بفرصة حجز مقعد لهم في أحد وسائل النقل العامة تقلّهم منازلهم، بعد أن بات من المستحيل التفكير “بركوب تكسي وحتى حجز مقعد تكسي ركّاب” والذي يبدأ بأقصر الخطوط مسافة من 7000 ليرة، فيما التكسي الخاصة تتجاوز 25 ألف ليرة لأقصر الطلبات.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع