ما بين تداعيات الحرب والزلزال.. واقع مأساوي تعيشه قرى في ريف حماة
كشف رئيس مجلس بلدة “كرناز” بريف منطقة محردة غربي حماة “عبد الله الضامن” لـ “كليك نيوز”، “أنه تم الكشف على 914 منزل بين بلدة “كرناز” وقرية “المغير” التابعة لها، ممن تقدم أصحابها بطلب إلى مجلس البلدة للكشف عليها نتيجة تضررها بفعل الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شباط وبفعل الهزات التي تبعته لاسيما يوم الإثنين في 20 من الشهر ذاته.
وأوضح “الضامن” أنه تم تشكيل لجنة مؤلفة من 3 مهندسين وفني ورئيس البلدية، وكان دور المهندسين يكمن في تقرير وضع المنازل وتوصيفها، ويتم توثيق المعلومات في البلدية، منها تشقق ومنها تصدع ومن ضمنهم المنازل الآيلة للسقوط والخطرة على حياة أصحابها.
وبالنسبة للمنازل الآيلة للسقوط أشار “الضامن” إلى “وجود 12 منزل تم إنذار قاطنيها بالإخلاء ضمن بلدة كرناز، ومنزل واحد في قرية المغير من أصل 42 تم الكشف عليها في القرية، تم إعطاء أصحابها إنذارات خطية عن طريق شرطي البلدية بضرورة الإخلاء،” مبيّناً أن هذه “المنازل هي غير صالحة للسكن ومهددة بالانهيار في أي لحظة.”
وأشار “الضامن” إلى أن موضوع التصدع والتشققات في المنازل موجود وظاهر في الكثير منها حتى من قبل كارثة الزلزال على اعتبار أن هذه القرى عانت خلال سنوات الحرب من الإرهاب الذي دمر أبنيتها وبناها التحتية، ولم يهنى أصحابها الذين عادوا ورمموا ما دمره الإرهاب بعد أن أتى الزلزال ليعزز من هذه التصدعات والتشققات.”
وأكد “الضامن” أنه “لم يتم إحداث مركز إيواء في مجال البلدة، وهناك العديد من العائلات رفضت الخروج من منازلها وفضلت البقاء بها وبعضهم لجأ إلى نصب خيم مما هو متوفر لديهم من قطع قماش وبطانيات ومنهم من لجأ إلى الأقارب.”
وحول ما قُدم لهذه العائلات قال أحد المتضررين لـ “كليك نيوز”، إن “المحافظة استهدفتهم بسلة غذائية واحدة منذ وقوع الكارثة”.
وأشار إلى أن أبرز ما يحتاجونه اليوم هو الخيم كونها تحل لهم مشكلة كبيرة ويمكنهم في ظل هذه الضغط الحاصل تخديم نفسهم بنفسهم لاسيما وأن مراكز الإيواء غير مُجهزة بالحمامات وهو ربما أبرز ما يمكن أن يتوفر ضمن هذه المراكز التي سمعنا بان معظمها بدا ينتشر بها القمل، ونطالب بالإسراع في عملية ترميم المنازل التي تحتاج إلى ترميم وإيجاد سكن بديل لتلك العائلات التي تم إنذارها بإخلاء منازلها.
إلى هذا تحدث رئيس مجلس بلدة “الجلمة” محمد خليف العلي لـ “كليك نيوز”، أنه” تم الكشف على 718 منزل في مجال البلدة والقرى المحيطة بها، تقدم أصحابها لمجلس البلدة بضرورة الكشف عليها.”
وبيّن “العلي” أن “هناك 185 منزل في بلدة الجلمة، إضافة للكشف على 409 منازل في قرية الشيخ حديد و124 منزل في قرية الجبين،”.
منوهاً إلى أن “جميع هذه المنازل تظهر عليها التصدعات والتشققات في الأسطح والجدران من قبل حادثة الزلزال من جراء العمليات القتالية التي شهدتها هذه القرى خلال السنوات الماضية وحادثة الزلزال عززت من حجم الضرر بشكل كبير. ”
وأشار “العلي” إلى أن “هناك منزل واحد فقط تم إنذار قاطنيه بضرورة الإخلاء في قرية الشيخ حديد كونه آيل للسقوط وهو عبارة عن بناء سكني مؤلف من طابقين ونصف سطحه أصبح مائل بشكل مخيف”.
لافتاً إلى أنه “لم يتم إحداث مركز إيواء في مجال البلدة التي اعتمد سكانها على الخيم المنصوبة بطرق محلية كون الأهالي ومع كثرة الشائعات على وسائل التواصل لا يزالوا يشعرون بالخوف والرعب وفضلوا إقامة هذه الخيم من باب أنها أأمن لهم.”
ونوه “العلي” إلى أن هناك قلة في مياه الشرب والأهالي يعانون العطش الشديد نتيجة تضرر شبكات المياه في هذه القرى بفعل الأعمال الإرهابية، رغم وجود آبار مياه وجاهزة إلى أن مياهها لاتصل للأهالي.
وطالب “العلي” عبر “كليك نيوز”، المنظمات الإنسانية بضرورة تمديد شبكة مياه كي تصل المياه السليمة للسكان كونهم وفي الوقت الحالي يعتمدون على نقلها من آبار سطحية ومن الآبار الزراعية.
فيما لفت سُكان هذه القرى إلى الواقع المأساوي الذي يعيشونه على مختلف المستويات وطالبوا بضرورة توزيع مساعدات إغاثية عليهم، في ظل موجة الغلاء والوضع الإقتصادي الصعب لا سيما وأن قراهم لم تتعافى بشكل كامل من تداعيات الحرب التي تلتها تداعيات الزلزال.
أوس سليمان – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: 285 منزلاً غير آمن في جورين بحماة.. مواطنون: هناك تقصير تجاه أزمتنا