لا عجب في حلب!!
أثناء انتظاري لوصول الحافلة شأني شأن الكثير من” الغلابة “، وكالعادة تصل الحافلة مليئة بالركاب لتطول مدة الانتظار تحت أشعة الشمس التي بدأت تمارس دورها الصيفي بعد طول غياب.
يلفتني مشهد مستهجن نوعاً ما مجتمعياً، فتاة تقود دراجة نارية وخلفها فتاة أخرى، المدهش في الأمر الثقة التي كانت تقود بها الدراجة، وكأنها تمتطي حصاناً، كانت تنظر إلى من حولها لتلفت نظرهم، جالسة بكل ثقة تمسك مقود الدراجة بتمكن كبير.
وكأنها تحمل في لغة جسدها ونظرات عينيها رسائل غير مباشرة مفادها “نعم فعلتها واقتحمت عالم الرجال فهو ليس حكراً عليه” .
تملكني الاستغراب للوهلة الأولى مثل غيري، وغفلت عن توثيق ما شاهدت عيني بالتقاط صورة لها، فحينها كنت في مرحلة الشعور بالغبطة، لأن وضع المواصلات يرثى له وحال المواطن معه مأساوي وسوداوي، حييت شجاعتها، تابعتها بنظراتي، إلى أن اختفت، وعدت أراقب خط الحافلات متهيأة لخوض السباق، وداخلي يردد لا عجب في حلب بعد أن عرف السبب!!!.
الجماهير