قلوب السوريين أصبحت هشة ومتعبة.. ارتفاع حالات حدوث الجلطات القلبية بين الشباب
أصبحت قلوب السوريين الشابة كهلة منهكة وهشة، ولم تعد صلبة قوية قادرة على تحمل أعباء الحروب والأمراض، ففي السنوات القليلة الماضية كثرت حالات حدوث تجلطات قلبية بين فئة الشباب، فلا يكاد يمر يوماً إلا ونسمع فيه خبر إصابة شاب بعمر الورود بنوبة قلبية، وبعضها انتهت بالوفاة.
وأمام هذا الواقع، نستعرض أسباب حدوث تزايد الجلطات القلبية عند الشباب وأعراضها، وهل يمكن تشخيصها مسبقاً بهدف تجنبها وانقاذ القلوب الشابة قبل توقفها؟
أسباب النوبات القلبية
حيث أشار مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة والاختصاص في أمراض الأوعية والقلب الدكتور “زهير السهوي”، في تصريح خاص لـ كليك نيوز، أنه لا تختلف أسباب حدوث السكتة القلبية عند الشباب عن حدوثها لدى الأفراد الأكبر سناً، حيث يمكن أن تتضمن ما يلي، الالتزام بنظام حياة غير صحي، وكذلك السمنة والخمول وعدم ممارسة الرياضة.
وأيضاً التدخين وتناول الكحول، والسبب الأهم وجود قصة عائلية للإصابة بالسكتة القلبية بأعمار صغيرة، لافتاً أيضاً إلى المعاناة من أمراض القلب الوراثية ومنها اعتلال عضلة القلب التضخمي ومرض “كواساكي”.
وكذلك المعاناة من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وارتفاع الكوليسترول في الدم، والإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي، حيث أنه يعد من أسباب السكتة القلبية المحتملة عند الشباب الذين لا يعانون من تصلب الشرايين، وذلك بسبب الإجهاد والمعاناة من الاكتئاب
تطورات جديدة
بدوره الدكتور “علي عبود” اختصاص أمراض قلبية، كشف عن وجود تطورات في مسألة حدوث الجلطات القلبية الشبابية، حيث يوجد مدخل الألم الصدري، إلا أن أخطر الآلام التي تصيب الإنسان هي خناق الصدر الذي يسمى نقص التروية القلبية، الذي يؤدي في حال انسداد أحد الشرايين الإكليلية الى احتشاء العضلة القلبية.
وتالياً يكون الألم الصدري الخناقي هو المُشعر أو المُنذر الأول، لافتاً إلى وجود شلال نقص التروية حيث تبدأ الأعراض عند المريض عندما تحصل أذية على أحد الشرايين الإكليلية، والتي هي غالباً تكون عصائد تتجاوز 70 %، حيث تعطي أعراض في الجهد وأيضاً في الراحة إذا كان فوق 90 % أو تصل لدرجة انسداد الشريان الكامل.
نقص التروية القلبية
ولفت الدكتور “عبود” أنّ احتشاء العضلة القلبية يقسم قسمين، 90 % منها سببه تقص التروية الإكليلية الخاصة بالشرايين التي يكون فيها عصائد، ويسمى التصلب العصيدي، بينما 10% هي غير متعلقة بالداء العصيدي.
مضيفاً، أن احتشاء العضلة القلبية نلاحظها بأعداد كبيرة عند الشباب بسبب وجود انتان فيروسي حاد هو أحد الاسباب لهذه المتلازمة التي اسمها مينوسا (minusa) (احتشاء عضلة قلبية) بدون انسداد في الشرايين الإكليلية هذه التي تصيب الشباب وبكثرة.
اقرأ أيضاً: الأوضاع المعيشية تسلب الناجحين في الثانوية أحلامهم.. خبير اقتصادي يتحدث عن بدائل لمنعهم من التسرب الجامعي
مؤكداً، أنه في السابق كان من الصعب على الأطباء تشخيص تلك الحالات أما اليوم من الممكن تشخيصها، سابقاً الكثير من الأطباء كان عندما يصاب شاب باحتشاء عضلة قلبية، وبعد إجراء قثطرة قلبية له، يتببن أن الشرايين طبيعية ولا يوجد فيها انسداد لذلك يشخص الطبيب الحالة عبر الفرضية الأساسية وهي أنها كانت خسرة وانحلت.
لكن في حقيقة الأمر لم يكن هناك خسرة بالأساس، منوهاً أن هذا غالباً يقع ضمن التهابات العضلة القلبية، قد تكون فيروسية وربما لا، ولكن يقع ضمن هذه المتلازمة التي تسمى احتشاء عضلة قلبية بدون انسداد شرايين، مشيراً إلى أن مثل هذه الحالات تؤدي أحياناً إلى الوفاة، مثلها مثل الجلطة القلبية المتعارف عليها والتي هي انسداد الشرايين الإكليلية.
تسلخات الشرايين
ذكر الدكتور “عبود ” أنه يوجد أيضاً تسلخات الشرايين الإكليلية عند النساء خاصة وعند الحوامل، إضافة إلى احتشاءات عضلية قلبية عند الحوامل نتيجة الشدة والألم، حيث تحدث كذلك دون انسداد شريان إكليلي عصيدي.
وذكر أنّ حالات التجلطات القلبية التي تصيب الشباب بدون انسداد الشرايين تحدث كل شهرة مرة أو مرتين، لكن المشكلة أن تشخيص تلك الحالات صعب فهي تحتاج إما الى قصة مرضية واضحة، أو يمكن حدوث إصابة فيروسية بالعضم مثلاً، كما يمكن تشخيصها بالرنين المغناطيسي، إلا أنه في الوقت الراهن هذه التقنية غير متوافر ة للتشخيص.
منوهاً أن الطريقة المتبعة حالياً في التشخيص ما زالت تعتمد على الأعراض واختبار خمائر القلب، مشدداً، على ضرورة الوعي العام لدى الناس، وأنه في حال وجود أي ألم صدري ناخز يجب مراجعة المشافي وعدم التأخير أبداً.
تحتاج إلى دراسات وإحصائيات مثبتة
لدى السؤال فيما إذا كانت لقاحات كورونا ساهمت في تزايد حدوث تجلطات قلبية، أجاب الدكتور “عبود” أنه لا يمكن الحديث بهذا الموضوع إلاّ عن طريق دراسات أو إحصاءات مثبتة على عدد كبير من المرضى، ولكن لوحظ أن لقاح “استرازينيكا” كان يسبب بعض الخثرات التي يمكن أن يكون الشخص غالباً هو مريض فيروس كورونا، وقد أخد اللقاح بدون أن يعرف أنه مريض كورونا، فاحتمال هنا أنه تفاعل المرض ربما الأساسي وليس اللقاح.
مؤكداً، أنه تم تجنب هذه الحوادث عن طريق اعطاء المميعات قبل وبعد لقاح “استرازينيكا”، بينما باقي اللقاحات لم يكن هناك أي حاجة حتى لإجراء دراسات عن الموضوع لأن كل من أخذوها لم يحدث معهم أي مضاعفات.
وختم الدكتور “عبود” بالقول أن هناك اشاعات انتشرت مفادها أن هذا اللقاح، بعد مرور سنة أو ستة أشهر سوف يتسبب بحدوث تجلطات، مؤكداً، أن هذا الكلام مجرد هراء وأن هذه الأفكار ليست أكثر من خرافات شعبية ناجمة عن خوف من المرض الأساسي الذي هو “الكورونا”، منوهاً إلى أن اللقاح ساهم بإيقاف امتداد مرض “كورونا” ووضع نهاية له.
ميليا اسبر – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع