“قسد” تعيش أزمة مالية واقتصادية تنعكس سلباً على الواقع الخدمي ودفع الرواتب لموظفيها
“قسد” تعيش أزمة مالية واقتصادية تنعكس سلباً على الواقع الخدمي ودفع الرواتب لموظفيها
تعيش ما تسمى “الإدارة الذاتية” التابعة لميليشيا “قسد” ظروفاً اقتصادية ومالية صعبة ناتجة عن توقف واردات الحقول النفطية في محافظتي الحسكة ودير الزور بنسبة تقارب النصف وذلك منذ بدء الانتفاضة العشائرية في ريف دير الزور منذ نحو ثلاثة أشهر واستهداف الأتراك للعديد من حقول الغاز والنفط الشهر الماضي.
وأوضحت مصادر خاصة لـ كليك نيوز، أن تراجع كميات النفط والمشتقات النفطية وانخفاض الوارد المالي الناتج عن بيعها بشكل ملحوظ، ظهرت نتائجه بشكل سريع وواضح على مختلف الصعد الخدمية والمعيشية لأهالي المنطقة وكان في مقدمتها تراجع كميات المازوت التي كانت تتوفر للمولدات الكهربائية المنتشرة في المدن والأحياء والتي باتت تغط في الظلام الدامس ويتوقف تشغيلها لعدة أيام لتعاود التشغيل مؤقتا ومن ثم تتوقف.
وأشارت المصادر، إلى أنه جرت العادة أن تنتهي عمليات توزيع المازوت الخاص بالتدفئة للأهالي لمثل هذا الفترة من العام في مناطق سيطرة “قسد”، إلا أن هذا العام لم يتم توزيع المادة حتى اللحظة لغالبية المدن والمناطق، وتم حصر توزيع كميات محددة من المادة على بعض المدن والقرى الكردية كعامودا والمالكية وجزء من الدرباسية، فيما يتخوف الفلاحون مع عدم تأمين مادة المازوت الخاصة بأعمال الزراعة لهذا الموسم، ولأجل ذلك تأخر تنفيذ الخطة الزراعية المروية لمحصولي القمح والشعير حتى اللحظة.
اقرأ أيضاً: المقاومة العراقية تجدد استهدافها لجميع قواعد الاحتلال الأمريكي في سورية والعراق
ولفتت المصادر الخاصة، إلى أن ما يسمى “الإدارة الذاتية” حريصة حالياً على تأمين السيولة المالية لدفع رواتب المقاتلين المتطوعين في “قسد” في المقام الأول، لاسيما أن غالبيتهم هدفهم الأول هو “الراتب”، وفي حال عدم توفره سيغادرون هذه القوات سريعاً، أما الموظفون المدنيون في هذه الإدارة فلا ضير بأن تتأخر رواتبهم للشهر الثاني في غالبية الإدارات والمديريات وفي قطاع التربية التابع لها للشهر الثالث.
وأمام هذا التراجع في التحصيل المالي، بينت المصادر أن ما تسمى “الإدارة الذاتية” سعت إلى تقليص الفاقد المالي عبر زيادة أسعار المشتقات النفطية الشهر الماضي بمعدل أربعة أضعاف والشهر الحالي بنسبة 50 بالمئة، فيما تم زيادة أسعار الخبز بنسبة 100 بالمئة، إضافة إلى التشديد في التحصيل الضريبي من أصحاب المحال التجارية والمنشآت وزيادة نسبه بشكل كبير.
وتؤكد المصادر أن الواقع المالي والاقتصادي لدى “الإدارة الذاتية” في تدهور مستمر لسببين، الأول استمرار المواجهات بينها وبين قوات أبناء العشائر في ريف دير الزور الذين قاموا بإحراق عدد من آبار النفط لحرمان “قسد” من عائداتها المالية، كما أنهم يستهدفون صهاريج نقل النفط التي تنقل قسماً من إنتاج حقول النفط في دير الزور إلى الحسكة ومنها إلى شمال العراق تحت إشراف قوات الاحتلال الأمريكي.
أما السبب الثاني بحسب المصادر فهي الخسائر الفادحة التي ألحقها سلاح الجو التركي بحقول النفط والغاز ومنشآته في ريف المحافظة الشمالي الشرقي وتحديداً حقول اليعربية ورميلان وصعوبة تأمين السيولة اللازمة لإصلاحها، ناهيك عن عدم وجود أي ضمانات لعدم استهدافها مجدداً من قبل الأتراك وحرمان “قسد” من الاستفادة منها ومن عائداتها المالية.
الحسكة – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع