قرى وبلدات بدون مواصلات.. آلية توزيع باصات المنحة الصينية طغت عليها المحسوبية
لم يشفع مشهدُ الازدحام المُتكرِّر والانتظار اليوميّ للمواطنين على مفارق الطُّرُق، في تحسين خطِّ سيرهم من قبل الجهات المعنية في محافظة حماة، قرى وبلدات عدة في ريف المحافظة لم تكن أزمة المواصلات فيها وليدة عام أو عامين، إذ تُعتبر هي الأضعف والأفقر من حيث مجال النقل لسنوات امتدت قبيل الحرب حتى، رغم ما شهدته المحافظة من تغييرات في منظومتها، دون أن يفلح شخص ما في تحسين خطوط النقل المحلية.
ما يتضح أن قطاع النقل والمواصلات، لن يشهد تحسناً خلال الأيام القادمة، وما دفعنا لقول ذلك هو آلية توزيع الدفعة الأخيرة من باصات النقل الداخلي التي استلمتها محافظة حماة في نهاية حزيران الفائت، حيث كانت حصتها 5 باصات من أصل 100، مُقدمة من جمهورية الصين الشعبية.
بدايةً وإذا نظرنا إلى آلية التخصيص هذه نجد أن ظلماً كبيراً وقع على محافظة حماة، فعلى سبيل المثال تم منح محافظة اللاذقية 14 باص، وبالمقارنة بين المحافظتين من حيث المساحة وعدد السُكان وحجم أزمة النقل، نجد أن محافظة حماة تفوقها ب 3 أضعاف، فما هو المعيار الذي اتبعته وزارة الإدارة المحلية في آلية التخصيص هذه.. يتساءل مواطنون؟
لاسيما وأننا نتحدث اليوم عن 6 مناطق في حماة إضافة إلى مركز المدينة، وهناك عدد كبير من القرى التي لا تشهد طرقاتها خط سير يُخدمها، وهي بعيدة كل البعد عن وجود وسيلة نقل، إذ يعتمد السُكان على أي وسيلة عابرة تقلهم إلى وجهتهم.
خطوط بحاجة لتخصيصها بوسائل نقل
رفعت “كليك نيوز” شكاوي الأهالي وطلباتهم إلى المكتب التنفيذي الخاص بمجالس البلديات في محافظة حماة، وذلك منذ اليوم الأول لاستلامها حصتها من باصات النقل، وطالبت على لسانهم بضرورة تخديم عدة خطوط ولحظها في التوزيع بما يخفف من الأزمة عليهم، كوضع باص على خط (مرداش – عين الكروم – العبر – السقيلبية – حماة) يُخدم على الأقل 15 تجمع سكاني، وبالتالي يُخفف الضغط الحاصل على خط السقيلبية – حماة ضمن كراج مدينة السقيلبية، إضافة لوضع باص نقل على خط صوران – حماة يُخدم 6 تجمعات سكانية في ريف حماة الشمالي.
طلبات الأهالي في مهب الريح.. والتوزيع بالواسطة
بعد انتظار دام لأكثر من 20 يوماً تبيّن أن آلية توزيع الـ 5 باصات طغت عليها الواسطة والمحسوبيات، حيث أكد مصدر في محافظة حماة أن 3 منها جاء تخصيصها من وزارة الإدارة المحلية بشكل مباشر في مناطق (سلحب ومصياف وسلمية) وجاء توجيه بتخصيص باص لبلدة قمحانة وباص على خط (بلين – الربيعة – تيزين)، دون وجود دراسة مُسبقة للأزمة أو النظر حتى في شكوى الأهالي ومعاناتهم.
آراء الأهالي حول آلية توزيع باصات النقل
يقول الأهالي الذين لم يتم لحظ قراهم بباص نقل في حديثهم لـ “كليك نيوز”، إن “حجم الاختناقات وأزمة النقل لم تعد تقتصر على قدوم فصل الصيف أو دوام المدارس والجامعات، بل امتدت لتشمل كل أيام السنة، دون السعي الحثيث لإيجاد شبكة مواصلات عامة حديثة وشاملة تُساهم في أن نستخدمها بدلاً من الانتظار ساعات طويلة علّها تأتي وسيلة نقل حتى لو كانت آلية خاصة تُسعفنا تحت لهيب الشمس صيفاً أو زخات المطر شتاءً إلى حيث نقصد فمنا طالب المدرسة والجامعة أو الموظف أو الجندي.
كما تحدث محمد وهو من أهالي ناحية عين الكروم “تفاءلنا خيراً بقدوم 5 باصات نقل داخلي إلى محافظة حماة، وكان آملنا أن يُخصص لهذه الناحية وتجمع قراها الذي يفوق الـ15 قرية بباص نقل، يحل الأزمة لا سيما وأن المنطقة بحاجة ماسة لوسيلة نقل على خط (مرداش – عين الكروم – السقيلبية – حماة)”.
ويضيف محمد “لكن تم وضعه في سلحب التي يوجد في مجلس مدينتها باص نقل داخلي متوقف منذ عام 2017 بحالة فنية سيئة حاله كحال باقي باصات النقل الداخلي في مجالس البلديات كما أن سلحب تحتوي على كراج ووسائل نقل بين مركز مدينة حماة ومدينة مصياف، أما عين الكروم لا يوجد بها أية وسيلة نقل وإن وجد فعددها قليل وتكون مزدحمة”.
ويرى الأهالي في مدينة صوران أنه من المفترض أن يكون تم تخصيص المدينة بباص نقل بدلاً من وضعه في بلدة قمحانة الواقعة إلى الجنوب من صوران بمسافة 12كم، وبالتالي كان سيخدم أكبر عدد من التجمعات السكانية في صوران ومورك وطيبة الإمام ومعردس وقمحانة وهو متجهاً إلى مركز المدينة، ووضعه في بلدة قمحانة ليس منه فائدة جماعية حيث بقيت أزمتنا على حالها.
بينما أهالي قرية الزينة يقولون “يُعتبر خط مصياف – الزينة من الخطوط التي تُعاني أزمة نقل حيث لا تُخدمنا سرافيس مصياف – حيالين التي تمر من قريتنا كونها تأتي ممتلئة معظم الأوقات والبالغ عددها 4 سرافيس فقط، حتى أن السرافيس العاملة على خط مصياف – القدموس لا تُخدمنا على اعتبارها تمرُّ من قريتنا أيضاً فأصحابها يخافون من شكوى تطالهم من أصحاب السرافيس العاملة على خط مصياف – حيالين، ربما هي تكون حجة أكثر مما هي تبرير لعدم تخديم السُكان.
يبدو أن أزمة المواصلات في محافظة حماة ستبقى هاجساً يعاني منه الناس دون أن ترى إنجازاً من قبل الجهات المعنية أو توجهاً للحل والسعي الحثيث لإيجاد شبكة مواصلات عامة حديثة وشاملة ومنتشرة تُساهم في أن يستخدمونها.
وربما لم يدرك بعد المخططين في مجال النقل أن المحافظة تتوسع يومياً، الأمر الذي يتطلب تحديث شبكة المواصلات فيها وتوسيعها لتستطيع التكيف مع التزايد المتسارع في السكان.
ويطالب الأهالي في ريف حماة إيلاء قطاع النقل أهمية استثنائية تُناسب أهميته في حياة كل شخص، وعدم التقليل من أهمية التعامل مع مخاطر إهمال هذا القطاع التي ستؤدي في المستقبل إلى تراكم المشاكل وتفاقمها بحيث يصعب السيطرة عليها، لا سيما وأن ملف المواصلات وخطوط النقل بالمحافظة حقيقةً هو بحاجة لإعادة تهيئة.
حيث يوجد أكثر من 84 باص نقل داخلي مهملة ومتعطلة وهي بحاجة لصيانة مركونة في كراج الآليات بحماة، لو أنه يعمل نصفها لكان الوضع مختلفاً فهي تحل أزمة المواصلات الحاصلة والتي أبرز ما يمكن أن تتصف به هو التخبط وعدم الانتظام.
حيث نرى السرافيس تتسرب عن خطها الرئيس من خلال تعاقدهم مع مؤسسات أخرى ويُترك من تبقى على الطرقات يسعى جاهداً لتدبير أمره.
حماة – أوس سليمان
اقرأ أيضاً ..أهالي ريف مصياف يشكون سوء حالة مياه الشرب.. وحدة مياه حماه: نبحث المشكلة ونسعى لحلها