في لقاء مشترك بموسكو.. الرئيسان الأسد وبوتين يؤكدان متانة العلاقات بين البلدين وتعاونهما المشترك في السلم والحرب
في لقاء مشترك بموسكو.. الرئيسان الأسد وبوتين يؤكدان متانة العلاقات بين البلدين وتعاونهما المشترك في السلم والحرب
أجرى الرئيس بشار الأسد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بحضور وفدي البلدين.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين في مستهل المحادثات: “سعيد برؤيتكم في موسكو، وأشكركم على تلبية هذه الدعوة، ونشهد تطورا كبيرا في العلاقات بين بلدينا”، مضيفاً: “الشعب السوري تعرض للأسف لكارثة الزلزال التي تسببت بتفاقم معاناته، نحن كأصدقاء مخلصين نقوم بكل ما في وسعنا لتخفيف هذه المعاناة”.
وأشار الرئيس بوتين إلى أن” العلاقات بين روسيا وسورية تتطور باستمرار وحجم التبادل التجاري بينهما ازداد.”
من جانبه قال الرئيس الأسد:” سعيد جداً بهذه الزيارة، اللقاءات بين مسؤولينا لا تنقطع ولكن التغيرات الدولية خلال العام الماضي تتطلب منا أن نلتقي لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة.”
وأضاف الرئيس الأسد: “نشكر روسيا على المساعدات الكبيرة التي قدمتها لمواجهة تداعيات الزلزال، وخصوصا وزارة الدفاع والجيش الروسي الذي ساهم مباشرة بإنقاذ المصابين جراء الزلزال.”
وأشار الرئيس الأسد إلى أن” الشعب السوري ممتن لروسيا حكومة وشعباً على مواقفها التي تؤكد الالتزام باحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.”
وقال الرئيس الأسد: “مرتاحون لنتائج عمل اللجنة السورية الروسية المشتركة، وزيارتي اليوم ستمهد لمرحلة جديدة في العلاقات بين بلدينا في جميع المجالات”.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن “زيارته إلى موسكو اليوم هي الأولى بعد الحرب في أوكرانيا”، مجدداً دعم سورية لروسيا في حربها ضد النازية التي يدعمها الغرب، مشددا على أن هناك ضرورة لإعادة التوازن إلى العالم اليوم، وإلا سيتجه إلى الانفجار والدمار.
وكان الرئيس بشار الأسد وصل إلى موسكو مساء الثلاثاء في زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية، حيث كان في استقبال سيادته، ميخائيل بوغدانوف ممثلاً خاصاً للرئيس بوتين نائب وزير الخارجية وألكسندر يفيموف سفير روسيا في دمشق والدكتور بشار الجعفري سفير سورية في موسكو.
وزار الرئيس بشار الأسد والوفد المرافق له ضريح الجندي المجهول في موسكو ووضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري، وكان في استقباله عند الضريح الجنرال ايفغيني سيليزينييف قائد حامية موسكو، ومدير مراسم الخارجية الروسية.
في سياق متصل، اجتمع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره السوري، فيصل المقداد، وبحثا أسس التعاون الثنائي بين سورية وروسيا، وعددا من القضايا التي تهم البلدين.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف والمقداد بحثا خلال اجتماعهما عددا من القضايا الإقليمية والدولية، وأهمها التغيرات التي تطرأ في منطقة الشرق الأوسط، واستعادة سورية لحقوقها في جامعة الدول العربية، وغيرها من المواضيع.
وأكد لافروف، دعم روسيا للتغيرات الإيجابية التي تطرأ على العالم العربي، قائلا: “سنواصل دعم هذا الاتجاه الإيجابي والمشاعر الإيجابية في العالم العربي، خلال الاجتماع الوزاري المقبل بين جامعة الدول العربية وروسيا، والذي نخطط لتنظيمه في الأشهر المقبلة.”
وأضاف لافروف، “أن روسيا بدعم من أصدقائها السوريين وغيرهم من الدول العربية، تعمل منذ سنوات عديدة على تعزيز مفهوم الأمن الجماعي في منطقة الخليج، والمناطق المتاخمة لها”.
إلى ذلك، بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره السوري العماد علي عباس، الوضع في سورية والتعاون العسكري الثنائي، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار التعاون الوثيق للحفاظ على الاستقرار في سورية.
كما عقد الوفد الوزاري الاقتصادي السوري لقاءات وزارية رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين الروس المعنيين بملف التعاون الاقتصادي المشترك.
وتطرقت اللقاءات إلى مواضيع تقييم محاور التعاون الاقتصادي الثنائي على صعيد تنفيذ المشاريع الاستثمارية المشتركة، والفرص الاستثمارية الواعدة في سورية (لا سيما بعد صدور قانون الاستثمار رقم 18 لعام 2021)، وآليات تعزيز التبادل التجاري وانسياب المنتجات في أسواق البلدين وخاصة (القمح والزيوت والأعلاف وغيرها)، في ضوء التسهيلات والإعفاءات الواسعة المقدمة من حكومتي البلدين، بالإضافة لبحث السبل الممكنة لاستخدام عملتي البلدين تسهيلاً وتبسيطاً لعمل المصدرين والمستوردين.
كما تمت مناقشة الفرص الاستثمارية المهمة في سورية في قطاع الطاقة من محطات توليد الكهرباء وإنتاج النفط والغاز ومواضيع استكمال عدد من مشاريع الموارد المائية ومياه الشرب بالاستفادة من خبرات الشركات الروسية العاملة في هذا المجال، إلى جانب مناقشة عدة وثائق وصيغ تعاون من المزمع توقيعها قريباً، بعد أن تم وضع اللمسات الأخيرة عليها من قبل الجهات واللجان المعنية لدى البلدين وبالأطر القانونية اللازمة.
يذكر أن الوفد المرافق للرئيس الأسد، ضم الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية والدكتور سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية والعماد علي عباس وزير الدفاع والدكتور كنان ياغي وزير المالية والدكتور فادي الخليل رئيس هيئة تخطيط الدولة والدكتور قيس خضر أمين عام مجلس الوزراء ولونا الشبل المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية والدكتور بشار الجعفري سفير الجمهورية العربية السورية في موسكو.
هذا وشهدت العلاقات السورية الروسية، شهدت عبر تاريخها تطورات كبيرة وقفزات مهمة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
وكانت موسكو أعلنت منذ بداية الأزمة، دعمها لسورية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة محاولات قوى غربية وإقليمية فرض اجندات تتعارض مع مصالح الشعب السوري واستقلالية الدولة السورية، حيث لجأت روسيا الى استخدام حق النقض الفيتو عدة مرات في مجلس الأمن الدولي لمنع تلك القوى من تمرير مخططاتها التدخلية ضد سورية.
اقرأ أيضاً: هل تفتح عُمان أبواب الخليج المغلقة أمام دمشق