رسائل الإرهاب في دمشق
رسائل الإرهاب في دمشق
ليست عبثية تلك التفجيرات الإرهابية التي استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب شرق دمشق التي يقودها حقد أعمى وفكر متطرف.
بل هي تأتي في ظل انفتاح عربي على سورية وتعزيز للعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجالات الاقتصادية وموسم الزوار الإيرانيين إلى الأماكن المقدسة في العاصمة دمشق والتي تشكل رافداً اقتصادياً جيداً في ظل الحصار الأمريكي الغربي ضد سورية.
رسائل الإرهاب التي طالت دمشق خلال الأسبوع الماضي تشير إلى مرتكبيها وطبيعتهم الإجرامية وإلى أهدافهم الدنيئة ليس فقط بإزهاق أرواح المدنيين الذين قضوا في التفجيرات من أطفال ونساء، بل هي محاولة جديدة لتصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية على سورية ومنع تعافيها بأي وسيلة كانت.
أصحاب الأيادي الملطخة بدماء السوريين هم أنفسهم أذرع وأدوات الكيان الصهيوني الغاشم الذي استهدف أكثر من مرة خلال السنوات الماضية محيط مدينة دمشق وخصوصاً منطقة السيدة زينب، والهدف واحد إرباك الدولة السورية وتعطيل أي محاولة للانفتاح الاقتصادي العربي والدولي عليها من خلال إبقاء الأوضاع الأمنية في العاصمة غير مستقرة.
اقرأ أيضاً: الثاني خلال أيام.. شهداء وجرحى بتفجير في منطقة السيدة زينب بريف دمشق
العاصمة دمشق التي بدأت تتحرر تدريجياً من قيود الحواجز الأمنية عبر تفكيك العديد منها خلال الفترة الماضية في ظل التعافي الأمني، لا يراد لها أن تتنفس الأمن والطمأنينة، وأيادي الإرهاب الغادر عملاء الأمريكي والإسرائيلي ما تزال تتربص بالسوريين لإبقائهم تحت سيف التفجيرات الإرهابية.
لا شك أن رسائل الإرهاب الدموي سواء في العاصمة دمشق أم في محافظة درعا وفي إدلب والتنف لا تنفصل عن رسائل الإرهاب الاقتصادي الذي يفتك بالسوريين منذ سنوات جراء الحصار الأمريكي الغربي الجائر، وقد تبدو مؤشراً للانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد الميداني والعسكري ضد الحكومة السورية التي تعاني اليوم من ضعف القدرات الاقتصادية جراء الحرب والحصار والزلزال.
إن محاولة الإعلام الغربي وبعض العربي حرف الأنظار عن جريمة التفجيرات الإرهابية، وعن الاعتداءات الإسرائيلية عبر نسج الروايات باستهداف مقرات إيرانية في المنطقة هي شراكة فعلية في الجريمة.
فمقام السيدة زينب موجود في دمشق منذ مئات السنين وزواره من كافة أرجاء العالم يأتون على مدار العام وفي مواسم محددة وهي جزء من تاريخ دمشق وإرثها التاريخي والديني الذي تفخر به.
ربما يعتقد من يقف وراء رسائل الإرهاب أنه بفعلته الخبيثة يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانشغال السوريين بتأمين لقمة عيشهم.
لكنه بالتأكيد لن يفلح في تحقيق أهدافه وغاياته وهذه التفجيرات وإن كانت مؤلمة وقاسية لكنها لن تستطيع أن تكسر إرادة السوريين الذين واجهوا محطات وتجارب أقسى وأشد ألماً واستطاعوا بتعاضدهم وإيمانهم بوطنهم أن يتجاوزوها بعزيمة وإصرار.
السوريون الذين تفتك بهم لقمة العيش اليوم جراء الحصار والإرهاب يدركون أكثر من أي وقت مضى خلفيات ما يتعرضون له وطبيعة التحديات الماثلة أمامهم، ويدركون أيضاً أن لا أمل لهم بالتخلص من تداعيات هذا الإرهاب بأشكاله المختلفة إلا بتضافر جهودهم جميعاً مع الأشقاء والأصدقاء لاستكمال المواجهة وتحقيق النصر مهما كلف الأمر.
سورية اليوم أكثر تصميماً على إفشال مخططات الأعداء وإحباطها، ولن تستطيع أيادي الإجرام الآثم وإن كانت على شكل تفجيرات إرهابية أم على شكل عدوان إسرائيلي أم حصار أمريكي، أن تكسر إرادة السوريين التي فرضت نفسها جداراً فولاذياً في وجه السياسات والأطماع الأمريكية.
عبد الرحيم أحمد – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع