رائحة النايلون تجتاح أحياء مدينة حمص
عندما تسير في أي حي أو قرية ضمن محافظة حمص، تشتم رائحة النايلون والخشب والكرتون، وكل ما يمكن حرقه باستثناء المازوت، لأن أغلب المواطنين لم يحصلوا على مخصصاتهم من المادة حتى الآن.
وتزداد هذه المعاناة سنوياً مع بدء فصل الشتاء القارس، حيث لا كهرباء كافية للتدفئة، ولا مازوت تم توزيعه، والذي اقتصر على 50 لتر للمحظوظين ممن حصلوا عليها، ولا قدرة مادية لمعظمهم على شراء الحطب المستمرة أسعاره بالإرتفاع، ووصلت لأكثر من مليون ليرة للطن.
يقول أحد سكان حي “العباسية” لموقع “كليك نيوز”: “ما الحل كي أمنح الدفء لأطفالي وأحميهم من البرد، رائحة النايلون والخشب أهون ألف مرة من زيارة الطبيب، ولا قدرة لي على شراء مازوت بالسعر الحر وما يزال الشتاء في بدايته، كان الله في عون الجميع”.
حديث المواطن ينطبق على كل الذين التقيناهم في أحياء “الأرمن” و”السبيل” و”المهاجرين” و”الزهراء” و”دير بعلبة” و”العباسية” وغيرها، حيث يمكنك رؤية الدخان المنبعث والذي يشابه الضباط لكثافته.
وذهب أحد سكان حي “المضابع” إلى أبعد من ذلك قائلاً: “وسائل التدفئة منعدمة، فإن لم نجد ما نجمعه من الحطب والكرتون، نتوجه لحرق الأحذية رغم الرائحة الكريهة والشعور بالاختناق أحياناً”.
من ناحية طبية، قال الدكتور “بشار حسن” لـ “كليك نيوز” أن “الدخان الناجم عن حرق تلك المواد، هو سمّ قاتل يضر بالجهاز التنفسي، لاسيما عند الاطفال وكبار السن”.
وأضاف الطبيب “يؤدي ودخول الجزيئات البلاستيكية إلى مجرى التنفس لاحقاً إلى خلل في العملية الحيوية للرئة ودخول الأوكسجين بالشكل الكافي”.
وكان مصدر في محافظة حمص أشار لـ “كليك نيوز”، سابقاً، أن توزيع مازوت التدفئة متوقف حالياً، ويتم التركيز على تأمين احتياجات قطاعات أكثر أهمية منها القطاع الصحي والزراعي الأفران والنقل، في حين يتم تقنين الاستهلاك في القطاعات الباقية”.
وأوضح المصدر سبب هذا التوقف عن التوزيع، مشيراً إلى أن “مخصصات حمص من المازوت انخفضت إلى عدد غير كاف من الطلبات فقط وهي غير كافية لتلبية كل القطاعات”.
واعتبر المصدر في حديثه أن “الأولية حالياً للقطاع الزراعي لاسيما موسمي القمح والشعير، مع التأكيد على استئناف توزيع مازوت التدفئة مع عودة المخصصات حيث وصلت نسبة التوزيع إلى 36 % ونأمل رفعها إلى 80 % قبل نهاية العام”.
الجدير بالذكر أن وزارة التجارة الداخلية رفعت، ليل الثلاثاء، أسعار المازوت والبنزين مرة أخرى، ليدفع المواطن كما كل مرة أعباء الارتفاع لمواد غير متوفرة أصلا ً في الأسواق.
يذكر أن هذا الواقع في التدفئة يترافق مع أزمة محروقات غير مسبوقة في البلاد أثرت بشكل كبير على كل القطاعات الخدمية الأساسية لاسيما النقل، مع حديث أوساط رسمية عن وصول ناقلات نفطية يأمل المواطن أن تساهم بتخفيف آثار الأزمة عليه.
عمار ابراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: للأسبوع الثالث على التوالي.. مئات العائلات بدون اتصالات هاتفية وانترنت في مدينة حمص