حلب الأشد ضرراً.. أكثر من 7 مليارات دولار حاجة سورية لإعادة الإعمار بعد الزلزال
حلب الأشد ضرراً.. أكثر من 7 مليارات دولار حاجة سورية لإعادة الإعمار بعد الزلزال
أصدر البنك الدولي، تقرير تقييمي جديد بخصوص الزلزال الذي ضرب سورية، محذّراً من أنّه ستكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد الوطني.
وقدّر البنك في تقريره، حجم الأضرار بعد الزلزال في سورية، بـ 3.7 مليار دولار أميركي، بينما بلغت الخسائر الاقتصادية ملياراً ونصف المليار دولار، وإجمالي الخسائر 5.2 مليار دولار.
وأضاف البنك أنّ احتياجات التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية، تُقدّر بنحو 7.9 مليار دولار أميركي، لإنفاقها على مدار 3 سنوات.
وتوقّع البنك الدولي، أن يشهد الإنتاج المحلي الحقيقي في سورية انكماشاً تصل نسبته إلى 5.5% خلال العام 2023، جرّاء الزلزالين اللذين ضربا البلاد في 6 و 20 شباط الماضي.
وقال تقرير البنك، إنّ الخسائر تتمثل في انخفاض الإنتاج في القطاعات الإنتاجية، وتقلص الإيرادات وارتفاع تكاليف التشغيل في مجال تقديم الخدمات، موضحاً أن قطاع الإسكان يأتي في مقدمة القطاعات السورية المتضررة بنسبة تصل إلى 24% من إجمالي الأضرار، تليه قطاعات النقل والبيئة والزراعة.
وأشار التقرير إلى أنّ القطاع الزراعي السوري تضرر بشدة، حيث انخفضت إمداداته من المواد الغذائية بمقدار 1.3 مليار دولار أميركي، أي ما يصل إلى نسبة 83%، مبيناً أنّ محافظة حلب تأتي في مقدمة المحافظات الأشد تضرراً بنسبة 44%، ثمّ محافظة إدلب بما نسبته 21%.
وبحسب ما جاء في تقرير البنك، جاءت محافظة حلب أيضاً على رأس قائمة المحافظات الأكثر تضرراً من مجموع الأضرار العامة، بما نسبته 60%، تليها اللاذقية بنسبة 12%، ثم مدينة “أعزاز” شمال حلب.
ورجّح البنك الدولي، ازدياد معدل التضخم في سورية، بنسبة عالية، مُرجعاً السبب إلى نقص السلع المتوفرة، وزيادة تكاليف النقل، وارتفاع الطلب الكلي على مواد إعادة البناء.
ولفت تقرير البنك الدولي إلى دور الحرب على سورية، في تفاقم مواطن الضعف التي يعاني منها السكان في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، مشيراً إلى أن كارثة الزلزال تسبَّبت في تدهور شديد على مستوى الأوضاع الإنسانية، لا سيما منها الأمن الغذائي وخطورة المباني السكنية.
من جهته، قال المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي “جان كريستوف كاريه”، إنّ الزلزال الذي ضرب سورية في الآونة الأخيرة سيؤدّي إلى تفاقم التداعيات الوخيمة للصراع الذي يعيشه الشعب السوري منذ 12 عاماً.
وأضاف “كاريه” يأمل البنك الدولي أن يساعد هذا التقييم في وضع البيانات المرتبطة بهذه الكارثة المدمّرة تحت تصرف الجهات المعنية الأساسية، وأن يُسهم في تشجيع جهود الاستجابة الدولية.
وكان البنك الدولي، قال في تقرير سابق له، إن أضرار الزلزال المادية المباشرة في سورية تُقدر بنحو 5.1 مليارات دولار أمريكي، في محافظات اللاذقية وإدلب وحماة وحلب، وأضاف أن حلب والتي يبلغ تعداد سكانها 4.2 ملايين نسمة، كانت أشد المحافظات تضرراً إذ سجلت 45% من مجمل الأضرار التقديرية 2.3 مليار دولار، تلتها إدلب بنسبة 37% أو 1.9 مليار دولار، واللاذقية بنسبة 11% أو 549 مليون دولار.
يذكر أن الزلزال الذي ضرب سورية فجر 6 شباط الفائت، أدى إلى وقوع 1414 وفاة و2357 إصابة، حسب الحصيلة النهائية لضحايا الزلزال، في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
فيما بلغ عدد ضحايا الزلزال في مناطق سيطرة “المعارضة”، 2166 حالة وفاة وأكثر من 2950 إصابة، كما تدمر أكثر من 200 مبنى بشكل كامل في جنديرس بريف عفرين وحوالي 500 مبنى بشكل جزئي، بينما تدمر 479 بناء بشكل كامل و1481 آخر بشكل جزئي في كامل مناطق غربي سورية.
اقرأ أيضاً: أكثرها في حلب.. البنك الدولي يقدر خسائر سورية المباشرة جراء الزلزال 5 مليار دولار حتى الآن