تمزيق الكتب المدرسية عنف مادي وانتهاك مباشر لقيمة التعليم
لم يعد انتهاء العام الدراسي إشارةً للتقدم الفكري والمعنوي للطالب نتيجة انتقاله من صف لآخر، إنما عنواناً للبعد عما تم اكتسابه من قيم تعليمية طيلة العام الدراسي، واستنزافاً لكل ما بذله المعلم من جهود في التعريف بقيمة العلم ودوره في بناء أجيال واعدة ببناء المستقبل، وذلك لما تشهده شوارع المدن في نهاية كل عام دراسي من ظواهر سلبية تمثلت بالتخلي عما تم جمعه ضمن الكتب والدفاتر المدرسية بتمزيقها ورميها أرضاً دون أي شعور بالذنب أو المسؤولية من قبلهم.
إهمال شخصي
ولعل أكثر ما يؤلم النفس نتيجة ممارسة خذه السلوكيات الخاطئة والتي يبررها كراهية عميقة من قبل الطالب للعملية التعليمية واعتبارها فرضاً، لنجد أن ما يجعل الطالب غير مكترثاً لتبعات هذا الفعل هو الحصول على الكتاب المدرسي بالمجان، وعدم دفع مبالغ مالية تجعل لدى الطالب حسابات أخرى.
في حين نجد بأن التقليد الأعمى من قبل طالب لطالب آخر هو الدافع الأكبر لهذا الفعل والذي يجعل من المسألة نوعاً من التسلية لديهم برأي عمار علي طالب مدرسة.
عنف مقصود
إلا أن ما يثير الدهشة لجوء الكثير من الطلبة للتخلص من الدفاتر والكتب بغية الحصول على أفضل منها في العام التالي، ما يفرض على الأهالي تكاليف إضافية.
ولم يقف الأمر عند حد التجديد أو اللعب، بل امتد نحو اتجاهات أخرى تمثلت بضعف الوعي التربوي والارشادي من الأسرة والمدرسة برأي الخبيرة الاجتماعية “هدى قصار”، لانعدام ثقافة التحفيز من الأهالي لقراءة الكتب ضمن العطلة الصيفية، واللجوء لقضاء الوقت في أعمال غير مفيدة، وبالتالي عدم نضوج فكرة المطالعة والتثقيف لدى الطفل ضمن أسرته.
بينما يتحمل القطاع التربوي جزءاً كبيراً من المسؤولية برأي “قصار” لعدم تكثيف المراقبة من قبل المختصين على أحوال الكتب بين أيدي الطلبة، وعدم توجيههم للعناية بها، أو فرض غرامات على المهملين من جهة نظافة الكتب والأوراق.
أملاك عامة
وهنا لا بد من الوقوف على الطرق العلاجية لهذه الظاهرة التي استبدت بالطلبة برأي الدكتورة “هدى قصار” وباتت طقساً سنوياً لإعلان انتهاء المدرسة، ما يحمل المجتمع والاسر والمدارس الدور الأكبر في اعتبار أن الكتب من الأملاك العامة وليست الشخصية، وخضوعه لمبدأ الاستعارة على مدار العام ومن ثم استرداده أو الحصول على تعويض مادي يقابل قيمته الحقيقية، ليتم شراء نسخ جديدة، كما أنه من الضروري تقديم هدايا رمزية وتشجيعية ومكافآت للطلبة، ممن يحافظون على كتبهم، وإطلاق شعار “كتابك يحتاجه غيرك”، والذي يمثل دعوة جماعية للمساهمة بالكتب المدرسية بغية توفيرها للعام الدراسي الجديد.
بارعة جمعة