تحديات كبيرة تواجه الأهالي تزامناً مع اقتراب العام الدراسي
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يتحضر الأهالي لتأمين مستلزمات المدرسة من القرطاسية والحقائب والبدلات وكافة ما يحتاجه أبنائهم.
وتبدأ مع بداية كل موسم دراسي، شكاوى أولياء الأمور من الغلاء الفاحش، ويتحدثون عن ملامستهم الفروقات والزيادات الكبيرة في الأسعار، بين العام الماضي وهذا العام، الأمر الذي يتطلب منهم تخصيص ميزانية لشراء مستلزمات المدرسة خاصة من لديه عدة أطفال.
لاسيما وأن موعد افتتاح المدارس ككل عام يتزامن مع موسم المونة، ما يؤدي إلى استنزف جيوبهم لشراء مستلزمات المونة الشتوية من أطعمة ومازوت أو حطب للتدفئة من جهة ومستلزمات المدرسة من جهة أخرى حسب تعبير الأهالي.
وفي جولة لـ “كليك نيوز” قامت باستطلاع مع أولياء أمور الطلبة لمعرفة آرائهم في حقيقة غلاء الأسعار وكيفية تحضيرهم للعام الجديد.
في البداية أكد مواطن فضل عدم ذكر اسمه وهو والد لأربعة أولاد أن هناك غلاء أسعار ملحوظ في الأسواق، وهذا الغلاء أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ومسألة العودة إلى المدارس، مؤكداً أن من لديه أكثر من ولد يحتاج إلى ميزانية لشراء لوازم المدرسة من دفاتر وحقائب مدرسية والتي بات سعرها غالي جداً، وأن سعر اللباس أيضاً مرتفع هو الآخر ولا يناسب سعرها العديد من العائلات بالنظر إلى قدرتهم المادية.
فيما تعجب أديب نجار، وهو أب لطفلين من غلاء أسعار الحقائب والقرطاسية وأنه يجب على أولياء أمور الطلاب تخصيص مبلغ معين لشراء لوازم المدرسة من دون أن يشعروا بأي ضيق مادي وبالوقت نفسه لكي لا ينتقصوا شيئاً لأبنائهم هم بحاجة إليه.
وبالمقارنة مع العام الماضي قال المواطن سليمان هواش أن نسبة الارتفاع بلغت أكتر من 100% بشكل تقريبي، وكل طالب يحتاج من 50 ألف كحد أدنى إلى 100 ألف كحد أقصى قيمة دفاتر وقرطاسية مع حقيبة، وأن الفرق بين الحدين الأدنى والأعلى مرتبط بجودة المادة المرتبطة بالسعر.
وأكدت رينا الشيخ أن كل حقيبة مع محتواها تكلف بحدود الـ 90000، بينما قالت مناس صالح أنها لجأت إلى سوق الجمعة من أجل شراء بعض الحوائج المدرسية التي اقتصرت على 4 أقلام حبر + وممحاة عدد 4 + ومبراة عدد 4 بسعر 3000 ل.س وبلغ سعر علبة الهندسة 3000 ل.س.
وأجمع عدد من أولياء الأمور أن شراء قرطاسية الأطفال أصبح من أساسيات التحضير للعودة إلى المدرسة وأن أسعار الحقائب المدرسية فاق سعرها جميع اللوازم الأخرى، حتى بات سعر حقيبة الطالب في المرحلة الإعدادية أغلى من اللازم إضافة إلى غلاء في سعر الدفاتر خصيصاً ذات المقاس الكبير التي يحتاجها الطلاب في الإعدادي، موضحين أيضاً أن الأسعار تتفاوت من مكان لآخر.
عوضاً عن أن سعر نسخة الكتاب المدرسي للصف العاشر هذا العام 48300 ل.س، أما سعر نسخة الكتاب للصف الحادي عشر 54800 ل.س، بينما نسخة الكتب للصف البكلوريا هذا العام سعرها 49800 ل.س.
وعلى الرغم من فتح السورية للتجارة باب التقسيط على القرطاسية والألبسة والحقائب لكافة العاملين في الدولة والعقود السنوية الدائمة بقيمة 500 ألف ل.س، يتعجب العديد من أولياء الأمور غير العاملين في الدولة عن كيفية تدبير أمورهم، ويقول المواطن حسن خضور، إذا كانوا معترفين أن الاسرة بحاجة 500 ألف لتأمين احتياجات أبنائها من القرطاسية فقط، وهذا المبلغ هو راتب موظف لمدة 5 أشهر فكيف للموظف تأمين باقي احتياجات أسرته لمدة 12شهر إذا كان سيصرف راتب الخمسة أشهر قرطاسية فقط.
“كليك نيوز” التقت حيدر يوسف مدير فرع السورية للتجارة بحماة والذي تحدث حول الأسعار داخل الصالات بأنها أقل من الأسواق بنسبة من 30 إلى 50%، وبعض الأصناف تصل نسب التخفيض مقارنة بالأسواق إلى100%.
وبيّن يوسف أن الإقبال في اليوم الأول كان معظمه شراء مباشر بسبب الأسعار المنخفضة عن الأسواق، وسُجل خلال اليوم الأول 20 استمارة تقسيط مع توقع ازدياد العدد في قادم الأيام.
فيما تبقى شريحة من المواطنين غير قادرة على تأمين هذه المستلزمات، لا سيما مع ارتفاع سعرها بشكل لا يوصف في الأسواق، حيث يختلف سعر المنتج ويكون الفرق واضحاً بين الذي يحمل أي صور كرتونية والذي لا يحملها، وكل عام تكون مفاجآت القرطاسية وتوابعها أكبر من العام الذي سبقه.
ورد محمد صاحب مكتبة في بلدة نهر البارد وهو جريح حرب حيث قال لـ “كليك نيوز” أن الأسعار هذا العام أغلى من العام الماضي وتبدو حركة الشراء حتى اللحظة خجولة كون القدرة الشرائية ضعيفة وتعتمد بالمجمل على التقسيط.
وحول أسعار الحقائب بيّن محمد أن جودة الحقيبة هي الأساس، فهناك أسعار وطنية بجودة عادية ويأتي سعرها أرخص من حقائب مستوردة التي تمتاز بجودتها ولكن سعرها غالي جداً.
وأوضح صاحب مكتبة أخرى في مدينة مصياف أن سعر الحقيبة يأتي حسب نوعها، فمثلاً حقائب طلاب الروضة بين 20 – 30 ألف، أما الحقائب لطلاب المرحلتين الإبتدائية والإعدادية تتراوح بين 40 – 70 ألف، والدفاتر يتراوح سعرها بين 5000 – 8500 حسب عدد الأوراق ونوعية الدفتر.
ومع كل موسم يعيش الناس حالة قلق من الأعباء المادية المترتبة عليهم، وها نحن اليوم نقف بجد على أبواب المدارس وحتماً مصاريف هذه العودة لم تعد بالسهلة ولا القليلة.
أوس سليمان – حماة –كليك نيوز
اقرأ أيضاً .. ” المكدوس” بات بورصة تحتاج لميزانية..100 كيلو تكلّف 250 ألف ليرة