بعد كارثة الزلزال.. 50% نسبة الزيادة بطلب “المهدئات” والشائعات تزيد المشهد قساوة
يبدو أن كارثة الزلزال المفاجئة التي حلّت ببلادنا، لم تقسو فقط على البشر والحجر، بل كانت أكثر قساوة في أثرها على نفوسنا من مشاهد الحرب الدامية طيلة عقد من الزمن.
ومنذ اليوم الأول لوقوعه، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بفيديوهات الناجيين الذين يروون اللحظات الصعبة التي عايشوها تحت ركام منازلهم، الأمر الذي ترك أثره الهائل على النفوس لعموم المواطنين في سورية.
تقول إحدى السيدات لموقع “أثر برس” المحلي، “باتت مسألة اللجوء للأدوية المهدئة هي الحل الوحيد لأتمكن من التعامل مع نوبات الهلع التي تنتابني بين الحين والآخر للحصول على قدر من الراحة النفسية”.
مشيرة إلى أنه ومع “كثرة الشائعات المروجة عن احتمالية حدوث زلازل جديدة، فإنها جهزت حقيبة تحوي أوراقها الرسمية وبعض الألبسة وحذاء وضعتها بالقرب من باب منزلها، للخروج في حال الشعور بأي خطر”.
ويقول شاب آخر، إن “اللجوء للمهدئات كان خياره الأخير بعد محاولات متعددة للهدوء، مضيفاً: أخشى من كارثة زلزال جديدة، مشيراً أن هاجسه الوحيد يركّز على مصير عائلته فيما لو وقع مثل هذا الاحتمال”.
قائلاً: “لا يمكن أن أبقى مذعوراً أمام عائلتي خاصة وأن لدي خمسة أطفال، دائماً ما أفكر في مصيرهم فيما لو وقع زلزال، ولأني ملزم بالظهور بصورة المتماسك أمام العائلة كان لابد من الحصول على طريقة سريعة وفعالة، ولم أجد إلا المهدئات.”
في السياق يؤكّد العديد من الصيادلة في دمشق للموقع نفسه، “أن طلب المهدئات من قبل المراجعين ازداد أكثر من 50 بالمئة عن المعتاد”، ويقول أحدهم: “هناك أنواع خفيفة العيار يمكن ويسمح لنا ببيعها من دون وصفة طبية، إلا أن التعود على المهدئات ليس بالأمر الصحيح وننصح كل من يبحث عنها، بخيارات بديلة مثل المشروبات العشبية المهدئة كنبات المليسة، لكن البحث عن مفعول سريع هو ما يدفع المواطنين للبحث عن مثل هذه الأدوية.”
فيما تقول صيدلانية أخرى: “إن أكثر الطالبين للمهدئات هم من الإناث، حيث تفوق نسبتهن 75 بالمئة من طالبي المهدئات، كما أن عدداً كبيراً من الناس يراجع الصيدلية للبحث عن مسكنات الألم نتيجة لتكرار الصداع لديهم، وغالباً ما يقرنون نوبات الصداع بزيادة الخوف من احتمالات الكارثة، مشيرة إلى أن الزيادة في نسبة الطلب على المسكنات بلغت ما يقارب 40 بالمئة من حجم المبيعات الاعتيادية.”
مهما يكن الحديث عن قساوة ما عشناه، إلاّ أنّ ما نرجوه من كلّ من يسمي نفسه “إعلامياً” وينشر على أية وسيلة كانت، وبشكل خاص وسائل التواصل الاجتماعي “والتي باتت في متناول الجميع”، أن يرأف بحالنا وحال أطفالنا عند نشر الأنباء التي تزيد الهلع والخوف في نفوسنا حول كارثة زلزال جديد، وأن يسعى لحصد “اللايكات” عبر نشر الأخبار المطمئنة التي نحتاجها أكثر من أي وقت آخر.
اقرأ أيضاً: “رغم كل التطمينات”.. الشائعات تدفع الأهالي لافتراش الشوارع