بعد أيام قليلة على حادثة الطفل “جود”.. وفاة شابة بنفس المشفى نتيجة خطأ طبي
لم تكد تمضي أيام قليلة على قصة وفاة الطفل “جود سكر” في أحد المشافي وسط دمشق، حتى وقعت حادثة جديدة وبنفس المشفى.
حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بنبأ وفاة الشابة “شيريهان قيموز”، نتيجة خطأ طبي في مشفى العباسيين بدمشق، وهي الحالة الثانية التي تتوفى نتيجة خطأ طبي في نفس المشفى خلال أقل من شهر.
هذا الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم، أثار غضباً واسعاً على وسائل التواصل، متسائلين عن سبب غياب وزارة الصحة عن التصرف في مثل هذه الحالات، ولماذا لم يتم إغلاق المشفى بعد حادثة وفاة الطفل “جود سكر”، والتي أثبت القضاء أنها نتيجة خطأ من قبل المشفى.
فيما لم يصدر أي تفاصيل حتى الآن عن وفاة الشابة، كما لم يصدر عن ذويها أو المشفى أو وزارة الصحة أي تعليق.
يذكر أن الطفل “جود سكر”، توفي قبل أيام قليلة بيوم عيد الأم 21 آذار، في مشفى العباسيين أيضاً، حيث دخل بغيبوبة حوالي الشهر نتيجة خطأ طبي، ليموت بعدها، بسبب التخدير الذي تم إعطاؤه له.
وكان المحامي العام الأول بدمشق “محمد أديب المهايني”، أكد وجود خطأ طبي في قضية وفاة الطفل “جود سكر” بناء على قرار اللجنة الطبية، وتم توقيف فني التخدير، فيما لا يزال طبيب التخدير متواري عن الأنظار.
يذكر أن رئيس اللجنة العلمية في الرابطة السورية لأطباء التخـدير وتسكين الألم الدكتور “فواز هلال”، كان قد حذر بأن حادثة الطفل “جود سكر” الذي توفي في مشفى العباسيين الخاص مؤخراً وغيرها من الحوادث ستتكرر في حال الاعتماد على فنيي التخـدير الذين يحتاجون إلى مزيد من الخبرة أو أشخاص غير اختصاصيين.
وأضاف أن القادم أسوأ وهنالك في الحياة أخطاء تبدو فردية ولكنها في الحقيقة هي نتاج لتجاهل حكومي لمشكلات متراكمة.
اقرأ أيضاً: “مازال في حالة موت سريري”.. والدة “جود سكر” تروي لـ “كليك نيوز” تفاصيل معاناة طفلها
ولفت الدكتور “هلال”، إلى أن المطلوب من وزارة الصحة اتخاذ قرار ملزم للمشافي الخاصة بتقديم الحقوق المالية لأطباء التخدير كغيرهم من الاختصاصات وإيجاد حلول جذرية لتلافي نقص أطباء التخدير، مشيراً إلى أنه يجب اتخاذ حلول موضوعية ومنطقية وسريعة من قبل وزارة الصحة ونقابة الأطباء.
وتكررت الأخطاء الطبية خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير في سورية، لا سيما في المشافي الخاصة، وكان القاضي “محمد خربطلي” رئيس محكمة بداية الجزاء السابعة بدمشق، كشف آواخر العام الفائت لصحيفة “البعث”، أنه وسطياً في دمشق. يتمّ تحريك من ٥ إلى ١٠ دعاوى شهرياً بجرائم تسبّبت بالإيذاء والوفاة نتيجة أخطاء طبية، وتكون بأشكال مختلفة، منها ناتج عن خطأ الطبيب في التشخيص أو العلاج، ومنها أخطاء تخدير ومنها أخطاء جرّاحين، وبعضها عائد للمشافي من تعقيم أو نقص بالأدوات أو الكادر التمريضي.
وكانت النيابة العامة في دمشق، أغلقت في شهر أيلول العام الفائت، مشفى “الغزالي” الخاصة في دمشق، على خلفية حادثة الإهمال الطبي التي أودت بحياة الشاب “حامد البارودي” البالغ من العمر 22 عاماً.