بطون الأطفال لا تفهم اقتصاد.. تكتيف الراتب وإفلات “الأخضر” عمل شديد الانفجار
بطون الأطفال لا تفهم اقتصاد.. تكتيف الراتب وإفلات “الأخضر” عمل شديد الانفجار
الحرب القذرة التي تشهدها أسواقنا علمتنا الكثير حتى لم نعد نؤمن أن رفع سعر صرف “الأخضر” وتهاوي سعر صرف الليرة هو كل المشكلة بل أن انخفاض الأجور والرواتب بشكل مُعيب هو أصل المشكلة.
علّمتنا الكثير حتى لم نعد نؤمن بنظريات الحصار والمؤامرة بل أن الإهمال وسوء التخطيط والفساد أشياء لديها التفسير الوحيد لكل ما يحصل..
علّمتنا أن نسأل لماذا نحن مستمرون برهن أنفسنا للحوالات الواردة من ما وراء الحدود..
علّمتنا انه ليس المهم في الحياة أن نعيش فقط بل المهم أن نعيش محترمين..
الحكومة التي تحاول إقناعنا بعدم وجود موارد ولا إمكانيات كافية لزيادة الراتب كيف ستقوم بتأمين ودفع المبالغ المطلوبة لشراء الأخضر بالأسعار الجديدة المرتفعة وهل عليها طباعة المليارات من الليرات مقابل تأمين “الأخضر”؟
هذا يحدث في وقت يتزايد بسرعة مرعبة عدد الأسر التي تتساقط في مستنقع الجوع وسط إصرار مؤسف من “الفريق الاقتصادي” على مواصلة التجارب على عملتنا الوطنية والعبث بها من بوابة المصرف المركزي..
إصرار على مواصلة رفع سعر صرف “الأخضر” وكأنه لا يعلم أن السياسات المالية الحكومية الناجحة تعتمد على قاعدتين أساسيتين، الأولى تقول (لا معنى لأي قرار لا يحفظ مصلحة وكرامة المواطن)
فيما تقول القاعدة الثانية (يجب ألا تنسى القاعدة الأولى).. وكأنه لا يعلم أن الفشل في التخطيط يقود الى التخطيط للفشل.. أن عوامل استقرار الليرة تلاشت بسبب جهلهم وتجاهلهم..
أن من لا يعاني لا يمكن أن يشعر بمعاناة الآخرين.. أن بقاء ملفات معيشة الناس بيد أشخاص تعيش الترف المطلق يعني لا أمل بوقف تهاوي الوضع المعيشي إلى قاع اللا عودة.
البعض يرى أن رفع سعر صرف “الأخضر” قرار صحيح يسهم بإعادة الأموال إلى المنافذ الرسمية واستقطاب الحوالات الخارجية الواردة بما يعزز قدرات واحتياطي المصرف المركزي وبالتالي جمع غلة تمكن من توفير مصاريف المستوردات من محروقات وغذاء وقطع غيار ووو..
بالمقابل هناك من يستغرب كيف يمكن ضبط السوق طالما لدينا عدة أسعار “للأخضر”.. كيف يمكن أن نعتبر القرار صحيحاً وهو يزيد يومياً عدد الجياع..
كيف يمكن أن نقنعهم أن بطون الأطفال لا تفهم بالاقتصاد ولا تعترف بعلوم المال ونظرياته.
بل هناك من يستغرب كيفية تفكير الفريق الاقتصادي الذي يعتبر أن إصدار نشرة خاصة بالحوالات والصرافة عبر رفع سعر صرف “الأخضر” مفيد في دعم القوة الشرائية للناس..
هل فعلاً الحالة المعيشية تحسنت بعد رفع سعر صرف “الأخضر” عدة مرات هذا العام؟.. طبعاً لا نستغرب عنهم شيء فهم منفصلون عن الواقع ولهم عالمهم الخاص يحاربون به ولأجله.
السادة الفريق الاقتصادي: أنتم تعلمون أن تعدد أسعار “الأخضر” وعدم استقرار سعره وسحبه من السوق السوداء هي ذرائع مجانية يتم تقديمها للتجار لمواصلة الاحتكار ورفع الأسعار.
أين مولدات القطع الأجنبي، أين عوائد الصادرات، أين العروض التشجيعية الفعلية للاستثمارات الأجنبية أين وأين و…، أم سنبقى مرهونون للحوالات الخارجية؟.
من المفيد أن تتذكروا أن الإدارة المالية هي لعبة فكرية وأن المشاكل الجديدة تتطلب حلولاً جديدة..
من المفيد إدراك أن التخطيط طويل المدى لا يعتمد على القرارات المستقبلية، بل مع مستقبل القرارات الحالية.. أنه من المعيب الخلط بين الإدارة السيئة والقدر.. إنه لأمر ضروري أن تفعلون المستحيل لشعب يعيش المستحيل.
نضال فضة – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن نصنع الفاسدين والأغبياء ثم نعاقبهم؟!