حوالي 3 طن كمية الإنتاج اليومي من الوردة الشامية في قرية النيرب
تعد قرية النيرب في حلب من المناطق المشهورة بزراعة الوردة الشامية والتي تعتبر شجيرة معمرة واسعة التحمل للظروف البيئية ولا تحتاج إلا لسقاية تكميلية واحدة أو سقايتين في أحسن الأحوال.
مع بداية الصباح وحبات الندى تداعب شجيرات الـوردة الشامية المنتشرة على مساحات واسعة في قرية النيرب بريف حلب الجنوبي الشرقي، حيث ينطلق الفلاحون إلى جني محصول الـوردة الشامية التي تزين حقولهم بألوانها الزهرية ذات الرائحة الفواحة والممتدة على المساحات المجاورة للحقول.
ويأمل المزارعون في تلك المنطقة اعتبار الـوردة الشامية شجرة مثمرة وإلغاء تصنيفها كشجرة حراجية وذلك للاستفادة من قروض يمكن أن تقدم لهم لشراء الشتول وتوفير الأراضي المناسبة.
ولفت “سليمان الأحمد” أحد المزارعين المتخصصين بزراعة الوردة الشامية في منطقة النيرب إلى أنه بدأ بزراعتها منذ حوالي 20 عاماً وهي في توسع مستمر، مبيناً أنه يباشر عملية قطاف الوردة الشامية في الخامسة صباحاً إلى أنه يشعر بمتعة تفوق أي شيء أثناء جني محصوله الذي انتظره نحو عدة أشهر قضاها بالعناية والاهتمام بها لتتوالى عملية الإزهار من جديد.
في حين قالت المزارعة “روشان” إن فترة قطاف الورد تكون منذ الصباح الباكر ما بين الخامسة والتاسعة حفاظاً على ثبات المادة العطرية في الأزهار التي يتم فرزها ليتم انتاج الزهورات والمربيات وماء الورد والشراب منها، موضحة أن منطقة النيرب تعد الرقم الأول في زراعة الوردة الشامية على مستوى محافظة حلب، وأن قطافها للوردة لا يتعبها بل يشعرها بالنشاط والحيوية، لافتة إلى أنها تحرص على القدوم إلى الحقل ومواكبة جني المحصول كونها اعتادت منذ صغرها على مواسم القطاف وكيفية التعامل معها.
وذكر المزارع “محمد سليمان” أنه بدأ من 15 عاماً في غرس الشجيرات ولا زال يتابع توسع المساحة المزروعة حتى بلغت أكثر من 10 دونم، مبيناً أن الشجيرات تمتاز بإيرادات إنتاجية عالية وتنوع في أصناف المنتجات.
وكشفت المهندسة “كليزار طوبال” رئيسة دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة حلب في تصريح خاص لـ “كليك نيوز” أن المساحة المزروعة بالوردة الشامية بلغت بين 30_40 هكتاراً، وتضررت بسبب الإرهاب مساحة واسعة من الأراضي وأبعدت عن الإنتاج لكن مع إصرار الفلاحين ومثابرتهم على إعادة زراعتها بالعقل الصغيرة من الورود عادت الحياة لهذه البقعة.
وأكدت “طوبال” حرص مديرية الزراعة على تقديم الدعم لجميع مزارعي الوردة الشامية نظراً لأهميتها الاستراتيجية كمحصول يعتمد عليه الأهالي حيث يتم تقديم الخدمات الإرشادية ومساعدتهم على آلية وكيفية التسويق لها مشيرة إلى أن كمية الإنتاج اليومي من الورود تبلغ حوالي 3 أطنان.
الجدير بالذكر أن زراعة الوردة الشامية تبدأ زراعتها في شهر كانون الأول حتى شهر آذار ويبدأ موسم القطاف في منتصف آيار وحتى أوائل حزيران وتحتاج الغراس إلى خمس سنوات تقريباً لتبدأ بإنتاج مردود اقتصادي.
إسراء جدوع