الوجع وجعان “وجع المرض ووجع تكاليفه”.. هل بات تحمّل الألم خيارنا الوحيد!!
يبدو أن الهموم في سورية بلا نهاية، ولم تعد تقف عند حدّ الهموم المعيشية التي أثقلت كاهل الجميع، حيث باتت زيارة عيادة أي طبيب هاجساً يرهق المواطن نتيجة الارتفاع الكبير في أجور المعاينات الطبية والتي أصبحت أكثر وطأة من المرض ذاته.
ورغم الاستغاثات من المواطنين لوضع أجور منصفة تكون عادلة للجميع، غير أنه لا حياة لمن تنادي، وباتت “نقابة الأطباء” نفسها تقول بأن التسعيرة المعمول بها حالياً غير عادلة للأطباء، الأمر الذي زاد من جشع البعض، الذين رفعوا أجورهم إلى أرقام خيالية، بذريعة الظروف وارتفاع التكاليف.
كما بررت بعض الجهات المعنية أطماع وتجاوزات الأطباء، بحجة نقص أعدادهم، والنزيف الكبير للكوادر الطبية، حتى أن البعض قال، “نحن في وضع نريد أن نحافظ فيه على من بقي من الأطبـاء من الهجرة التي تعصف بالبلاد”، ليس ذلك فحسب، فبعض الأطباء برروا زيادة معايناتهم نتيجة رفع الدعم عنهم!!
فهل معنى ذلك أنه على المواطن أن يتحمّل ضريبة بقاء هؤلاء الأطباء الجشعين في سورية، وما ذنبه كي يدفع ضريبة كل شيء حتى العلاج؟ ولماذا على الأطباء أن يقوموا بتعويض خسارتهم من جيوب المرضى؟ أليس الأجدى أن يتم وضع تسعيرة تناسب الطبيب وترضي المواطن في آن واحد بدل من أن يدفع ثمنها وحيداً!!
وفي ظل هذا الواقع المرير، بدأ الناس بالبحث عن بديل للطبيب، ليكون الانترنت سبيله الوحيد وأمله لتخفيف أوجاعه، حيث تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الصفحات الطبية التي تقدم استشارات للمرضى، وبدلاً من تكبد عناء الذهاب الى عيادة الطبيب ودفع مبالغ بات الجميع لا طاقة لهم عليها، فإنه بات وبكبسة زر واحدة يحصل على الاستشارة.
كما يلجأ الكثيرون للاعتماد على الصيدليات لتشخيص أمراضهم، حيث يقوم الصيدلاني بوصف الدواء الذي يقول أنه المناسب دون الحاجة لاستشارة طبيب مختص.
وعلى الرغم من هذه الفوائد الكبيرة التي يقدمها الانترنت أو الصيادلة للباحثين عن حلول لمشاكلهم الصحية، إلا أن مخاطر هذا الأمر وسيئاته قد تفوق الحسنات في كثير من الأحيان، إذا لم تكن مصادر المعلومات موثوقة، وقد تتسبب المعلومات الخطأ وغير الدقيقة باللعب بأروح الناس وبالتالي نتائج كارثية على صحة الكثيرين.
فهل بتنا وتحت وطأة الفقر مجبرين إما على تحمل الألم أو السير نحو خيارات تهدد أرواحنا؟
وهل أمر طبيعي أن تتحول أسمى مهنة في الحياة لتجارة؟
وهل باتت حتى زيارة الطبيب حكرا على الميسورين؟
وإلى متى سيتم التغني بالواقع الطبي في سورية بأنه جيد ولا خوف عليه بينما جميعنا بتنا مستنزفين؟
وإلى متى ستبقى الظروف تلقي بكاهلها على أكتافنا الملتوية؟
أسئلة باتت الإجابة عليها ضرورة قبل أن نقع في هاوية لا خروج منها!!
وعسى الصحة أن تكون وتبقى تاجا على رؤوسنا جميعا!
اقرأ أيضاً: بعد ارتفاع أسعارها بشكل قياسي.. صناعة النسيج والألبسة مهددة بالتوقف!!