“المؤونة الشتوية” وحسابات الحقل والبيدر
“المؤونة الشتوية” وحسابات الحقل والبيدر
قد يجذبك ذاك المنظر المتدلي من واجهات المنازل في أحياء مدينة ديرالزور، وعندما تمعن بالنظر تعرف بأنه وقت تجهيز “المؤونة الشتوية” وكل أسرة بديرالزور معنية بهذا الموضوع.
وكذلك يلعب العامل المادي دوراً في تحديد الكميات التي يتم تجهيزها ومع الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد بات الأمر صعباً نوعاً ما، ولكنه ليس مستحيل، والقصد من وراء ذلك بأن تجهيز المؤونة الشتوية بقي قائماً لكن ليس بالكميات المعتادة التي تجهزها الأسرة في أعوام مضت، وهذا يعود إلى لهيب الأسعار الذي يجتاح الأسواق وبخاصة المواد الداخلة في تجهيز المؤونة مثل السكريات والجوز والزيت وغيرها، من هذه المواد.
وقد تكون محافظة ديرالزور تختلف عن باقي المحافظات من حيث توفر المواد وبسعر يبدو أخف وطأة من أسعار بقية المحافظات وهذا الأمر يعود إلى أن المحافظة تشتهر بأنواع خضارها المعروفة بالخضار “الزورية” مثل، “الباذنجان” و “البامياء” و “الخيار” و “الكوسا” و “البندورة” و “الملوخية” و “اللوبياء” وأنواع أخرى كثيرة.
وتلجأ الأسرة بديرالزور إلى أساليب عدة في تجهيز المؤونة ومنها التجفيف وهذا يتم لأنواع “الخيار” و”الكوسا” و”الباذنجان” و”الملوخية” و “البامياء” أو الضغط في أواني مخصصة لذلك ويتم لأنواع “البندورة” و “البامياء” و “الفاصولياء”.
تأكيد على ارتفاع الأسعار
ولمعرفة حركة الأسعار في الأسواق كان لابد من استطلاع آراء عدد من أصحاب المحال التجارية والباعة ولم يكن حديثهم مفاجأة لأننا نعرف تماماً حالهم وحال الأسواق وكان التأكيد على ذلك ويقول “أبو عمران” وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية خلال حديثه لـ “كليك نيوز”، هناك ارتفاع واضح بأسعار المواد وخاصة المواد التي يتم استهلاكها يومياً من قبل الأسرة مثل الرز والسكر والسمنة ورب البندورة وأنواع المربيات وغيرها وبهذا الوقت يزداد الطلب على السكر والزيت والجوز والفستق كونه شهر تجهيز “المؤونة الشتوية”.
أما “نوري” وهو صاحب محل آخر أكد بأن حركة البيع تبدو جيدة ولكن ليست بالكميات المعتادة وهناك مواد يزداد عليها الطلب خلال هذا الشهر الملح والفستق والزيت وغيرها.
وما دام الحديث عن الأسعار كان لابد من التوجه بالسؤال لمدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بديرالزور “بسام هزاع” والذي أكد خلال حديثه لـ “كليك نيوز” بأن أسعار الخضار في أسواق مدينة ديرالزور مقبولة باستثناء الخيار والبطاطا كون غالبية الخضار تزرع ضمن المحافظة وبشكل طبيعي يكون الإقبال على مواد دون غيرها وبخاصة ضمن فترة تجهيز المونة الشتوية.
أما حول المواد الغذائية فأسعارها قريبة لأسعار بقية المحافظات ونحن بشكل يومي نرصد حركة الأسواق وتنظيم الضبوط اللازمة بحق أية مخالفة ونقوم بتسيير دوريات يومية في أسواق مدينة وريف ديرالزور.
“المؤونة الشتوية” والأرقام
أنواع “المؤونة الشتوية” والتي يتم تجهيزها تعتمد على تجفيف الباذنجان، و”شقيق الباذنجان”، وكذلك الخيار والكوسا وكل عائلة تتحكم بالكمية التي تقدرها لتجهيزها، حيث يصل سعر كيلو الكوسا إلى 1500 ليرة، والخيار كما ذكرنا يتراوح بين 1000 – 1500 ليرة.
أما المادة الأكثر حضوراً في فصل الشتاء فهو “المكدوس” ولا يكاد يخلو منزل في ديرالزور منه بنوعيه إن كان المجهز من الباذنجان او الفاصولياء حيث يحتاج تجهيز 20 كيلو غرام من “المكدوس” إلى 20 كيلو غرام من الباذنجان، وكيلو الباذنجان الواحد يصل اليوم إلى ألف ليرة، وسعر الـ 20 كيلو يصل إلى 20 ألف ليرة، وتحتاج هذه الكمية إلى 4 ليتر من الزيت، وسعر عبوة الزيت سعة أربعة ليتر يصل إلى 39 ألف ليرة، وكمية 20 كيلو من الباذنجان تحتاج إلى نصف كيلو من الجوز الذي يفضله الكثير من الأسر عن الفستق.
ويصل سعر نصف كيلو الجوز إلى عشرين ألف ليرة سورية، ويحتاج إلى ثلاثة كيلو غرام من الفليفلة الحمراء الذي يصل سعر كل كيلو منها إلى 2500 ليرة، يعني ثلاثة كيلو غرام من الفليفلة الحمراء يصل سعرها إلى 7500 ليرة.
وباقي الاحتياجات لتجهيز المكدوس من الثوم والملح والغاز يقدر لتجهيز 20 كيلو حتى عشرة آلاف ليرة، وتصل التكلفة كاملة لتجهيز هذه الكمية إلى حوالي مئة ألف ليرة سورية في حال استخدام الزيت العادي، ويزيد السعر في حال استخدام زيت الزيتون.
وكلما زادت كمية الباذنجان تزيد الكميات، ويتضاعف المبلغ، فكيلو الباذنجان الواحد يضم 10 – 14 حبة من المادة، وقد يرتفع المبلغ كون هناك طلبيات تجهز حسب رغبة الزبون بموجب اتفاق بين الاثنين، وهناك أسر تقوم بتجهيز “مكدوس الفاصولياء”، وبحساب سريع لتجهيز 10 كغ من “مكدوس الفاصولياء” والذي يصل سعر الكيلو الواحد إلى ثلاثة آلاف ليرة، فإن تكلفة ذلك تحتاج إلى حوالي 30 ألف ليرة فقط، يضاف لها الزيت والجوز والفليفلة الحمراء وتوابعها.
أنواع أخرى وأسعار مؤرقة
أما الحديث عن تجهيز أنواع المربيات المخصصة لفصل الشتاء فهذا يحتاج لحديث آخر في ظل وضع مادة السكر التي يشهد مؤشرها ارتفاعاً كبيراً وتراوح سعر كيلو السكر الواحد ما بين 4500 – 5000 ليرة.
وكذلك الأمر بالنسبة لتجهيز أنواع “المخللات” فهي تبدو أخف من غيرها، كون يصل سعر كيلو “الفليفلة الخضراء” في أسواق ديرالزور حتى 1500 ليرة، فيبدو السعر أرخص من بقية الأسعار في أسواق المحافظات الأخرى، كون مصدرها محلي من أراضي المحافظة، وكذلك بالنسبة لسعر كيلو الخيار الذي يتراوح بين 1000 – 1500 ليرة.
ولا يختلف الحال عند تجهيز “رب البندورة” وفي السابق كانت العائلة تجهز هذه المادة منزلياً واليوم وقد وصل سعر كيلو البندورة حتى 1200 ليرة للكيلو الواحد، وبات من الصعب الإنتاج المنزلي، وبات الاعتماد على الأنواع الجاهزة في الأسواق، حيث يصل سعر العبوة الواحدة سعة 2 كيلو، إلى 9500 ليرة، وهذا السعر تتحكم به كثافة المادة.
مالك الجاسم – كليك نيوز
اقرأ أيضًا: أكلة الملوك تدخل قائمة الكماليات وتخرج من دائرة المؤونة السنوية