الكهرباء غائبة عن غالبية المحافظات.. والمواطن “ع الوعد يا كمون”
تتزامن الوعود الحكومية في تحسين وضع الطاقة الكهربائية ومواعيد التقنين مع التحسينات المترافقة في ظل الأجواء الربيعية من جهة، وقدوم شهر رمضان المبارك من جهة أخرى، لكون هذين الحدثين يمثلان الشفيع للمواطن ورأفة بأحوال الصائم.
فالأجواء المعتدلة تخفف الضغط على الأحمال الكهربائية لاستغناء المواطن عن التدفئة والتبريد، ما يسمح لتوصيل الكهرباء لساعات أكثر لتغطية الفراغ في الوقت الذي يعد طويلاً في رمضان.
انقطاعات طويلة وحلول بديلة
بقاء الوضع الكهربائي على حاله في أغلب المحافظات السورية يثبت عكس هذه التنبؤات من قبل أصحابها، حيث سجلت فترات الانقطاع زمناً طويلاً لدى الجميع، لتصل في مدينة حلب لقرابة 12 ساعة قطع مقابل ساعتي وصل، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي مؤكدين اعتماد الأكثرية في موضوع تأمين الطاقة على “الأمبيرات” التي لا تزال تشكل عبئاً مادياً أثقل كاهل أصحابها، ما جعل المحافظة خارج الحسابات الحكومية، كما استنكر العديد من الأهالي تصريحات المعنيين التي تثبت الهوة الكبيرة بين الكلام والواقع.
كما دفعت المشاكل الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي في اللاذقية والذي بلغ 5 ساعات قطع مقابل ساعة تغذية أهالي المدينة للاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية والاشتراك في مولدات الكهرباء الخاصة والأمبيرات أيضاً، التي تعتبر غير قانونية حسب التعميم الذي أصدره محافظ اللاذقية، والذي أثار دهشة المواطنين لكون كافة المحافظات السورية تلجأ لمثل تلك البدائل، ما دفع بهم لتقديم شكاوى تمييز في توزيع الكهرباء، خاصة في أحياء المدينة.
عدالة التوزيع
لأن شعار هذه الفترة أيضاً يندرج تحت مسمى “العدالة في التوزيع”، بادر أهالي محافظة حماة للمطالبة بإلزام مديرية الكهرباء بتفعيل برنامج التقنين المتضمن ساعتي وصل مقابل 4 ساعات قطع، أسوة بباقي المحافظات، متسائلين أين وعود الوزارة بتحسن الكهرباء خلال الشهر الفضيل؟
وبحسب تأكيدات مواطني حماة أن بقاء برنامج 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل وأحياناً نصف ساعة وصل فقط، وفي الوقت الذي ينادي به البعض بتطبيق العدالة نجد محافظة ريف دمشق من المنسيات وخارج الخطة تماماً، ليصل الانقطاع في بلدات مثل معربا لأيام، وغيابها بشكل كامل عن مدن مثل التل، وارتفاع في ساعات التقنين لمعدل 8 ساعات قطع وساعة وصل في بلدات القلمون والغوطة.
كما لحقت محافظة طرطوس بركب مدن ريف دمشق إثر الانقطاعات غير المبررة والتغذية مجهولة الوقت، كما أن الوعود بالتحسن لم تكن بمحلها، إذ تم العمل بها ليوم واحد في بانياس والعودة لما كانت عليه في اليوم الآخر والحجة ضعف الكميات والإمكانيات المتاحة للعمل، هذا ما أكده تصريح مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء “فواز الضاهر” باعتبار أن كمية التوليد وفق الوقود المتاح ثابتة لم تتغير ولم يطرأ أي تحسن عليها في جميع المحافظات، حيث بلغت حصة محافظة طرطوس 135 ميغا.
بينما شهدت محافظة دير الزور تحسناً طفيفاً عقب أيام من التدهور لتصل الى ساعتين ونصف وصل مقابل 4 ساعات قطع، والذي يبدو جيداً بالنسبة للمواطنين لقاء الانقطاع الكبير في فصل الشتاء.
وتبقى المحافظات على أمل التحسن فور اعتدال الطقس خلال فصل الربيع لتصبح في دمشق 3 بـ 3 و90% من المحافظات 2 وصل بـ 4 قطع، يذكر أن وزارة الكهرباء أعلنت رفع أسعار الكهرباء لتشمل جميع فئات الاستهلاك تماشياً مع موجة رفع أسعار كافة السلع والخدمات الأساسية في البلاد.
بارعة جمعة