الغلاء يسرق “لحظات الفرح” ويُعيدنا إلى أطلال رحلاتنا أيام “الزمن الجميل”
الغلاء يسرق “لحظات الفرح” ويُعيدنا إلى أطلال رحلاتنا أيام “الزمن الجميل”
في غمرة المشاكل والهموم التي تحيط بالمواطن، نجد دائماً في سورية من يبحث عن فسحات أمل تحاول سرقة “لحظات الفرح”، رغم كل شيء، فما إن نطالع صفحات الفيسبوك، حتى نجد عشرات الإعلانات عن رحلات ترفيهية، للعديد من المناطق السورية.
وفي هذ السياق، تتحدث الشابة “صبا خلف” من مدينة مصياف بمحافظة حماة، عن مشروعها الترفيهي الذي بدأته عام 2016، حيث قامت بإنشاء غروب شبابي أسمته “للفرح عنوان”، تقوم من خلاله بالإعلان عن جولات ترفيهية تشمل مناطق متنوعة من البلاد، الساحلية والجبلية إضافة إلى المواقع الأثرية.
وتحدّثت “خلف” عن التغير الذي أصاب هذه الرحلات خلال الأعوام الأخيرة، مشيرة إلى أنه في عام 2016، كان الفرد يدفع ألف ليرة كحد أقصى، تشمل أجرة الباص وحجز المطعم إلى المناطق الريفية بمدينة مصياف، وتزيد كلفة الرحلة إلى 3500 في حال تم التخطيط للتوجه لإحدى مدن الساحل.
اقرأ أيضاً: “المواطن بيمشي وبيحكي مع حالو”.. مسؤول: الأسعار ترتفع يومياً 10% دون معرفة السبب
وأضافت الشابة لموقع “سناك سوري” أما في 2023 باتت الرحلة من مصياف إلى مدينة طرطوس تبلغ 35 ألفاً، متضمنة تكاليف النقل وحجز المكان المقصود، بينما تبلغ قيمة الحجز إلى دمشق 75 ألف.
وبينما يُجمع الكثيرون على حبهم لتلك الرحلات والتي اعتادوا عليها خلال السنوات الماضية، حيث كانت متاحة للجميع من فقراء وغيرهم، غير أنهم يؤكدون أنهم لم يعد بإمكانهم التفكير فيها، بسبب تكاليفها، مكتفين بالوقوف على ذكريات الأيام الجميلة التي عاشوها مع أصدقائهم خلال تلك الرحلات.
يذكر أن بعض المكاتب السياحية، بينت أن كلفة رحلة “اليوم الواحد” للشخص سواء إلى دمشق أو منطقة ساحلية أو جبلية بين 200 – 225 ألف ليرة تتضمن التنقلات ووجبة إفطار ووجبة عشاء، أما رحلة “ليلتين” إلى منطقة الساحل، فتراوحت بين 800 -850 ألف للشخص الواحد في غرفة مزدوجة تتضمن التنقلات ووجبات إفطار وعشاء والدخول لمنتجع وحفل فني عدا عن الطلبات الشخصية، بحسب موقع “أثر برس” المحلي، مؤكدين أن الإقبال ضعيف جداً على الرحلات نتيجة الظروف الاقتصادية.
وبهذا تخرج كافة وسائل الترفيه من حسابات “السواد الأعظم” من الناس، الذين باتوا يخوضون حربا معيشية يومية، يخرج أغلبهم وللأسف خاسرون منها نتيجة الغلاء الذي ضرب كلّ شيء!.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع