السباحة في ساقية الري بحمص.. خطر محدق بالأطفال ما بين إهمال الأهل وارتفاع أجور المسابح
تسبب ضعف القوة المالية عند فئة كبيرة من المواطنين بالبحث عن حلول بديلة بكل ما يخص تفاصيل حياتهم اليومية، من تأمين لوازم المعيشة والبحث الدؤوب عن توفير ما يمكن من المال.
ونسيت معظم العائلات أو تناست عادة السفر خلال فصل الصيف لزيارة الأماكن السياحية، وذلك لأن تكاليفه وصلت إلى أرقام فلكية، مع راتب لا يكفي أكثر من أيام معدودة، مقابل مصاريف هائلة أصابها الجنون دون أي ضابط لها.
ومع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، يبحث الأطفال عن الترفيه بأي شكل من الأشكال، في الوقت الذي بات السفر الى المدن الساحلية رفاهية كبرى، وقصد المسابح مصروفاً لا يقوى عليه الجميع.
وفي جولة على بعض المسابح في مدينة حمص، تراوحت دخولية المسابح ما بين 10 آلاف ليرة و50 ألف، وذلك بحسب درجة المسبح وخدماته ومميزاته، دون أي ضوابط للأسعار كما هو حال معظم الأمور في المحافظة.
هذا الواقع، دفع الكثير من أطفال المدينة للبحث عن بديل كالأنهار والبحيرات والسدود والسواقي التي تكتظ بهم هرباً من حر الصيف وطمعاً بالمتعة والسباحة، رغم مخاطر الغرق المحدقة بهم، كونها تحتوي على الكثير من الرواسب والمخلفات الصلبة.
اقرأ أيضاً: الأوروبيين يتغنّون باستقطابها.. هجرة العقول تهدد بالتحول إلى “بلد عجوز”
ومن المؤسف أن ساقية الري الشهيرة في حمص تسجل كل عام غرق العديد من الأطفال، حيث تقوم فرق الإنقاذ في الدفاع المدني والإطفاء بانتشال جثثهم، رغم التحذيرات المتكررة والدعوات الموجهة لأهاليهم بضرورة الابتعاد عن السباحة فيها.
وفي هذا السياق، قال مصدر في الدفاع المدني بحمص لـ كليك نيوز، إن “غرق الأطفال في ساقية الري ظاهرة سنوية تتكرر دون وجود حل أو رادع لإيقاف هذه المأساة، وهو ما يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احتياطية أو تحرك فاعل من البلدية كرفع سور حديدي على أطراف الساقية”.
وأضاف المصدر “تمتد ساقية الري لعشرات الكيلومترات داخل وخارج مدينة حمص، وتحتاج لتركيب عدد من الشبكات في الساقية عند كل 1 كيلومتر بحيث يعلق بها أي جسم دون أن تسحبه المياه لمسافات بعيدة، والأهم من كل ذلك توعية الاهل لخطورة ترك أطفالهم يسبحون في هذه السواقي”.
بينما أوضح مصدر في مجلس مدينة حمص، أن “سبب عدم تسوير الساقية هو طولها الممتد لعشرات الكيلومترات، وبالتالي لا تسمح إمكانيات المجلس المالية بتسويرها بالكامل”.
من جهته، قال أحد سكان منطقة دوار المكاتب لـ كليك نيوز، إن “ظاهرة انتشار الأطفال على جانبي الساقية بات يثير الاستغراب مع تكرار حوادث الغرق، وعدم انتباه الأهالي لأطفالهم دون اقتناعي لتبرير ذلك بغلاء المعيشة وعدم القدرة على الذهاب إلى المسابح”.
وأشار مواطن آخر في حديثه، إلى ضرورة وضع قوانين صارمة وعقوبات رادعة تمنع الأطفال من الاقتراب من الساقية، بالإضافة إلى وضع شاخصات تحذيرية للجميع دون استثناء.
لتبقى هذه الساقية وغيرها من التجمعات المائية أقرب لما تكون مسابح للموت تبتلع الأطفال كل صيف، ما يتطلب وجود مستوى أعلى من الانتباه والردع من قبل الاهالي، دون تجاهل تقصير الجهات المعنية بحماية الأطفال والمواطنين من خطورتها على حياتهم.
عمار ابراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع