الجمود يخيّم على “الملف السياسي السوري”.. موسكو تذكّر بالدور الأمريكي من “التنف”
الجمود يخيّم على “الملف السياسي السوري”.. موسكو تذكّر بالدور الأمريكي من “التنف”
على الرغم من الأحاديث المتواصلة على مدار أعوام الأزمة للوصول إلى حل يخصّ الملف السياسي السوري، غير أنه وعلى ما يبدو لم تستطع جميع المسارات سواء “الأممية الممثلة باللجنة الدستورية” أو “الروسية ممثلة بمسار أستانا”، الخروج من حالة الجمود التي يعيشها هذا الملفّ حتى اليوم.
وفي محاولة لإعادة إحياء مسار “الدستورية المجمّد”، بدأ المبعوث الأممي إلى سورية، “غير بيدرسن”، عقد سلسلة لقاءات سياسية مع أطراف عديدة في جنيف السويسرية، أملاً بالخروج بنتائج حقيقية بعدما تعثّرت محاولات عديدة سابقة لبعث هذا المسار، في ظلّ ضغوط أميركية متواصلة نجحت في منع نقل مقرّ عقد اللقاءات من سويسرا، إلى دولة أخرى، قد تكون سلطنة عمان أو الإمارات العربية المتحدة أو الأردن.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، يبدو أن “بيدرسن”، وصل إلى مرحلة اليأس بسبب عدم قدرته على تقديم أيّ دفع حقيقي للملفّ السوري، الأمر الذي دفعه للإعلان، على موقع «X- تويتر سابقا»، عقْده لقاءات مع ممثّلين غربيين، بينهم مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي ومسؤول الملف السوري، “إيثان غولدريتش”، والمبعوث الهولندي الخاص إلى سورية، “جيجس غيرلاغ”، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات سوريّة معارضة، بينها “هيئة التفاوض” التي تُجري سلسلة اجتماعات دورية في جنيف مع ممثلي دول غربية، أملاً في تحريك الملف السوري، بالإضافة إلى إعادة ترتيب “البيت الداخلي للهيئة”، وتنظيم روزنامة عمل موحّدة لجميع لجان الهيئة.
وبحسب الصحيفة، فإن الاجتماعات التي عقدها “بيدرسن” مع المسؤولين الغربيين، والتي جاءت بعد لقاء ضمّه إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لم تخرج بأيّ جديد، وواصل المسؤولون الأمميون ترديد مواقفهم ذاتها، ما جعل المفاوضات تراوح مكانها.
اقرأ أيضاً: بعد سنوات من التحريض وبث خطاب الكراهية ضد سورية.. “قناة أورينت” تنهي حلقتها الأخيرة مطلع العام القادم
وأضافت الصحيفة، في وقت يراوح فيه “بيدرسن” مكانه من دون تحقيق أيّ خرق جدّي يعيد إحياء الملفّ السوري سياسياً، تشهد خطوط التماس التي فرضتها الحرب عمليات إشعال متزايدة، في ظلّ محاولات الفصائل المنتشرة في إدلب والتي تقودها “هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقاً” إشعالها، عبر شنّ هجمات بالقذائف والطائرات المسيرة، وفي البادية السورية، في ريف حمص الممتدّ إلى الرقة، يتابع تنظيم “داعش” محاولة شنّ هجماته التصعيدية التي بدأها قبل نحو أسبوعين، حيث رصد الجيش السوري، أسلحة جديدة يستعملها مقاتلو “التنظيم” في هذه الهجمات.
وتابعت الصحيفة، أمام هذا الواقع، أعادت موسكو التذكير بتحذيرات سابقة أطلقتها حول الدور الذي تقوم به القاعدة الأميركية غير الشرعية في منطقة “التنف” في دعم الفصائل المتشدّدة، وخططها لتنفيذ عمليات تخريبية جديدة في سورية.
وأضافت الصحيفة، بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به في تدريب وتسليح الفصائل التي تنشط في البادية، تؤدي قاعدة “التنف” دوراً آخر يتعلّق بتأمين خطّ حماية “للاحتلال الإسرائيلي”، وهو ما برز بشكل واضح من خلال الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة العسكرية الأميركية لهذه القاعدة، سواء عبر نوعية التسليح فيها، أو حتى من خلال الزيارات الدورية التي يجريها مسؤولون في الجيش الأميركي.
يذكر أن نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، “فاديم كوليت”، كان أعلن مؤخراً، أن إرهابيين يخطّطون للقيام بعمليات تخريبية في سورية، مشيراً إلى أن مجموعات تخريبية من “الجماعات المسلحة”، المدربة في منطقة “التنف”، تخطّط لتنفيذ أعمال تخريبية في المناطق الجنوبية من سورية ضدّ قوات الجيش السوري المتمركزة على الطرق الرئيسة، بالإضافة إلى عمليات تستهدف منشآت الوقود والطاقة، مضيفاً بأن القوات الروسية والجيش السوري، سيتّخذوا الإجراءات الاستباقية اللازمة لمنع الاستفزازات المسلحة.
هذا وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، زار دمشق في أيلول الفائت، لبحث سبل تسريع وتيرة العمل وتحريك الجمود في الملف السياسي.
وكشفت مصادر دبلوماسية في جنيف، في تشرين الأول الفائت، أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية “غير بيدرسون”، قد يتقدم بمشروع خطير بهدف إحراج جميع الأطراف.
وقالت المصادر، إن “بيدرسون” المصمم على انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف”، يدرس مشروع بيان يرسل من خلاله الدعوة للوفدين المفاوضين من دون حضور أي دولة أجنبية.
وأَضافت المصادر الدبلوماسية، أن مشروع “بيدرسون”، هدفه القفز فوق الفيتو الروسي على انعقاد الاجتماعات في جنيف، على الرغم من إدراكه مسبقاً أن مشروعه لن يحظى بموافقة موسكو ولا دمشق وداعميها، مضيفة بأن “بيدرسون” يغامر من خلال مشروع القرار هذا بمصير هذه اللجنة ومن خلال تصميمه على انعقادها في جنيف.
وعقدت الجولة 20 من محادثات “أستانا”، في حزيران الفائت، بمشاركة ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية و”المعارضة”، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة “غير بيدرسون”.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع