الانقسام بالكيان.. أزمة بنيوية
الانقسام بالكيان.. أزمة بنيوية
باستقالة “عيديت سيلمان” من “الائتلاف الحكومي”، بدت “حكومة بينيت – لابيد” أقرب إلى الانهيار، فيما ضبط “نتنياهو” يفرك يديه فرحا، بينما بدا الكيان المؤقت – في العمق – على حقيقته، #هشاً يعاني أزمة بنيوية بدأت ربما مذ عجز عن تشكيل حكومة جامعة رغم ذهابه إلى / ٤ / جولات انتخابية، لا يرغب في إجراء جولة إضافية اليوم أي طرف من أحزاب السلطة والمعارضة.
فقدت “حكومة بينيت” الأغلبية في “الكنيست” مع استقالة “سيلمان” التي قد لا تكون الأخيرة، فيلحق بها آخرون ربما وسط احتمالات ترجحها الأوساط الاسـ.ـرائيـ.ـلية ذاتها، وليس مهما أن تكون هذه #الاستقالات مستندة إلى سبب معلن كالذي ساقته “سيلمان”، وهو ليس السبب الحقيقي على كل حال.
ما قيل عن أن سبب الاستقالة يرتبط بـ “عيد الفصح اليـ.ـهودي” وتفاصيل جرى اقحامها في السياسة على هذا النحو، هو بلا قيمة حقيقية، بل إن ما جرى هو تعبير عن #أزمة سياسية بنيوية حادة مستمرة ولم تنته بتشكيل “حكومة بينيت” في حزيران الماضي.
القراءات الاسـ.ـرائيـ.ـلية للأزمة السياسية التي يشهدها الكيان المؤقت مختلفة متباينة، ولا يبدو أي منها حقيقياً، ذلك أن كل #الأطراف داخله لم تستشعر بعد عمق الأزمة التي تعصف ليس فقط بالمنظومة الحزبية والسياسية، بل بالمجتمع المملوء صواعق متفجرة، ولا يمتلك أي طرف قدرة صنع #مخارج، أو لديه القدرة على تقديم إجابات على الأسئلة المطروحة.
القراءة الوحيدة التي تعبر عن واقع حال الكيان المؤقت، هي تلك التي ترى في كل ما يجري، وما سيأتي، هو أمر طبيعي ينبئ بما هو أخطر، إذ لا يمكن للمد المتطرف أن يبلغ هذه #المستويات وسط تحديات كبيرة – حتى لو كان ذلك مدعوماً من الغرب وأميركا – ويبقى بلا رد من جانب الشعب الفلسطيني.
المظاهرة التي شارك فيها “بنيـ.ـامين نتنياهو” بالأمس احتجاجا على #تدهور الوضع الأمني والفشل الحكومي بالتعامل مع “العمليات الفلسطينية” / ٨٢١ عملية أدت لمقـ.ـتل ١٢ مستـ.ـوطناً وعسكرياً وإصـ.ـابة ٦٤ آخرين خلال شهر #آذار الماضي فقط / تكاد تكون إحدى أهم أوجه الأزمة أو الحالة التي تشير إلى أي #مستنقع هي فيه “حكومة العـ.ـدو” التي ترفض حتى نظرية “حل الدولتين”، وتتطلع لتصفية قضية اللاجـ.ـئين، والقـ.ـدس، وفرض يهـ.ـودية الدولة، وتهـ.ـجير فلسـ.ـطينيي ٤٨.
أوجه #الأزمة التي تعصف بالكيان، أعمق بكثير مما يعتقده “نتنياهو” و “لابيد” و “بينيت” و “غانتس” و “ساعر”، اعترف بها قادة الاحـ.ـتلال أم لم يعترفوا، فإن شيئاً مهماً لن يتغير، بل إن الأزمة بذاتها صارت أحد #حوامل تفاقمها في كل الاتجاهات، ليس آخر تجلياتها العجز عن مواجهة الاستحقاقات الماثلة من #الاتفاق_النووي الإيراني، إلى ما يسمى المعركة بين الحروب، إلى أفق التطبيع والاختراقات التي يتهيأ للأميركيين والاسـ.ـرائـ.ـيليين أنه سينقل الكيان إلى موقع آخر بلا مفاجآت.
#الانقسامات السياسية داخل الكيان ليست التعبير عن ما يتم تصويره، بقدرة أطراف مؤتلفة على تشكيل حكومة من عدمه، بانتقال حزب أو أكثر من السلطة إلى المعارضة أو العكس، بالقدرة على الحكم أو بالتمكن من إسقاط الخصوم، بل هي انقسامات إذا كان يوحدها #المشروع، فإن ما يعمقها التناقضات التي بدت مؤخراً في مجتمع المسـ.ـتوطنين مع بدء الأزمة الأوكرانية، هذا فضلاً عن التحديات الداخلية التي تؤدي إلى #تآكل غير منظور بالخطاب والمجتمع.
المصداق على ما تقدم، قد يتضح خلال الأسابيع القليلة القادمة، إذ سيكون واضحاً أن “حكومة بينيت” مع فقدان الأغلبية بـ “الكنيست” عاجزة عن #الاستمرار بالسلطة والحكم، بمقابل عجز آخر يلف الأحزاب المعارضة فلا هي قادرة على الصعود ولا هي بموقع الممسك ما يكفي من أوراق تمكنها من إسقاط الحكومة المشلولة، فيما #الانهيار حاصل متحقق، وهو الأمر الذي سيفتح على أزمة بنيوية خطيرة لا بد أن تتعمق مع مرور ما يلزمها من وقت، و لا بد أن تتطور باتجاهات تثبت معها وقائع وحتميات تتصل بعدالة القضية الفلسـ.ـطينية، وبيقينية أنه الكيان المؤقت .. المسألة #مسألة وقت.