الاجتماع الرباعي يلتئم في موسكو.. مالجديد؟
الاجتماع الرباعي يلتئم في موسكو.. مالجديد؟
بعد تأجيل لنحو أسبوعين، يبدو أن الاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية كل من روسيا وسورية وتركيا وإيران سوف يلتئم في موسكو بداية الأسبوع القادم بحسب تصريحات رسمية متقاطعة، ما يوحي بأن العقبات التي أدت إلى تأجيل الاجتماع قد وجدت طريقها إلى الحلحلة.
الاجتماع الذي كان مقرراً منتصف شهر آذار، تم اتخاذ قرار بتأجيله خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى موسكو وإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتصريحات التي أدلى بها عقب المباحثات للصحافة الروسية.
الرئيس الأسد أعلن صراحة أن “لا لقاءات سياسية من أي نوع كان” ستجري مع الجانب التركي في ظل عدم الاتفاق على جدول أعمال اللقاء والذي يجب أن يركز، بحسب الرئيس الأسد، على الانسحاب التركي من الأراضي السورية ووقف دعم أنقرة للإرهابيين في إدلب.
التباين بالمواقف بين دمشق وأنقرة وكذلك تناقض الأولويات كان حاداً جداً، فتركيا تريد التخلص من عبء اللاجئين الذين تستخدمهم المعارضة ورقة ضد الرئيس أردوغان في الانتخابات وتريد مساعدة سورية في ملف إنهاء تواجد ميليشيا “قسد” قرب الحدود التركية، فيما تريد دمشق من أنقرة أن تسحب قواتها المحتلة من إدلب وأرياف حلب وأن توقف دعمها للمجموعات الإرهابية في سورية.
لا شك أن التقاطع الأهم بين البلدين هو ملف إنهاء تحكم ميليشيا “قسد” المدعومة أمريكياً بمناطق الجزيرة السورية والحد من طموحاتها الانفصالية.
وسط هذا التناقض، تحركت روسيا الحريصة على جمع الطرفين على طاولة مفاوضات تخرج بنتائج يكون فيها الربح مشترك، وكثفت مساعيها بين الطرفين، وكذلك فعلت إيران باعتبارهما الضامنين لأي اتفاق سيتم التوصل إليه.
وجرت جولات من المشاورات المكثفة بين العواصم تمخضت عن إعلان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الأربعاء الماضي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أن الاجتماع الرباعي سوف “يعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية الأسبوع المقبل”.
اقرأ أيضاً: سورية تحطّم قيود الحرب والحصار
فيما قال مصدر روسي لوكالة سبوتنيك إن “الاجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية وتركيا سينعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في موسكو”، في مؤشر على حلحة التناقضات السورية التركية.
في هذه الأثناء سربت تقارير صحفية من موسكو وأنقرة أن تركيا تدرس خيارات الانسحاب من سورية لتلبية مطالب دمشق، فيما اعتبر رضوخ تركي للشروط السورية المحقة وخصوصاً في ظل إلحاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عقد لقاء سياسي مع الرئيس الأسد قبيل الانتخابات التركية لحصد نتائج الاجتماع رصيداً انتخابياً في مواجهة المعارضة التي تحشد لإزاحته في الانتخابات الرئاسية المقبلة في شهر أيار.
مما لا شك فيه أن نواب وزراء خارجية الدول الأربع سيبحثون في تحديد الأطر المرجعية ووضع توصيف دقيق للمواقف والمطالب والاتفاق على الخطط المناسبة للتنفيذ مع الضمانات التي سيتم إقرارها وتبنيها في حال تم التوافق عليها في لقاء أعلى على مستوى وزراء الخارجية، ليتم لاحقاً الإعلان عنها في لقاء قمة يجمع الرئيسين السوري والتركي.
ويبدو إن سورية الحريصة على التوصل إلى تفاهمات دقيقة قابلة للتطبيق، ليست في عجلة، وفي حال التوصل إلى اتفاق بوضع جدول زمني لسحب القوات التركية من سورية وكذلك خطة عمل مشتركة للتعامل مع ميليشيا “قسد” من جهة والفصائل الإرهابية في إدلب وشمال غرب حلب من جهة ثانية، قبل الانتخابات الرئاسية فسيكون اللقاء الرئاسي مع أردوغان.
أما إذا تعثرت المباحثات فربما يحصل التفاهم بعد الانتخابات الرئاسية أياً يكن الفائز فيها، فسورية تتعامل مع دولة وليس مع نظام حكم، فتركيا دولة جارة وينبغي النظر إلى العلاقات الثنائية على أساس مبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة من كلا الطرفين.
غير أن نجاح التقارب السوري التركي يتوقف على مدى جدية الجانب التركي وكذلك قوة الضغط التي يمكن أن يمارسها الضامنان الروسي والإيراني لجهة الالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وخصوصاً أن سورية مكتوية بنار التلاعب والتنصل التركي ضمن مسار تفاهمات أستانا.
عبد الرحيم أحمد – كليك نيوز