استمرار أزمة المشتقات النفطية رغم وصول نواقل نفط شهرياً إلى البلاد
مع بداية الشتاء، بات الهم الأكبر الذي يراود الجميع تأمين مازوت التدفئة والكهرباء، فما هو واقع عملية التوزيع وهل هناك أمل بتوزيع دفعة ثانية؟ وماذا عن الغاز والبنزين و التوريدات النفطية؟.
وكانت شركة محروقات، أجابت على التساؤلات، ولفتت إلى “إيجابيات” البطاقة الذكية كما وصفتها، حيث قال معاون مدير شركة محروقات مصطفى حصوية، في حديث إذاعي، أنه لولا البطاقة الذكية لما كان هناك أي رقابة على المادة وحرم 70% من المواطنين من مخصصاتهم.
وأشار حصوية إلى أن توزيع دفعة ثانية يعتمد على التوريدات بشكل أساسي، مؤكداً أن ما يتم توزيعه لكل القطاعات يبلغ 5 مليون ليتر مازوت، أما حاجة البلاد من البنزين 5.5 مليون ليتر، وما يتم توزيعه لا يتجاوز 3.2 أو 3.3 مليون لتر.
ولفت حصوية، إلى أن عمل الشركة يكمن بإدارة النقص وليس إدارة الوفرة، مشيرا إلى أن المشتقات تستنزف ميزانية الدولة ويستنزف القطع الأجنبي بعدما كانت رديفاً لخزينة الدولة.
وفي الوقت الذي علّق فيه السوريون الكثير من الآمال على الخط الائتماني السوري الإيراني، بأن يخفف أزمة الطاقة في البلاد، أشار حصوية إلى أنه يصل إلى سورية شهرياً ثلاث نواقل نفط خام عبر الخط الائتماني، لافتا إلى أن الحاجة الفعلية هي خمس نواقل كحد أدنى.
وقال حصوية لدينا العديد من عقود النفط ولكن نسبة التنفيذ لا يتجاوز 25% في ضوء العقوبات المفروضة، ومجموع ما يتم استيراده يكفي لسد 50-60% من حاجة البلاد.
وفي ظل انتشار السوق السوداء للمحروقات، تحدّث حصوية عن خطوات يتم العمل عليها لمحاربة الفساد قدر الإمكان، مشيرا إلى أن هناك توجيهات وكتب رسمية لأتمتة كافة المشتقات النفطية ضمن القطاعين الخاص والعام، كاشفاً أنه خلال أسبوعين سيتم إطلاق ميزة الرسائل بالكميات المخصصة للآليات التي تعمل على مادة المازوت.
وأشار لوجود توجيهات لأتمتة مخصصات القطاع الزراعي من خلال تفعيل الكمية المخصصة لكل مزارع على البطاقة العائلية وكذلك “الأعزب ” من خلال بطاقة خاصة، كما يتم العمل على أتمتة المستودعات البترولية وتعبئة الصهاريج ومحطات الوقود التابعة لشركة محروقات لضبط حركة المادة.
ولفت حصوية إلى أن تنفيذ تلك الإجراءات يواجه بعض الصعوبات نتيجة عدم وجود شركات تساعد بتنفيذ المشروع.
في سياق متصل، كشف مدير محروقات ريف دمشق محمد ليلا، أن نسبة توزيع المازوت وصلت لـ 25%، وتعطى الأماكن الأكثر برودة أولوية وسرعة بالتوزيع، حيث اكتمل في (سرغايا، الزبداني، عرنة)، ويجري الآن التوزيع في صيدنايا على أن ينتهي خلال 10 أيام تقريباً.
وبيّن ليلا صعوبة توزيع المازوت في الريف نتيجة مساحته الجغرافية الكبيرة، ووجود 720 ألف عائلة وبالتالي يحتاج لوقت طويل، حسب قوله، مشيرا إلى أنه في حال استمرار التوريدات ستنتهي عملية توزيع الدفعة الأولى خلال ثلاثة أشهر.
يذكر أن سورية تعيش أزمة مشتقات نفطية منذ بداية الحرب، الأمر الذي انعكس على واقع الكهرباء، و توزيع الغاز والمازوت والبنزين وأثر على كافة نواحي الحياة، بالتزامن مع سرقة الاحتلال الأمريكي للنفط السوري و استمرار العقوبات والحصار.
اقرأ ايضاً: نسبة توزيع المازوت في إدلب وصلت لـ 60%