ازدياد حالات السكتات القلبية بين الأعمار الصغيرة.. المرضى يتوقفون عن شراء الدواء لارتفاع أسعارها
ركبت وزارة الصحة خلال العامين الأخيرين، موجة مجاراة الارتفاع الحاصل في كل شيء، ورفعت أسعار الأدوية مرّات عديدة وبنسب كبيرة وصلت في أغلبها حتى 100%، الأمر الذي شكّل عبئاً إضافياً إلى مجموعة الأعباء اليومية التي يعيشها المواطن، دون أن تأبه بحاله وإن كان باستطاعة الأشخاص لا سيما الذين يعانون أمراضاً مزمنة ويحتاجون لأدوية على مدار اليوم، أن يقوموا بشرائها، وهو الشيء الذي بدأت تظهر نتائجه بشكل جليّ اليوم.
وهذا ما كشفه اختصاصي أمراض القلب الدكتور “بدر سلوم”، حيث أشار إلى أن الغلاء أدى لعزوف المرضى عن شراء الأدوية بانتظام، مؤكّداً أن وصفات أدوية القلب مرتفعة مقارنة بدخل المواطن وأي سعر يرهقه، مشيراً إلى أن الوصفة الواحدة بالحد الأدنى تتراوح بين 80-100 ألف شهرياً، وهناك بعض الأدوية التي تصل لأرقام أعلى.
وأكد “سلوم”، ازدياد حالات السكتات القلبية بين الأعمار الصغيرة التي تتراوح بين 18-35 عاماً، وهناك ازدياد بنسبة 50 بالمئة بمعدل السكتات القلبية بين هذه الأعمار.
وأشار في حديثه لإذاعة “ميلودي” المحلية، إلى أنه غالباً ما تكون هذه السكتات قاتلة، وأسبابها الضغط النفسي والحياتي وخاصة لأصحاب الدخل المحدود والضغوط المعيشية والحياتية.
اقرأ أيضاً: مشكلة أطباء التخدير تتفاقم .. مسؤول يحذّر: حادثة الطفل “جود” ستتكرر إذا استمر التجاهل الحكومي
في السياق، أكد طبيب القلبية في المشفى الوطني بالسويداء الدكتور “أيمن عمرو”، أن قسم الأمراض القلبية يستقبل يومياً أعداداً كبيرة للمرضى لحالات استشارية جراء تسرع في القلب أو تشنج.
وأشار لصحيفة “الوطن” المحلية، إلى أن الاضطرابات القلبية وحالات احتشاء عضلة القلب ونقص التروية هي الحالات الأكثر بروزاً وخاصة من يعانون أمراضاً قلبية مزمنة، إذ تبين أن قطعهم للدواء نظراً لارتفاع أسعاره وعجزهم عن شرائه كانا السبب الأول في تردي وضعهم الصحي.
مؤكّداً أن اللافت في مرضى القلب تغير الخط البياني لأعمار المرضى حيث لحظ ازدياد في نسبة المرضى من الأعمار الصغيرة من فئة الشباب.
وأضاف أن القسم الأكبر من المقبولين هم في الأساس ممن يعانون أمراضاً قلبية مزمنة أو طارئة، إلا أن عجز معظمهم عن شراء الدواء المطلوب بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعاره في الفترة الأخيرة أدى إلى دخولهم بحالات مضاعفة أوصلتهم إلى المشفى.
إضافة إلى عدم قدرة الكثير منهم على إجراء تخطيط للقلب لارتفاع تكلفته، فضلاً عن عجزهم عن مراجعة أطبائهم لارتفاع تعرفة الكشف لدى جميع الأطباء.
وأشار إلى أن الاضطرابات القلبية وحالات الاحتشاء والجلطات تعود أسبابها الرئيسية إلى توتر نمط الحياة ونوعية الأغذية والضغوطات المعيشية التي تؤدي إلى اضطراب ضغط الدم وارتفاعه مسببة نقص التروية أو جلطة، إضافة إلى طبيعة العمل والانفعالات.
وكانت وزارة الصحة، رفعت في شهر كانون الثاني الفائت، أسعار الأدوية بنسبة 50 بالمئة وشملت معظم أنواع الزمر الدوائية، فيما كانت الزيادة في أنواع أخرى من الأصناف الدوائية 80 بالمئة، حيث شملت 12,826 صنفاً دوائياً.
يذكر أن البلاد تمر بأقسى أزماتها الاقتصادية والتي تسببت بتضخم كبير، لم تستطع الرواتب والأجور مجاراته على الإطلاق، ما جعل النسبة العظمى من المواطنين عاجزين عن تحمّلها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع