“إسرائيل” تساهم في سياسة التغيير الديموغرافي شمال سورية
“إسرائيل” تساهم في سياسة التغيير الديموغرافي شمال سورية
تواصل بعض الجمعيات الفلسطينية سياستها المحابية لأنقرة، والتي بدأتها منذ أعوام، في التغيير الديموغرافي في مناطق عفرين السورية المحتلة من قبل تركيا شمال غرب حلب، بهدف توطين أسر المرتزقة ومستوطنين من مختلف المناطق السورية، والجديد في الأمر ما كشفته إحدى الجمعيات الفلسطينية عن مساهمة “بنك إسرائيلي” في بناء المستوطنات التي تقوم بها.
ونقلت وسائل إعلام كردية، عن مصادر من مدينة عفرين قولها، إنه وفي إطار تغيير ديموغرافية عفرين المحتلة، وطمس هويتها الأصلية، تقوم جمعية “العيش بكرامة” الإخوانية، بالمشاركة مع جمعية تركية، بإنشاء مستوطنة جديدة على شكل قرية، على أرض تبلغ مساحتها 10 دونمات، وذلك على أطراف قرية “معراته”، غرب مركز مدينة عفرين المحتلة.
حيث كشفت الجمعية ذاتها، في منشور لها على الفيسبوك عن الأمر، معلنة عن مشاركة بنك “هبوعليم” ثاني أكبر بنك في “إسرائيل”، بدعم مشاريعها في المدينة الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها منذ عام 2018.
وأعلنت الجمعية، أنها تبيع 100 وحدة سكنية مساحة كل وحدة 40 متراً مربعاً في مستوطنة جديدة يجري بناؤها بالقرب من قرية “معراته” غربي مدينة عفرين.
وذكرت أن سعر كل وحدة سكنية في مستوطنة “معراته” مُعطى بالعملة الإسرائيلية ويقدر بـ 6.700 شيكل أي حوالي 1.868 دولار.
وبحسب مصادر محلية، فإن الجمعية، توجه المشترين المهتمين نحو حساب مع بنك “إسرائيلي”، وهو ذات البنك المتورط في البناء غير القانوني للمستوطنات في فلسطين.
وحسب المعلومات، يقع مقر جمعية “العيش بكرامة”، عن مدخل الطيرة، وهي مدينة ذات أغلبية فلسطينية داخل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وتورط بنك “هبوعليم” في بناء المستوطنات غير الشرعية موثق في الأراضي الفلسطينية، حيث يقدم البنك الذي يقوم ببناء “المستوطنات الإسرائيلية” في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان، المساعدة للجمعية الفلسطينية على تحقيق الهدف ذاته في عفرين.
يذكر أن جمعية “العيش بكرامة”، تقوم إلى جانب تركيا في مشاريع استيطان بمدنية عفرين السورية، حيث قامت سابقا ببناء “مستوطنة بسمة”، في قرية “شدير” الإيزيدية، وتم تمويل المستوطنة بالاشتراك مع مجموعات ترعاها الكويت وتركيا.
ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان، إن هذه المشاريع جزء من سياسة التغيير الديموغرافي التركية في المنطقة، ويتم تمويل معظمها من قبل المنظمات التركية أو القطرية أو الكويتية أو الفلسطينية التي لها علاقات بجماعة “الإخوان المسلمين”.
في السياق، أنهت ما تسمى “منظمة الهيئة العالمية للإغاثة ـ أنصر”، في السابع من الشهر الجاري بالتنسيق مع الإدارة التركية إقامة وحدة سكنية جديدة جنوب عفرين، في “جبل الأحلام” تضم أكثر من 250 شقة سكنية.
وحسب ما ذكرت المعلومات، تم إعادة توطين ما لا يقل عن 1.535 عائلة فلسطينية تعيش في سورية في عفرين، بعد الاحتلال التركي لها.
يذكر أن تركيا بَنت بالتعاون مع بعض حلفائها لا سيما قطر، عشرات المستوطنات في ريف حلب الشمالي منذ احتلالها، ووطّنت فيها عائلات “الفصائل” ولاجئين سوريين قادمين من تركيا تم ترحيلهم قسراً تحت مسمى “العودة الطوعية”، وذلك على حساب السكان الأصليين.
وكانت قطر تعهدت بعد وقوع زلزال “6 شباط”، ببناء مستوطنة جديدة باسم “مدينة الكرامة” تحت اسم إعادة إعمار المناطق المتضررة.
وأعلنت منظمة “هيئة الإغاثة” التركية، في وقت سابق، أن العديد من المنظمات التركية بدأت منذ منتصف العام 2020 العمل على بناء مستوطنات في مناطق شمال إدلب وشمال حلب، ومن أكثر تلك المنظمات “آفاد”، هي منظمة حكومية تركية أنشئت عام 2009.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، دعا في شهر أيلول العام الفائت، دول العالم إلى دعم مساعي تركيا لبناء مستوطنات في مناطق خاضعة لسيطرتها في الشمال السوري، قائلا: ننتظر من الجميع بذل الجهد اللازم وإبداء التضامن بشأن مشروع التجمعات السكنية الذي سننفذه في سورية.
اقرأ أيضاً: رغم سعيها لتحسين العلاقات مع دمشق.. تركيا تستمر بسياسة التغيير الديموغرافي في المناطق التي تحتلها بسورية