خدميمجتمعمحلي

أمام أعين أهاليهم.. أطفال يدمنون “شرب الأركيلة” رغم أضرارها على الصحة

أمام أعين أهاليهم.. أطفال يدمنون “شرب الأركيلة” رغم أضرارها على الصحة

 

على الرغم من تكاليفها المرتفعة والمرهقة للجيوب، غير أن عادة شرب النارجيلة (وباللغة المحكية الأركيلة) باتت طقساً داخل المنازل، لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن الخطورة في الأمر، أن إدمانها، لم يعد يقتصر على الكبار، بل وصل لأطفالهم، الذين نقلوا لهم هذه العادة دون أن يشعرون.

وفي هذا السياق، قالت الاختصاصية في التربية والإرشاد الأسري الدكتورة “مريم الحاج عثمان” لصحيفة” تشرين”، إنه وبتحفيز من أحد الوالدين وكنوع من “الدعابة والتسلية”، وخاصة في المناسبات والأعياد، يسمح بعض الأهل للطفل بشرب نفس واحد من الأركيلة، للاستمتاع إلّا أنّه وبالتكرار يتراكم النيكوتين عند الطفل، ما يجعله مع الوقت “مدمن أركيلة”.

ونوهت “عثمان” إلى أن أسباب تعلق المراهقين والأطفال بالنارجيلة، تعود لرؤية الطفل على تواجد النارجيلة دائماً في متناول الأيدي في المنزل من قبل أحد الوالدين أو الإخوة، والاقتداء بالوالدين أو الإخوة، ورفقة السوء.

وأضافت، بعض الأطفال لا يحبذ مذاق أو رائحة (الشيشة كما تسمى في دولة مصر) إلّا أنه يتعاطاها حتى لا يشذ عن المجموع الذي ينتمي إليه، وهي ضمن تفكيرهم تعطي بريستيجاً أكثر من السجائر، شعور المراهق من خلالها أنّه أصبح ناضجاً ومستقلاً.

اقرأ أيضاً: أهالي حلب يواصلون شكواهم “الخبز لا يؤكل”.. الجهات المعنية: “ع الوعد يا كمون”

وأكدت الاختصاصية “عثمان” وجود دراسات تؤكد أنّ كل رأس شيشة، والذي يمتد استخدامه من النصف ساعة إلى الساعة، يعادل من 20-40 سيجارة، وهي أكثر ضرراً من السيجارة.

وأضافت، عند دخول النيكوتين والقطران للجسم عند الأطفال والبالغين، وخاصة الأطفال لكونهم في مرحلة نضج، يؤدي لقصور عند الأطفال في التعليم فيصبح قليل الانتباه والتركيز، وتلف في الدماغ، ونخر وتسوس الأسنان، وأمراض في الجهاز الهضمي، التناسلي، والتهاب في اللثة والفم والحنجرة.

وأشارت “عثمان”، إلى أنّ النرجيلة الإلكترونية، أصبحت في متناول الجميع، الكبار وحتى الصغار والمراهقين، وباستطاعتهم شراؤها، ولسهولة حملها في جيبهم الصغير أو الحقيبة المدرسية، ولكونها تنفث الكثير من الدخان المحترق، فهي تحقق الاستمتاع والنشوة عند المراهقين والأطفال، فيشعر الطفل بتحقيق ذاته.

وأضافت، أن أسوأ ما في الأمر أنّ الأطفال وفي عمر الزهور ما بين ١٠- ١٤ عاماً، عند خروجهم مع الأقران يطلبون الشيشة في المقاهي، وبعض أصحاب المقاهي يمتثلون إلى رغبة الأطفال.

وشددت الاختصاصية، على ابتعاد الأهل قدر المستطاع عن النارجيلة أو التخفيف منها أمام الأطفال، وإطلاق حملات توعية من المؤسسات، الجمعيات، الإعلام لتوعية الأهل بمضار تعلق الأطفال بالشيشة.

يذكر أنه وصل سعر علبة معسل تفاحتين من نوع “نخلة” إلى 12 ألف، ومعسل “مزايا – بولو وتفاحتين”، 8500 ليرة، والمعسل الإماراتي 16 ألف ليرة، كما وصل سعر كيلو الفحم نوعية “لامار”، إلى 17 ألف ليرة، وكيس فحم “الشيخ” من القياس الصغير 6000 ليرة، وسعر علبة القصدير 5500 ليرة.

ويتراوح سعر الأركيلة، ما بين 75 ألف وحتى مليون ليرة، وسعر الأركيلة الصغيرة، بين 160 وحتى 350 ألف ليرة، أما الأنواع النحاسية فتصل حتى 850 ألف ليرة، كما يصل سعر النفس في المطاعم حتى 30 ألف ليرة.

يذكر أن المادة 24، من قانون حقوق الطفل رقم 21 لعام 2021، نصّت أنّ كل من باع نرجيلة أو تبغاً أو شراباً كحولياً لطفل أو قدَّمه له أو سمح بتقديمه، يعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر، وبالغرامة من 300 ألف ليرة إلى 500 ألف ليرة.

مع العلم إلى أن هذه المادة أبعد من التطبيق في حقوق الطفل ومن قبل أصحاب المحلات، لأنها بالنسبة لهم تجارة، لا يهمهم لمن تباع أو تقدم، كباراً أو صغاراً، المهم الربح في النهاية، دون النظر لأضرارها أو لأي اعتبارات أخرى.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى