أزمة المواصلات والدراجات الهوائية.. وسيلة لممارسة الرياضة تأخذ منحى آخر في حمص
من الرياضات المحببة في كل دول العالم ولكل الأعمار، ورغم أنها تحتاج لجهد عضلي فإن البعض يعتبرها رياضة مسلية تحمل الكثير من المغامرة والتحدي، لكن ماذا لو لم يكن الهدف منها ممارسة الرياضة وإنما قضاء حاجة وتييسير الأمر؟!
مشروع عمل
تقول “كاتيا مخول” خريجة هندسة تحكم آلة وحاسوب ومن المؤسسين والمشجعين الأوائل لفكرة ركوب الدراجات للفتيات، “منذ عمر 6 سنوات وخلال دراستي في الجامعة حلمت بانتقاء دراجة، لبعد منزلي وانعدام السرافيس التي تربط بين الجامعة ومنطقة باب السباع التي أقطنها”، واصفة خوف أهلها في البداية عليها نظراً للظروف الأمنية في حمص، وسوء نية بعض الشباب عند رؤية فتاة تركب دراجة، لتتمكن في النهاية من إحضار دراجة وركوبها.
ونظراً لخوف الفتيات من هذه الفكرة، اقترحت فكرة إنشاء فريق فتيات لدعم الفتيات الأخريات وذلك بدعمهن نفسياً أولاً، وتأمين أماكن شراء الدراجات من أرخص المحال أو تأجيرها لهم ثانياً. وأضافت، “الكثير من الناس دعمت هذه الفكرة وأحبتها، فهم يلوحون لنا بأيديهم عند رؤيتنا ويبتسمون، وأحياناً يلقون عبارات تشجيعية”، كما ساعدت أزمة النقل مؤخراً على انتشار هذه الظاهرة بشكل أوسع.
وتوجهت “كاتيا” للمعنيين مطالبة إياهم بتقديم بعض المساعدة لهن، عن طريق تخصيص متر أو مترين من كل طريق لراكبي الدراجات، وأن يحترم سائقي السيارات راكبيها عند رؤيتهم وفسح المجال لهن، إضافة للنظر في أسعار الدراجات التي لامست المليون، وذلك عن طريق تخفيضها أو تأمين أقساط لها.
إقبال متنوع
كما اختلفت آراء الناس بين مؤيِّد ومعارض لهذه الظاهرة، والتي تعتبر رائعة وأفضل من انتظار السرافيس لساعات برأي السيدة “هيام محمد” والدة إحدى الطالبات التي تستخدم دراجة للذهاب إلى المعهد، قائلة، ” المهم بالنسبة لي ألا تحتاج الفتاة لأحد، خصوصاً في زمن كثرة فيه الثعالب البشرية”.
كما وافقتها الرأي “رؤى ناصر” وهي طالبة ماجستير “الفكرة حلوة وياريت تتعمم لأنها بتحل أزمة ومنها رياضة”، وبحسب رواية “ريتا خليل” وهي طالبة بكالوريا من الحميدية “يجب أن تتوسع الفكرة وتنتشر أكثر، فالتوقيت جيد أمام تفاقم أزمة المواصلات”، بينما استبعدت “هناء حميدو” طالبة جامعة هذه الظاهرة تماماً بسبب إساءة البعض للفتيات عند ركوبهن الدراجة إما بالكلمات أو بالنظرات، بينما يرى السيد “أحمد النقري” أنها وسيلة لتفادي وقوع البنات في مشاكل بسبب السلوكيات السيئة لبعض الشباب في وسائل النقل.
فوائد صحية
وللوقوف على فوائد ركوب الدراجات الهوائية كان لـ “كليك نيوز” لقاء خاص مع الصيدلي المختص “محسن الشاويش” الذي أشار إلى فوائد عديدة لركوب الدراجات الهوائية، والتي ينصح بركوبها مدة 30 دقيقة يومياً، الذي من شأنه أن ينشط الجهاز المناعي والتنفسي والدورة الدموية، استقرار ضغط الدم، انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري، تحسين الصحة الجسمية والعقلية، تحكم في الوزن وحرق السعرات الحرارية، تخفيف ألم المفاصل والعمود الفقري، وأكد “الشاويش” بأنه ينصح بها للسيدات الحوامل والأشخاص الذين يعانون من التهابات المفاصل.
ربى العلي