عيون أهالي حلب على المحطة الحرارية مع تضارب بالتصريحات حول اقلاع التشغيل التجريبي
للمرة الثانية خلال أقل من شهر، يتفقد وزير الكهرباء المهندس “غسان الزامل” المحطة الحرارية بحلب، والتي تجري فيها أعمال التأهيل والصيانة، للمجموعتين الخامسة والأولى من أصل أربعة مجموعات، كانت قد تعرضت الى تفجيرات متعمّدة وممنهجة من قبل تنظيم داعش قبل تحرير المنطقة.
عيون الحلبيين على المحطة
يترقب أهالي حلب منذ بدء تنفيذ عقد مشروع تأهيل وصيانة المحطة الحرارية الذي تم إبرامه مع احدى الشركات الايرانية، لتأهيل المجموعتين الأقل ضرراً، وهما الخامسة والأولى ، وتولد كل واحدة منهما 200 ميغا ، ويأمل الحلبيون أن يُكتب لهم الخلاص من لعنة الأمبيرات التي أرقت حياتهم في ظل غياب الكهرباء لساعات طويلة عن يومياتهم. وهم اليوم يعتقدون (الكثير منهم) أن المحطة ستخلصهم من الأمبيرات من خلال عودتها الى العمل، في حين أن الحقيقة مختلفة كلياً عن ذلك، فما ستنتجه المجموعتين يصل الى 400 ميجا سيتم تزويدها للشبكة العامة في سورية، وليس لمحافظة حلب فقط، كما يعتقد معظم الحلبيين .
تضارب بالمواعيد
لم تكن عيون الحلبيين فقط على المحطة الحرارية فحسب، بل كانت عيون الحكومة السورية بكل أركانها، ترنو إلى هذا المشروع الحيوي، خصوصاً وأن العقد الذي تم إبرامه مع الشركة الايرانية مينا كان استثنائياً بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية أيضاً. حيث زار عدد من الوفود الحكومية إلى المحطة الحرارية للاطلاع على نسب الإنجاز فيها، وذلك كنتيجة طبيعية لأهمية المشروع، وآثاره الاقتصادية والاجتماعية، على حلب وسورية قاطبة.
وقد أثارت الوعود التي أُطلقت مراراً حول موعد إقلاع المحطة، حفيظة المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتركت آثاراً معاكسة على مصداقية بعض الجهات الحكومية ومدى قربها من الواقع، حيث أُعلن أكثر من مرة أن اقلاع المحطة، سيكون قبل نهاية العام الماضي، أو مطلع العام الحالي، أو في الشهر الثالث من هذا العام. وكان آخرها على لسان المدير العام الجديد للمؤسسة العامة لتوليد الكهرباء “م. علي هيفا” الذي حدد موعد اقلاع المحطة في الأول من حزيران القادم .
الوزير يتحفظ
وزير الكهرباء اطلع مجدداً على نسب الإنجاز واستمع إلى شرح مفصل عن الأعمال المتبقية في زيارته الأخيرة، فالمجموعة الخامسة توشك على الانتهاء. في حين تم الانتهاء من الأعمال المرتبطة بخزانات الوقود ومحطة المعالجة والمراجل والمستودعات، ووفقاً لمصادر مطلعة فإن هناك العديد من المصاعب والأعمال العالقة في طريقها الى الحل. مثل بعض قطع التبديل التي تواجه صعوبات في تأمينها نتيجة الحصار، وخط الغاز الواصل الى المحطة بطول 134 متر، وهو يحتاج الى تجارب واختبارات لم تتم حتى الآن نتيجة بعض العوائق، إضافة إلى المولدة الرئيسية التي تحتاج الى بعض الوقت لإنجازها في المجموعة الخامسة .
وحسب المصادر ذاتها، فان وزير الكهرباء لم يعلن عن موعد جديد للتشغيل التجريبي الذي يحتاج الى كميات هائلة من الفيول أو الغاز تصل الى حوالي ثلاثة آلاف لتر من الفيول كل ساعة وهو ما سيتم بحثه مع وزارة النفط وفق هذه المصادر.
ويبقى السؤال: هل سترى المحطة الحرارية النور قريباً لتنير ظلمة ليالي أهل حلب الذين ضاقوا ذرعاً بالأمبيرات؟؟ وهل سيتم تخصيص العاصمة الاقتصادية لسورية بحصة مناسبة من مخرجات محطتهم التي انتظروها طويلاً؟!