في ظل انعدام المنافذ التسويقية.. هل يذهب تفاح السويداء “للسماسرة”؟
البحث عن منافذ تسويقية، لتصريف إنتاج المحافظة من التفاح البالغ هذا الموسم حوالي ٥٩ ألف طن، ما زال هو الشغل الشاغل للمزارعين، خاصة وأن “علقم” الانتكاسات التسويقية خلال المواسم السابقة، ما زال طعم مرارتها ملازماً لهم لتاريخه، من جراء انعدام هذه الأسواق.
ولتجنب الوقوع في “فخ” السماسرة وحسب ما قال لـ ” كليك نيوز” عدد من الفلاحين بات حرياً بحاضنتهم الأساسية ألا وهي وزارة الزراعة، الإسراع بإصدار تسعيرة التفاح، لكونها تعد المؤشر الذي يستطيع من خلاله الفلاحين، بيع منتجهم للتجار الذي لهم النصيب الأكبر من الإنتاج.
ما يقطع عليهم طريق الابتزاز، فالتآخر بإصدار التسعيرة، يُعطي التجار حقاً لا شرعياً لوضع التسعيرة التي تناسبهم، والمجحفة بحق المزارعين.
ولاسيما في ظل عجز السورية للتجارة عن استجرار كامل إنتاج المحافظة من التفاح، والتي لا يتجاوز سقف استجرارها في حده الأعلى الألف طن، وليبقى ٥٨ ألف طن، في غياهب المجهول التسويقي.
بارقة أمل ضائعة
لم تكن بارقة الأمل والتي يعول عليها المزارعين، ألا وهي التوجه نحو الأسواق الخارجية، إلا مجرد أحلام سرابية، سرعان ما أذرتها رياح الحقيقة، خاصة بعد أن مني الفلاحين بخسائر مالية كبيرة، خلال السنوات الماضية، نتيجة لرفض الدول المستجرة لمادة التفاح استلامها بذريعة احتوائها الأثر المتبقي.
ما يُبقي خيارهم الأكثر مرارة بالنسبة لهم وهو بيع منتجهم من التفاح في الأسواق المحلية، ضمن بازارات استغلالية أبطالها عدد من السماسرة الذين يقومون بشراء التفاح منهم ضمن سوق الحسبة غير النظامي بسعر البلاش إذ لا يتجاوز 700 ليرة للكيلو الواحد، وليُطرح فيما بعد من قبل هؤلاء بالأسواق بأسعار مرتفعة تتجاوز 2000 ليرة للكيلو الواحد.
رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم ابو راس بدوره قال لـ ” كليك نيوز” لقد قامت اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة، باقتراح أسعار تأشيرية للتفاح المراد تسويقه إلى السورية للتجارة، لوزارة الزراعة للمصادقة عليه.
علماً أن التسعيرة تعد مؤشر يستند عليه الفلاح، لبيع إنتاجه للتجار أو الضمانة، فالتآخر بإصدار التسعيرة، يترك باب التحكم بسعر الشراء، بيد التاجر، ما يضطر المزارعين، خوفاً على إنتاجهم من الكساد والتلف، لبيعه، بسعر “البلاش” ما يوقعهم في مطب الخسائر المالية، ولاسيما أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج المرهقة لجيوب الفلاحين والتي تفوق أسعار المبيع.
مضيفاً أنه سبق للغرفة وأن تقدمت بالعديد من المقترحات لاتحاد الغرف الزراعية بما يضمن دعم عملية تسويق الإنتاج من التفاح على ساحة المحافظة.
يشار إلى أن التفاح يحتل المرتبة الأولى بين زراعات الأشجار المثمرة، حيث تبلغ المساحات المزروعة بالتفاح حوالي الساعة ١٥ ألف هكتار، وتتركز زراعته في المناطق الأكثر برودة كمناطق ظهر الجبل والكفر ومياماس، وعرمان، وسهوة الخضر، وحبران، والرحى، وتل اللوز، ونمرة”
طلال الكفيري – السويداء – كليك نيوز
اقرأ أيضاً .. الزراعات المائية جودة في الإنتاج وكفاءة بالإستخدام