بعد أن وصلت ذروتها.. وعود بانفراجات قريبة بأزمة حليب الأطفال
بعد أن وصلت ذروتها.. وعود بانفراجات قريبة بأزمة حليب الأطفال
في الوقت الذي سمحت به وزارة التجارة الخارجية والاقتصاد باستيراد “البوتوكس”، تشهد جميع المحافظات السورية نقصاً حاداً في توفّر مادة حليب الأطفال، مع انتعاش السوق السوداء الخاصة بالمادة المخفية لدى بعض الباعة أو الصيدليات، مع عدم وجود تحرك فاعل على أرض الواقع من قبل الجهات المعنية.
وبدأت الأزمة التي طالت حليب الأطفال، منذ ثلاثة أشهر تقريباً، مع فقدانه في معظم الصيدليات التي توحّدت فيها الإجابة عن سبب ذلك بقلة توريدات المندوبين.
في حمص كما في كل المحافظات
وفي جولة لـ “كليك نيوز” بأحياء عدة في مدينة حمص، لتبيان حقيقة فقدان المادة، أجمعت أكثر من عشر صيدليات في أحياء الأرمن والزهراء والعباسية والسبيل والحميدية أن أصحاب المستودعات يرفضون تزويدهم بالمادة.
وبين الصيدلاني تيسير لـ “كليك نيوز” أن “أكثر أنواع الحليب طلباً هو “نان” الذي وصل سعره لأكثر من 18000 ليرة قبل فقدانه، و “الكيكوز” بـ 14 ألف ليرة و”S26″ إلى 19 ألف ليرة.
وأضاف “من المتوقع بتقديري الشخصي وصول سعر علبة “نان” إلى أكثر من 22 ألف ليرة، والزيادة نفسها على بقية الأصناف، وسيتحمل المواطن هذا العبء الإضافي الذي سيثقل كاهله هماً إضافياً”.
البوتوكس أهم من الحليب!
بعد موجة سخرية كبيرة من قبل السوريين حول السماح باستيراد “البوتوكس” الداخلة في عمليات التجميل، مع نقص مادة حيوية من الأسواق كحليب الأطفال، خرجت مؤسسة التجارة الخارجية لتوضيح ما يجري.
وعود “بانفراجات” قريبة
وكشف مدير مؤسسة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد شادي جوهرة في تصريح لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية أن “شحنتي حليب أطفال وصلتا لميناء اللاذقية منذ فترة، وبدأ توزيع الكميات في الأسواق بعد تخليص الشحنتين من الميناء، وخلال فترة بسيطة ستحل أزمة نقص حليب الأطفال في الصيدليات”.
وفي توضيح عن الجهة المسؤولة عن استيراد المادة، بيّن جوهرة أنها “من مسؤولية القطاع الخاص، وهذه المادة لها أولوية تمويل من المصارف، كما أن إجازات الاستيراد المتعلقة بهذه المادة تمنح لجميع المتقدمين ويوافق عليها لأنها مادة حيوية، كاشفاً عن وجود نحو 11 مستورداً لمادة حليب الأطفال”.
وأوضح أن “موضوع الشحن مشكلة يعاني منها كل العالم، يضاف إليها مشاكل تحويل الأموال للخارج في ظل العقوبات المفروضة على سورية”.
وأكد “جوهرة” أن “شحنة حليب أطفال أخرى قادمة قريباً خلال أيام، وستكون الأسعار محددة ومسعّرة إدارياً وفق القطع الأجنبي من لجنة مشكلة من المؤسسة العامة للتجارة الخارجية ووزارة الصحة ونقابة الصيادلة والمكاتب العلمية، لتكون معنية بتسعير الأدوية الاستيرادية وحليب الأطفال والرضع ما دون السنتين”.
نقابة الصيادلة: المشكلة إلى الحل قريباً
كشف عضو مجلس نقابة صيادلة سورية، الدكتور “جهاد وضيحي”، في حديث صحفي، لإذاعة المدينة، عن “تأخر توريدات حليب الأطفال إلى سورية خلال الفترة الماضية، مع توفر بعض الأنواع بشكل متقطّع، مع تأخر وصول بعض أنواع الحليب حالياً كـ شركة “نستلة” التي تغطي حوالي 60% من أنواع الحليب الموجود في الأسواق.
ولفت “وضيحي” أن “المشكلة ستُحل قريباً ويعود توريد الحليب كما كان، بعد عقد اجتماعاً لمعالجة المشكلة، وتكمن المشكلة أن كافة أنواع الحليب مستوردة ولا يوجد منتج محلي من حليب الأطفال، حيث يجب أن يتم التفكير بشكل جدي لإقامة معمل لتصنيع حليب الأطفال دون السنة لتخفيف أعباء تكاليف الاستيراد.
ونفى “وضيحي” احتكار من قبل الصيادلة لمادة الحليب، لأن المستودعات كانت توزع الحليب بشكل حصص مقننة وبكميات قليلة لا تتجاوز القطعة لكل صيدلية، وكذلك الأمر بالنسبة للمستودعات التي لا يتمكن أصحابها من احتكار كميات ضخمة في ظل قلة المستوردات أساساً، ووجود جدول لدى وزارة الصحة حول الكميات المستوردة وأماكن توزيعها، وبإمكانها معاقبة المحتكرين من قبل اللجان الموجودة فيها، بحسب قوله.
ولا تقتصر أزمة نقصان المواد الحيوية على حليب الأطفال، بل وصلت إلى كافة احتياجات السوريين من المحروقات وحتى المواد الغذائية، التي تشهد جميعها ظهور سوق سوداء بأسعار خيالية مقارنة بالمدخول الشهري الضعيف للمواطن.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: “انقطاع المته”.. أزمة قديمة جديدة في حمص هدفها رفع الأسعار