نفوق أعداد من طيور الدواجن بسبب الحرارة
المربين لا ينتظرون التعويض ولكن يبحثون عن سعر عادل والوزارة تنفي حادثة النفوق
نفوق أعداد من طيور الدواجن بسبب الحرارة.. المربين لا ينتظرون التعويض ولكن يبحثون عن سعر عادل والوزارة تنفي حادثة النفوق
أكد رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في حماة الدكتور “عبد العزيز شومل” لـ “كليك نيوز” أن نفوق طيور الدواجن هي حادثة حصلت وبكل المحافظات وليس فقط في محافظة حماة، وبنسبة تراوحت بين 15 – 30% وذلك نتيجة ارتفاع في درجات الحرارة، لا سيما وأن نسبة كبيرة من المداجن غير مهيئة لمواجهة هذا الارتفاع.
وحول نسبة النفوق وتقدير حجم الخسائر أوضح “شومل” أن النسبة تتراوح حسب تجهيز المدجن فالمداجن التي تعمل بالنظام المغلق تحتاج إلى تشغيل المولدات باستمرار وبالتالي تأمين مادة المازوت لتشغيل المولدات باستمرار وهي مجهزة بخلايا تبريد فهنا تكون نسبة النفوق منخفضة.
ذلك على حساب التكاليف الباهظة للمازوت والذي يشترى بأغلبه بالسعر الحر، أما المداجن غير المجهزة والتي تعتمد على الشبابيك فنسبة النفوق فيها مرتفعة جداً.
ولا يمكننا إعطاء أرقام فنحن نأخذ وسطياً بين مدجنة مجهزة بشكل كامل بمعدات تكييف ومداجن غير مجهزة، ترك أصاحبها أمرهم لله وراحوا يرشون المياه على سطح المدجنة.
ونوه “شومل” أن أبرز ما يعاني منه مربي الدواجن اليوم هو عدم توافر مادة المازوت من أجل تشغيل المولدة 14 ساعة على الأقل فهي تحتاج من 5 الى 10 ليتر مازوت بالساعة بشكل تقريبي.
أي 150 لتر وسطياَ يومياً، بما يعادل 4 إلى 5 آلاف لتر شهرياً هي تكاليف عالية جداً، ورغم ذلك تحملها المربي فهو اضطر لشراء المادة بسعر 6 الى 7 ألاف ل.س من السوق السوداء، فيبقى هو الحلقة الأضعف كما المستهلك وهنا تكمن المشكلة.
خسائر متتالية أدت لعزوف جزء كبير من المربين
أكد “شومل” في حديثه لـ “كليك نيوز” أنه لو كان المربين يتلقون الدعم الكافي لما رأينا عدد كبير منهم قد عزف عن تربية الدواجن، حيث جزء كبير من المربين الكبار والذين كان لهم باع طويل في المهنة والموجودين في حماة خرجوا من المصلحة.
ومنهم من كان يُربي بين 200 – 300 ألف فروج بالدورة ونتيجة الخسائر انخفضت إلى دورة صغيرة بحدود 30 – 40 ألف فروج.
والدعم الذي يتلقاه المربي بالوقت الحالي هو بسيط جداً، نتحدث عن 50 ليتر مازوت الى 100 ليتر بالسعر المدعوم بالإضافة الى المقنن العلفي الذي لا تزيد نسبته عن 15% من كمية العلف المستهلكة.
هذا الدعم هو لا شيء أمام ما سيواجهه، فعلى سبيل المثال خلال أشهر الشتاء لم يُعطى المربي محروقات واضطر لشراء المادة بالسعر الحر حوالي 6000 ل.س لليتر الواحد وخلال أشهر الصيف تم إعطاءه 100 ليتر هي لا تساوي شيء.
واجه المربي خلال فصل الشتاء البرد وكان هذا يحتاج إلى محروقات وفحم للتدفئة، انتهينا من الشتاء وكانت التكاليف عالية والمربي تعرض للخسارة بأغلب دورات الفصل.
ومن ثم جاء الصيف وارتفاع درجات الحرارة وأيضاً هذا يحتاج لتشغيل المولدات باستمرار وبالتالي المربي يواجه تكاليف عالية تجعله غير قادر على الاستمرار.
نضيف إلى ذلك أسعار الأعلاف ونتيجة الحصار الزائد على سورية تبدو أغلى من أسعار الأعلاف بكل الدول المجاورة من 20 – 25 % تقريباً، المربي يعمل بظروف صعبة جداً، ونحن نعلم ومنذ سنوات أن مربي الفروج يخسر دورة أو دورتين بمعنى أنه يربح مرة ويعوض مرة أخرى، دائماً لديه الأمل بإمكانية التعويض، لدرجة أنه مستعد لأن يبيع منزله من أجل تعويض خسارته ليستمر بالعمل.
واستمرار إهمال مربي الفروج وعدم دعمهم وتركهم يستفيدون بلحظة يُمكن أن يستفيدوا فيها، هو أمر سيؤدي لتركهم المهنة، فلا أحد يستطيع أن يعمل بهذه المصلحة ولا حتى بأمهات الفروج التي تُعطي صيصان.
تسعيرة ظالمة وغير مُنصفه للمربين
وأشار “شومل” إلى أن تحديد سعر الفروج من قبل وزارة حماية المستهلك بـ 7200 ليرة ضمن هذه الظروف جعلت المربي يخسر نتيجة التسعيرة التي حددتها الوزارة.
فالوزارة حددت سعر 7200 بناء على تكلفة كيلو العلف + مقومات الإنتاج الأساسية وتغاضت عن أجور النقل وأجور العمال وثمن المحروقات لتشغيل المولدة 24 ساعة وتغاضت عن نسبة النفوق نتيجة الحرارة وهذا أمر غير منطقي.
وتحديد السعر يجب أن يكون مدروس وشامل لكل المقومات فمن يُحدد السعر صعوداً يجب أن يحدده هبوطاً، ولا يسمح بأن يكون المربي هو الخاسر الوحيد طوال العام وعندما يريد أن يربح لا تجعله يربح، هذا الكلام غير منطقي، فالمربي لا يريد أن يربح أكثر من سعر التكلفة + 5% أو 10%.
وبيّن “شومل” أنه عندما هبط سعر الفروج إلى 5300 ل.س كان المربي يبكي ويتوجع ولم ينتبه له أحد أو يتدخل وعندما وصل سعره إلى 7500 ل.س تدخلت الوزارة على الفور وحددت السعر بطريقة غير مُنصفة، ولم تتم مساعدة المربي على أن يربح ولو مرة واحد ليعوض خسائره السابقة فهو الحلقة الأضعف رغم صموده، فكما يهمنا المستهلك يجب أن يهمنا المربي الذي يُنتج لنا بروتين حيواني وهو البروتين الأرخص ما بين مشتقات البروتينات الحيوانية الأخرى.
فلذلك هذا المربي يجب أن لا نجعله يتوقف سواء بدعمه بزيادة المقنن العلفي ودعمه بالمحروقات وتأمين الفحم الحجري خلال فصل الشتاء والذي يجب أن يتم تأمينه في الوقت الحالي، كما يجب أن يكون هناك استراتيجيات طويلة الأمد حتى نجعل المربي يستفيد ويستمر.
مربو الدواجن لا ينتظرون التعويض من الوزارة ولكن يريدون سعرا عادلا لمنتجاتهم والوزارة تُغرد خارج السرب
بينما تقول وزارة الزراعة أنه لا يوجد نفوق وما شابه ذلك فهم لديهم رأيهم ونحن كأطباء لدينا رأينا، نحن رأينا فني على أرض الواقع، ولم نتحدث من فراغ، وهناك كتاب من اتحاد الغرف الزراعية في سورية، موجه لوزارة حماية المستهلك يؤكد وجود نفوق بقطعان الفروج ما بين 20 – 30% وهذا يتوافق مع كلامنا، واليوم نحن نتحدث كأطباء نعايش الواقع ونرى بأعيننا ماذا يحصل.
حيث أكد رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في حماة ضرورة الوقوف إلى جانب المربين ولا ندعهم يعزفون عن المهنة التي تُشغل نسبة كبيرة من عدد سكان سورية إن كان في المداجن والمسالخ والسيارات والمعامل وأماكن التسويق، كما أنه يجب أن يكون هناك نظرة عطف تجاههم سواء عن طريق الوزارات المعنية أو اتحاد الغرف الزراعية.
جميعهم يقولون الموضوع عرض وطلب ولا يؤمنون لنا مستلزمات الانتاج، نراهم يُشجعون المربي على الاستمرار والوقوف على قدميه دون تقديم شيء، والمربي لدينا صمد خلال سنوات الحرب فسورية كانت محاصرة من قبل معظم دول العالم ورغم ذلك لم ينقطع عنها الفروج وعلى الرغم من تواجد المسلحين بالقرب من المدجنة في بعض المناطق كان المربي يسهر ويؤمن المستلزمات بأسعار باهظة لتستمر عملية الانتاج، فهو كان صمام الأمان كي لا نجوع، لذلك نطالب بضرورة تعويضه وأن تؤمن له كميات المازوت اللازمة إضافة لرفع كمية المقنن العلفي ونحن يهمنا الشريحة التي تعمل والتي تبلغ ثلث المداجن أي نسبة 40 % تعمل والباقي متوقف نتيجة خسارات.
أوس سليمان – كليك نيوز
اقرأ أيضاً .. أسعار البيض في ارتفاع وعزوف المربين عن العمل يضاعف الأزمة في حمص