خدميمجتمعمحلي

نساء يقتحمن مهناً كانت حكراً على الرجال.. باحثة اجتماعية تقترح حلاً في ظل الظروف الراهنة

نساء يقتحمن مهناً كانت حكراً على الرجال.. باحثة اجتماعية تقترح حلاً في ظل الظروف الراهنة

 

أجبرت الظروف الاقتصادية الناتجة عن سنوات الحرب الطاحنة، نساء على الدخول إلى عالم المهن التي كانت حكراً على الرجال، وليس من باب إثبات المساواة بين الطرفين، ومن الممكن القول إن الضيق والعوز والفاقة هي من قادتهن للعمل في هذه المهن، حيث تقبلن الأمر وتعايشن معه، إضافة إلى الثقة الكبيرة التي يشعرن بها باعتبار أن الحرية الاقتصادية هي أساس كل الحريات.

سائقة “التك توك” نموذجاً

“رشا الحسن” سائقة دراجة كهربائية “تك توك” والتي تعمل على هذه الدراجة لنقل الركاب منذ سنوات، هي زوجة شهيد وأم لثلاثة أولاد لم تنتظر التوظيف في أي مؤسسة، علماً أنها تحمل شهادة في اللغة الإنكليزية، ولأسباب صحية لم تدخل مضمار التدريس، تقول لـ كليك نيوز، “كنت في السابق أعمل سائق تكسي عمومي، وكما هو معروف صعوبة توفر البنزين أو حتى انتظار الرسالة قررت شراء الدراجة “تك توك” والتي تعتمد على شحن البطارية كهربائياً.

العمل في أي مهنة شرفاً بدلاً من الاستجداء

وأضافت السيدة “رشا” أن الظروف الصعبة لتأمين متطلبات الحياة اليومية أسرتي هي من دفعتني للعمل في هذه المهنة، فالحياة صعبة وأنصح جميع الصبايا أو السيدات العمل في أي مهنة كانت لتأمين مصدر دخل اضافي بدلاً من استجداء المساعدة أو انتظار فرصة عمل.

وتمثل “رشا” شريحة كبيرة من النساء اللواتي أجبرن للعمل في مهن مختلفة، أو لم يألفها المجتمع أو حتى كانت لوقت قريب حكراً على الرجال، بدليل مشاهد كثيرة لنسوة يعملن في العتالة بسوق الهال أو في تصويج السيارات أو في مهنة طلاء الجدران.

وجهة نظر اجتماعية

تبين الباحثة الاجتماعية “اسمهان زهيرة” أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الشعب السوري عموماً وشريحة كبيرة من النساء خصوصاً اللواتي ليس لديهن معيل أو يعانين من وجود مريض أو وفاة زوج، أن مجمل هذه الظروف دفعت بالكثير من النساء للعمل في أي مهنة تحقق لهن مردود ما، أو حتى ترمم ثغرة من متطلبات الحياة اليومية، لذلك بتنا نشاهد من تعمل ميكانيكي سيارات أو نادلة في مطعم أو عاملة دهان جدران، والكثير من المهن التي كان سابقاً حكراً على الرجال.

وأضافت الباحثة الاجتماعية أنه بالتأكيد هناك نظرة المجتمع التي كانت جارحة في بعض الأحيان، إلا أن الاعتيادية ودرجة الوعي وربما الظروف ساهمت في تغيير هذه النظرة من استنكار وسخرية في بعض الأحيان، إلى احترام وتقدير وتقبل لتوزيع الأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة، علماً أن الأهم النظرة إلى المرأة على أساس الدور الذي تؤديه في المجتمع وانعكاسه على المجتمع والفرد ككل.

اقرأ أيضاً: بعد سنوات على تحريرها.. العائدون إلى بلدة الجلمة بريف حماة يعانون الانعدام الكلي للخدمات

ودعت “زهيرة ” الجهات المعنية من وزارة شؤون اجتماعية ومنظمات وغيرها، إلى إيلاء الاهتمام اللازم بالمرأة العاملة في أي مجال، من خلال تقديم الدعم وإنشاء مشاريع صغيرة وإيجاد فرص عمل تناسب بنيتهن الجسدية.

لنا كلمة

الضريبة التي تدفعها غالباً البلاد التي شهدت حروباً مشابهة كتلك التي تعرضت لها سورية هي المرأة أولاً بحكم وضعها الاجتماعي، لذا يجب على الجهات المعنية إعادة النظر في واقع كل مؤسسة، وتحليل الواقع من ناحية العمالة الفائضة لديها، مع إعادة النظر بآلية عمل شريحة كبيرة تزيد يومياً، وتقديم التسهيلات والمرونة في عملهن من باب إذا صلحت المرأة صلح المجتمع.

بادية الونوس – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى