خدميمجتمعمحلي

مياه ملوثة تتسبب بانتشار حالات التهاب الكبد A بريف حماة

مياه ملوثة تتسبب بانتشار حالات التهاب الكبد A بريف حماة

 

لم تعد أزمة مياه الشرب تُخفى على أحد، فهي من المشاكل اليومية التي يُعاني منها الأهالي في محافظة حماة، ولم تكن جميع المناشدات وشكاوى الأهالي كفيلة بأن تجد محافظة حماة ومؤسسة المياه حلولاً جذرية لإنهاء أزمة مياه الشرب.

لا شك أن المياه الرئيسة تأتي بعد انتظار لأيام طويلة نتيجة أسباب اعتدنا على سماعها منذ سنوات طويلة، منها ما هو متعلق بالديزل ومنها ما هو مرتبط بالكهرباء، ولا شك أن قلة المياه تجبر الأهالي على استعمال مياه غير معروفة المصدر عبر صهاريج أرهقت كاهل المواطنين وأفرغت جيوبهم في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة.

وجراء المعاناة المذكورة أنفاً، تحدث رئيس مجلس بلدة “حيالين” في ريف مصياف “علي خلوف” لـ “كليك نيوز”، أنه تم تسجيل 100 إصابة بالتهاب الكبد A بينها حالات لطلاب مدارس، ولا يزال المستوصف يستقبل المراجعين لأخذ شرائح الفحص المبدئي وإرسالها إلى الفحص الخمائري في مدينة مصياف.

وأشار “خلوف” إلى أن هذا العدد قابل للزيادة نظراً لحضانة الفايروس التي تمتد من أسبوع حتى 15 يوم، مبيناً أن كل منزل يوجد به حالة أو حالتين بشكل تقريبي خصيصاً في الحارة الغربية للقرية على طريق “مصياف – القدموس”.

وحول سبب الإصابات كان أوضح “خلوف” في حديثه، أنها ناتجة عن تداخل مياه مالحة مع مياه الشرب بالقسم الغربي من القرية، وتعمل مؤسسة المياه على حل هذه المشكلة، كما تم سحب عينات من الآبار الخاصة وآبار الدولة من قبل الفريق الطبي بالمحافظة وذلك يوم الخميس الفائت.

وأكد مدير وحدة “مصياف” المهندس “عيسى اليوسف” أنه تم أخذ عينات من خزانات المنازل وخزانات المدارس ومصادر المياه وخزانات المياه الرئيسة، وتحليلها فيزيائياً وكيميائياً وجرثومياً وكانت النتائج وفق المواصفات وسليمة 100%.

وأشار “اليوسف” إلى وجود بئر وهو مصدر مائي يغذي 4 قرى (الزينة – حيالين – الحريف – البياض) ولم تظهر إصابات بأماكن أخرى غير قرية “حيالين”.

منوهاً إلى وجود مصادر مياه خاصة والتي تنقل عن طريق الصهاريج والآبار السطحية أو الينابيع غير المراقبة، حيث أثبتت نتائج تحاليل كل الآبار الخاصة في المنطقة عدم صلاحيتها للشرب ومجرثمة وهي سبب رئيس لهذا المرض وأمراض أخرى.

من جانبه الدكتور “معد شوباصي” مدير المنطقة الصحية في “مصياف:، أشار إلى أن حالات التهاب كبد A بدأت تظهر منذ حوالي أسبوعين في قرية “حيالين”.

وأكد “شوباصي” أن سبب حالات التهاب الكبد ناتج عن تلوث في المياه، وقد يكون التلوث لمدة ساعة أو ساعتين يؤدي لحدوث إصابات، مستبعداً تلوث المياه بالصرف الصحي.

وأوضح “شوباصي” أن المرض هو برازي فموي حيث ينتقل الفايروس عن طريق مخلفات الإنسان عندما تكون اليد ملوثة من خلال تناوله للطعام ينتقل عن طريق الجهاز الهضمي ويصيب الكبد وهذا الفايروس معروف بالتهاب الكبد A وهو مرض ليس خطير والشفاء منه تلقائي ومن أعراضه إعياء شديد – حرارة – وهن عام وبعد فترة من أسبوع إلى 10 أيام يظهر الاصفرار في العيون وبعدها في الجسم وهذا يشير إلى كسول الكبد وعدم عمله.

اقرأ أيضاً: وزارة الزراعة توقف توزيع الدفعة الأولى من السماد في حماة.. المزارعون: قرار لتنشيط السوق السوداء

وتابع، في هذه الحالة ننصح المريض بالراحة المطلقة وإعطاء أدوية عرضية كونه لا يوجد أدوية خاصة وفي حال كان هناك ألم بطني يُعطى المريض مضاد مغص أو إقياء يُعطى مضاد إقياء، بالإضافة إلى مسكنات خفيفة وحمية طعامية خالية من الدسم لمدة أسبوع أو 10 أيام وبالتدريج يعود المريض إلى وضعه الطبيعي، إضافة إلى موضوع عزل المصاب من خلال استعمال أغراض خاصه به كونه في هذه المرحلة يكون مُعدي.

ولفت، إلى أن الحالات الصعبة تكون عند كبار السن والأطفال وبالتالي هم يحتاجون إلى رعاية أكثر وبعض المرضى قد يحتاجون إلى تعليق سيرومات، منوهاً إلى أن المشكلة في هذا المرض هي بحضانة الفايروس التي تطول حتى تظهر على المصاب وبهذه الفترة قد يختلط المصاب بغيره خصيصاً الطلاب في المدارس وهنا تكمن بؤرة العدوى حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المنطقة الصحية والصحة المدرسية.

وأضاف “شوباصي” جاء دورنا بالتخفيف من الأعباء المادية على الأهالي من خلال وضع شرائح تحليل البول في المركز الصحي بقرية “حيالين”، وتزويده بالأدوية كالمسكنات ومضادات المغص والإقياء والمعقمات، إضافة إلى منشورات توعويه وحملات تثقيف صحية عن طريق توزيع ممرضات في القرية من أجل تفادي الزيادة بالإصابات.

وأشار “شوباصي” أنه ومن خلال الجولة إلى القرية تم التوصل إلى أن المياه هي السبب الأساسي، وهذا أتاح الفرصة لإجراء فحص لجميع مناهل المياه الموجودة فيها ومن هو غير صالح للشرب تم إعطاءه حب كلور كي يصبح صالح للشرب وتم توزيع الحب على الأهالي الذين يحصلون على المياه من مصادر غير موثوقة ليتم وضعها بالكالونات.

وأعطت النتائج أن مصادر المياه التي تأتي عن طريق الآبار الرئيسة نظيفة ونسبة الكلور فيها جيدة وصالحه للشرب، ونوه إلى وجود بئرين تم إجراء تحاليل لهما وهما غير صالحين للشرب وتم اعطاء أصحابها توجيهات بعدم توزيع المياه إلّا بعد إخبار وحدة المياه عبر تعهد خطي وتم إعطائهم حب كلور.

ولفت مدير المنطقة الصحية في “مصياف”، إلى أن كمية ضخ المياه قليله وخزان مياه وحده لا يكفي لعائلة، ما يضطرها لاستجرار المياه من مصادر غير معروفه وهذا شائع في المدينة بشكل أكبر بسبب قلة المياه تكثر هذه المشاكل وبأكثر من مكان.

ونوه “شوباصي” إلى النظافة الشخصية كغسل اليدين بالماء والصابون بعد الخروج من دورة المياه وقبل الطعام وغسل المياه وغسل الخضار والفواكه قبل استعمالها وهذه أكثر قاعدة ذهبية تحمي المواطنين من أي مرض كان.

وبالنسبة لعدد الاصابات بين “شوباصي” أن عدد الإصابات تراكمي منذ شهر منها شفي ومنها في مرحلة الشفاء، وقد تظهر إصابات خلال الأيام القادمة كون حضانة الفايروس من 15 يوم حتى 50.

وأكد أنه وبعد أن تم معرفة السبب الرئيس في انتشار المرض سنجد الخط البياني للإصابات بدأ بالهبوط، كونه عند معرفة السبب تنكسر حلقة العدوى.

أوس سليمان – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى